أ ش أ أظهرت دراسة علمية حديثة أن الأفيال تستخدم الشعر الموجود على جسدها؛ لمساعدتها على البقاء في جو بارد منتعش يقيها حرارة الجو، على عكس باقي الحيوانات التي تعمل على تدفئة نفسها بالشعر والوبر. ووجد باحثون بعلم الأحياء أن الشعيرات القليلة المنتشرة على أجساد وجلود الحيوانات الحية العملاقة التي تمشي على أربعة أقدام يمكنها أن تبدد الشعور بالحرارة، مشيرين إلى أن الأفيال -خلافا لمعظم الثدييات التي تستخدم شعرها الكثيف ضد البرد- تستخدم (أي الأفيال) شعيراتها في تخفيض درجة حرارتها بنسبة تصل إلى 20%، وهي أحدث طرق التكيّف التي ابتكرتها الفيلة؛ لمساعدة نفسها على التكيّف مع الحرارة الشديدة في القارّتين الإفريقية والآسيوية. واستطاع الباحثون التعرف منذ فترة طويلة على أن الفيلة تستخدم آذانها الكبيرة والمميزة للاستحمام في الأنهار؛ للحفاظ على برودة أجسامها في الطقس الحار، ولكن البحوث التي أجريت مؤخرا كشفت أيضا أن أجسامها المكسوة بالشعر في البقع الساخنة والحارة تساعدها على تخفيف الحرارة الزائدة. وقد سلّطت أحدث الاكتشافات المدهشة -التي نشرت في المجلة العلمية PLOS ONE- الضوء على كيفية وقدرة الحيوانات الكبيرة على البقاء على قيد الحياة في مناطق من العالم مثل الهند والسافانا الإفريقية، حيث نادرا ما تنخفض درجة الحرارة دون 25 درجة مئوية. وقال البروفيسور إيلي بو زيد -مهندس بيئي من جامعة برينستون وقائد فريق البحث- إن الشعر يعمل بمثابة عازل عندما يغطي الجلد، ولكن الشعر المتفرّق له تأثير معاكس، فالشعر المتناثر يعمل على تبديد الحرارة المتزايدة على جلد الفيلة. وأضاف أن هناك تكهنات تفيد بأن شعر جسم الحيوانات تطور في البداية للحصول على البرودة وليس الدفء، لافتا إلى أن الأفيال لديها نحو 1500 شعرة بالمتر المربع، بينما يمتلك الإنسان حوالي مليوني شعرة بالمتر المربع.