اعترف الكاتب الصيني مو يان -الحائز جائزة نوبل في الأدب هذا العام- بأن القسوة الشديدة في هذا الزمن غيّرت من شكل كتاباته الرومانسية. وقال يان، في لقاء أُجري معه في معرض لندن للكتاب في دورته الأخيرة ونشرته مجلة إيلاف: "عندما بدأتُ الكتابة كان سني دون الثلاثين، وكانت أعمالي تتسم بالرومانسية الشديدة؛ حيث كنت أعتمد على تاريخ أجدادي، ولم أكن أعرف عنهم الكثير؛ لذا كان الخيال هو ما يسيطر على الشخصيات التي أرسمها حيث كانت تشعّ شخصياتي بالرومانسية". وأضاف: "بعدما نضجت تحوّلت كتاباتي تأثّرا بقسوة العالم، ولم تعد رومانسية كالسابق". ونوّه الحائز جائزة نوبل في الأدب هذا العام: "تأثّرت بشدة بكتابات الكاتب الكولومبي الحائز جائزة نوبل في الأدب جابريال جراسيا ماركيز؛ خصوصا أن تجربتنا الحياتية متشابهة إلى حدّ كبير، وقد تعرّفت على كُتّاب مثل ماركيز وفوكنر بعدما بدأت الكتابة بفترة، وتغيّر شكل كتاباتي بعدما قرأت لهما". وحول شخصياته النسائية القوية؛ أوضح: "أنا أُكنّ كل الإعجاب والاحترام للمرأة، وأعتقد أن عندها خبرة حيوية وصلابة أكثر مما لدى الرجل". وأتبع: "عندما ننظر إلى الكتب التاريخية، المرأة تكون دائما أكثر شجاعة من الرجل، وفي كتبي أحاول فهم وتفسير العالم من وجهة نظرها. ومشكلتي في هذا المجال أنني لست امرأة". واعترف يان بأن استخدامه للهجة المحلية في رواياته قد ضاع في الترجمة للغات أخرى لعدم قدرة اللغات على الوصول للمعنى الدقيق للكلمات العامية؛ لذا فكثيرا ما جلس مع المترجمين لإيضاح معاني الجمل. ويعدّ مو يان أحد أبرز الكتّاب الصينيين الذين منعت السلطات الصينية كتبهم، وتتم القرصنة على كتبه أكثر من أي كاتب صيني آخر، وهو ما أثار التساؤلات حول اختيار لجنة نوبل له؛ ليصبح بذلك ثاني كاتب صيني يحصل على الجائزة في تاريخها.