التقى الرئيس الدكتور محمد مرسي -بمقر بعثة مصر لدى الأممالمتحدةبنيويورك- أمس (الإثنين) رؤساء المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية في الولاياتالمتحدة؛ من بينهم داليا مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشئون الأديان. وتمّ اللقاء برعاية البعثة المصرية لدى الأممالمتحدة في نيويورك في إطار تعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الديانات. وأكّد مرسي خلال اللقاء على ضرورة قبول الآخر وتقبّل الاختلافات بين الأديان، مشيرا إلى أن الإسلام هو دين التسامح؛ وذلك وفقا لما ورد بالصفحة الرسمية للرئيس محمد مرسي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وأشار إلى أن مصر التي نعيش فيها اليوم هي نتاج لتاريخ من الثقافات والحضارات، لافتا النظر إلى أن مصر هي بلد الأزهر الذي يعبّر عن الإسلام المتفتّح. وقال: "نحتاج إلى بذل المزيد من الجهود على المستوى الدولي لإزالة الصورة النمطية السلبية عن المسلمين"، مؤكّدا أنه لا بد من الحوار بين أصحاب الديانات لتعظيم النقاط المشتركة وتقليل نقاط الخلاف". ودعا الرئيس مرسي إلى عدم الأخذ بالمظهر وإنما بالجوهر، وتحقيق التعايش بين الجميع، وعقب الكلمة دار حوار بين الرئيس مرسي وممثّلي الديانات الثلاثة. وحول المرأة في الإسلام؛ أوضح الرئيس مرسي أنه لا يعرف من أين يأتي الناس بالحديث عن ظلم المرأة في الإسلام، مؤكّدا أنه إذا كان الناس في الإسلام أحرارا في الاعتقاد؛ فإنهم بالتالي أحرار في كل ما هو دون ذلك. وشدّد على أن المرأة والرجل في مصر متساويان في الحقوق والواجبات، كما أن المرأة في مصر تعمل في كل المجالات. كما أبدى الرئيس مرسي تعجّبه مما يثار بشأن اضطهاد المسيحيين في مصر، موضّحا أنه يمكن لمسلمين أن يختلفوا فيما بينهم، ويمكن لمسيحيين أن يختلفوا فيما بينهم، ولكن عندما يختلف مسلم ومسيحي تصبح مشكلة كبيرة؛ وذلك على حد قوله. ونفى الرئيس أن يكون قد طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتخاذ إجراءات استثنائية بشأن الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، موضّحا أنه طلب منه أن يكون هناك إجراء من خلال الكونجرس كما تمّ من قبل إزاء الإرهاب. وأكّد الرئيس مرسي أن مصر دولة مدنية وطنية ديمقراطية دستورية حديثة، حسب وثيقة الأزهر, مضيفا أن مصر تحترم اتفاقيات السلام وتريد أيضا السلام الشامل والعادل، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم في تقرير المصير، لكنه أوضح أنه على مدى 33 عاما لم يتحقق شيء. وبالنسبة لسيناء؛ قال الرئيس مرسي: "مصر لديها حساسية إزاء حديث أي دولة أخرى إزاء سيناء، ونحن مسئولون عن أمن سيناء، وإذا كانت هناك مشكلات فنحن نعمل على حلها". وأضاف أن الشعب المصري حريص على مدّ جسور الصداقة مع كل الشعوب ومنها الشعب الأمريكي، مضيفا: "نقدّر لأمريكا دعمها للربيع العربي ولمسايرة الديمقراطية في مصر"، مشيرا إلى أن مصر تتحرّك حاليا نحو مزيد من التعاون القائم على التوازن والمصالح المشتركة وهي مرحلة تعامل بندية وليس خضوعا. وكان الرئيس محمد مرسي قد توجّه أمس إلى الولاياتالمتحدة لحضور فعاليات الدورة ال67 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على رأس وفد مصري رفيع المستوى، وسيلقي غدا كلمة مصر أمام الأممالمتحدة.