طبعا إنت دلوقتي داخل ومعشّم نفسك بشوية تريقة حلوين على الرئيس اللي انت ما انتخبتوش أو انتخبته وانت عاصر على نفسك لمونة؟؟ يلا يا عم هيّص رئيس من سوق العبور من لمونة لمانجاية والكوسة جاية في السكة.. واللي بنى مصر كان في الأصل فكهاني.. إيه رأيك بقى في الإفيه ده؟؟ أسهل حاجة إنك تتريق.. ويا سلام بقى لو بتتريق على حد مهم.. إحساسك باحترامك لنفسك يزيد كلما كانت السخرية على شخص ذي قيمة.. ومن أجل هذا أصبح مشاهير العالم مثارا للسخرية، حتى وصل الأمر إلى السخرية من أعظم الخلق محمد عليه الصلاة والسلام.. هل تابعت حوار مرسي التليفزيوني؟ بالله عليك اتفرجت عليه؟؟ أم دخلت على الفيس بعدها فوجدت موسم المانجو قد بدأ، فسألت يمينا وشمالا، ألا إيه حوار المانجا ده؟ هو مرسي جاب سيرة المانجا؟؟ وعندما أجابك أحدهم بما سمعه عندما سأل آخر عرفت أن الموضوع فيه مانجا.. فقلت في نفسك طب مانجا.. وأخذت تنشر صورة يمين وتعليق شمال تابة فيس وتابة تويتر، وهكذا قضيت ليلتك ثم نمت بعد طلوع الشمس وضميرك مرتاااااح بعد ما عملت اللي عليك! السؤال الجاي ده مباشر جدا لكل اللي انتقد مانجة مرسي: عملت إيه لمصر؟؟؟ أي نعم.. ماذا فعلت أنت لتنتقد الرئيس؟ أنت بالكاد تعمل تلت ساعة في اليوم وإن كان -حسب الإحصائيات الرسمية- وتسبّ في مديرك -من وراه طبعا- وفي المواصلات وفي الطعام وفي الزحام وفي المنام.. ألا ترى أنك تحوّلت إلى مسخ حقيقي ليس لك دور إلا السخرية وتبادل الشتائم وقليل من العمل لا يكفي لأي تقدم تدّعي أنك شريك فيه؟ من كَثُر كلامه قلّ عقله، هذه قاعدة ذهبية نقلها لنا الأقدمون، ومن انشغل بعيوب الناس لم يبصر عيوب نفسه، ولا تنتقد القذى في عين أخيك ولا ترى الخشبة في عينك؟ ومع الأسف قد أصبحنا شعبا كثير الكلام لحد الإسفاف، وأتاحت لنا مواقع الثرثرة مساحة أكبر لممارسة هوايتنا المفضلة.. واشتغلنا عند التكنولوجيا بدلا من أن نشغّلها، واستهلكنا العلم بدلا من أن ننتجه، والعالم كله يتقدم من حولنا وما زلنا نحظى بنفس السمات التاريخية: المصري أصل الفلهوة، أبو النكتة.. لم نحصل إلا على الفهلوة والنكتة؛ لأننا نصرّ على ألا نغيّر المسار، نتشبّث بكل طاقتنا باللعب بالألفاظ واللعب على الحبال، نموت في الجدليات والسفسطات، نرفض كل دعوة جادة للعمل والإنتاج والنظر إلى الأمام.. العقلية المصرية وخاصة عقلية الشباب تحتاج إلى ثورة حقيقية.. ليست ثورة في المعرفة ولكن ثورة في الحركة، في التطبيق، ليست ثورة غضب كالتي هدمنا بها النظام، ولكن ثورة وعي نبني بها النظام الجديد.. ثورة عقول تعمل وتكدّ وتنتج، وتستخدم ما تحت يدها من معارف ومعلومات إلى مقدّرات تصنع نهضة وتبني وطنا وتغيّر خريطة جزء مهم من العالم بالتدريج.. الإحصائيات تقول إن مصر قادرة على صنع اقتصاد من أفضل 10 اقتصاديات في العالم، والمؤشرات تقول إن مصر مؤهلة للحاق بركب العلم الحديث خلال سنوات معدودة، فلماذا نتأخر كل يوم؟ ولماذا ننشغل بالأشياء "التافهة" بدلا من الأشياء العظيمة؟ ولماذا نفضّل إلقاء المسئولية على غيرنا بدلا من العمل بروح آخر جندي في المعركة؟ في البيت أنت تهمل مهامك لأن هناك من إخوتك من سيقوم بها.. في العمل تعتمد على زميل نشط وقلبه طيب، في الأتوبيس لا تقوم للرجل المسن لأن غيرك بالتأكيد سيفعل، في وطنك هناك من يملك القرار.. وأنت أين أنت؟؟ الجميع يبحث عنك يا صديقي.. أنت هناك.. في ركنك المظلم تسخر وتتهكم وتجادل وتتابع الإشعارات الحمراء وكأنك لست موجودا على ظهر الكوكب!