خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في الأردن أمام ساحة المسجد الحسيني اليوم (الجمعة) في العاصمة عمان، للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية. ومن أبرز هتافات المتظاهرين: "لا إله إلا الله.. الفاسد عدو الله"، "لا إله إلا الله المصلح حبيب الله"، "يا زعيم الحرامية.. مطالبنا شرعية"، "الشعب يريد إصلاح النظام"، "يا عبد الله يا ابن حسين.. ليش بتحمي الفاسدين"، و"لوح بيدك لوح يا بتصلح يا بتروح"؛ وذلك بحسب ما ورد في وكالة الأناضول للأنباء. وكانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد دعت قبل أيام إلى التظاهر بمشاركة أكثر من 80 حركة ومنظمة أردنية، تحت اسم جمعة "إنقاذ الوطن" بعد صلاة الجمعة من المسجد الحسيني الكبير وسط العاصمة. وفي كلمته وسط المتظاهرين قال همام سعيد -المراقب العام لجماعة الإخوان في الأردن- إن "شعارنا إصلاح النظام، ولن نشارك في الانتخابات القادمة". ومن أبرز المطالب المرفوعة في التظاهرة بحسب اللافتات المرفوعة؛ إصدار قانون انتخابي ديمقراطي وعصري يمثل إرادة الشعب، وإصلاحات دستورية تمكّن الشعب من أن يكون مصدر السلطات، وتشكيل حكومة برلمانية منتخبة تحقق تداول السلطة، الفصل بين السلطات وتحقيق استقلالية القضاء، إنشاء محكمة دستورية، وقف تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية والمدنية، ومكافحة الفساد بجدية وفاعلية. ويأتي هذا بعد ساعات من إصدار العاهل الأردني عبد الله الثاني مساء أمس قرارا ملكيا بحلّ البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، وهو ما اعتبره زكي بني أرشيد -نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن- هدفه إيصال رسالة بأن باب التغيير والتعديلات على قانون الانتخابات قد ألغي. وشهدت المملكة الأردنية مؤخرا سلسلة احتجاجات تطالب بإصلاح النظام الحكومي وخفض أسعار السلع الأساسية، ومواجهة ما وصفوه ب"الفساد المستشري في بعض أجهزة الدولة وتعديلات في قانون الانتخابات"، ويصبّ المحتجون غضبهم على حكومة رئيس الوزراء الحالي فايز الطراونة، متهمين إياها ب"تعمد رفع أسعار المحروقات، وتعديل قانون المطبوعات والنشر للتضييق على حرية التعبير"؛ ولكن العاهل الأردني تدخل في العديد من هذه الأزمات بهدف تهدئة الشارع، فخفض من سعر المحروقات، ودفع الحكومة لوضع قانون انتخابي جديد يتواءم مع التغيرات التي تشهدها الساحة العربية والدولية.