... وقد ارتكب علاء سيف (الذى هو نفسه علاء عبد الفتاح) جرائم يشيب لها الولدان. خذ عندك دور علاء سيف وزوجته منال حسن (التى هى نفسها منال بهى.. أحسن صحفى تانى يكتب فى خبر إن منال حسن قابلت منال بهى وخدتها بالحضن)، فى إخراج العمل السياسى من أطره الحزبية التقليدية الجامدة، ومن العمل السرى -الذى عادة ما كان مفضوحا ومعلوما لدى جهات أمن الدولة- ومن الخلافات الأيديولوجية إلى الكليات التى يتفق عليها الجميع، عبر دورهما الفعال فى تنشيط العمل السياسى على الشبكة العنكبوتية، بالتحديد: التنين البمبى اللى بيمسّى على العمرانية. هذه الجريمة النكراء التى جعلت من كل عابر على الشبكة العنكبوتية مشاركا فى الحياة السياسية، وربما فاعلا فيها، وبدأ الكثير من حديثى السن فى إنشاء المدونات، والتعبير عن آرائهم السياسية والاجتماعية، بل وعبور حاجز الخوف من الكلام فى المناطق المحرمة، وأحيانا الحياة الشخصية، يساعدهم فى ذلك الاختفاء وراء ستار اسم مستعار، وبدلا من التعثر فى الشكوك المستديمة بالمحيطين أو الحاضرين للاجتماعات السياسية: فلان ده مباحث.. فلان ده أمن... أصبح العمل السياسى، أكثر شعبية، وشيوعا، وافتضاحا، حتى أسقط فى يد الجهات الأمنية التى كانت تقتات على التقارير السرية. تطور العمل السياسى على الشبكة العنكبوتية، معتمدا فى أساسه على الفضيحة: افضح نفسك قبل ما النظام يفضحك... ثم افضح النظام بقى بعد ما بقيت ابن المفضوحة ومايقدرش يعمل لك حاجة. الأمر الذى لم يربك أجهزة النظام فحسب، بل تسبب فى صدمة مؤقتة للمناضلين القدامى الذين تَعوّدوا العمل بسرية تامة، وفى معرض ذلك، أذكر أننى حضرت منذ خمس سنوات اجتماعا عن التعذيب فى مركز الدراسات الاشتراكية، وحضر معى المدون مينا ذكرى، الذى فتح الكاميرا وبدأ فى التصوير فما كان من أحد المناضلين القدامى إلا أن نهره: إنت بتعمل إيه يا ولد؟ فأجابه مينا بمنتهى البراءة: باصوّر.. فاحتدّ المناضل: حتفرجها لمين؟ فأكّد مينا: للناس كلها.. حانزّلها على النت. وبعد أن تبادل كل من مينا والمناضل الكبير الذهول والتشكك تدخلت زميلة صحفية وانتحت بمينا جانبا: معلش يا مينا.. ده عاش عمره كله يشتغل فى اجتماعات سرية، هو مش مستوعب اللى بتعملوه ده؟ ثم قامت الثورة، بتراكم إسهامات الصحافة الحرة وعلى رأسها الدستور الأول والدستور الأصلى، ونشطاء الإنترنت وعلى رأسهم التنين البمبى، والحراك العمالى، وإصرار المجتمع المدنى، والتحرك فى العشوائيات، وتراث طويل من الثورات الملهمة، والنضال المتوالى للأجيال، وليست ثورتنا باللقيطة حتى تُبَتّ من أصولها وتُنسَب إلى لحظة انفجارها كأنها نبت شيطانى. وبعدين يا سيدى، فوجئنا بالمجلس العسكرى وهو يأتى من صحراء الحدود، ويبدو أنه لا يفهم التطور السريع الذى حدث فى المجتمع المصرى بتراكم إسهامات المذكورين أعلاه وغيرهم، فجأة كده لقوا عيال شعرها طويل، وبنات بتنام فى الشارع، وكلهم لسانهم طويل، وفضحية، ونلمهم ما بيتلموش، نسكتهم ما بيسكتوش، واللى ييجى على بالهم يقولوه... إيه الدوشة دى؟ وأصبحت لغة الحوار بيننا وبين المجلس العسكرى شبه مستحيلة، يحدثوننا عن «عجلة الإنتاج» و«دولاب العمل» و«المواطنين الشرفاء» ومش ناقص غير يقولوا لنا «نهارك سعيد يا مون شير»، ويصيبهم الهلع من السخرية المتواصلة، ومن طلب عرض ميزانية القوات المسلحة على مجلس الشعب المنتخَب، ومن الجدية الشديدة فى إسقاط النظام... بمعنى: إسقاط النظام بحق وحقيق، ويثيرهم أن ما يعتبرونه تهما من المفترض أن تصيب المتهم والرأى العام بالارتعاد لا يثير سوى القهقهة والكركعة. ما هو برضه ماحدش يقول لحد الماسونية ومخطط تقسيم مصر والمؤامرة الكونية لناس بتقول لك إحنا التنين البمبى... بالذمة ده كلام؟، ثم أراد المجلس العسكرى أن يخاطب «القوى الثورية»، يلاقيهم فين؟ تحدث مع ائتلاف شباب ثورة الغضب، فأخبره أعضاء الائتلاف بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، حاول الاتصال بما يسمى «وجوه الثورة» فقالوا له: نحن لا نمثل إلا أنفسنا، قام جاى لنا على «الفيسبوك»، قام العيال استلموه تريقة، راح مدور فينا الضرب والدهس والاستدعاءات العسكرية، إلى جانب عقد اجتماعات واتفاقات مع القوى السياسية التقليدية ذات الهيكل الهرمى، التى لا تتحكم فى القوى الثورية من قريب أو بعيد، بل ولم تنضمّ إلى الثورة إلا فى وقت متأخر. طب ما بدل وجع الدماغ ده، وتربية كل المشاعر الثأرية بداخلى أنا شخصيا ضد المجلس العسكرى.. ما الثورة ولا أوضح من مطالبها: تغيير، حرية، عدالة اجتماعية، عيش، حرية، كرامة وطنية. بس كده.. ولا تحبسونا، ولا نتريق عليكم قدام العساكر.