بعد طول غياب عن شاشات التليفزيون والبرامج الحوارية، التقى برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم 2 أمس (السبت)، الدكتور زغلول النجار -أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن- ليتحدث عن الفيلم المسيء للرسول وخلفية صانعيه، وكذلك الاتهامات التي وجّهت إليه في الفترة الماضية؛ التي تتعلق بإثارة الفتنة الطائفية، والشكوك المتعلقة بتفسيره العلمي لبعض الظواهر الكونية مؤخرا. استهلّ النجار حديثه عن الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، قائلا: "الفيلم ليس عملا فرديا؛ وإنما مؤسسوه من الاستخبارات الأمريكية-الإسرائيلية، وصدوره في هذا اليوم ليس صدفة أو أمرا عفويا، وكان مقرّر له أن يصدر ردا على أحداث ال11 من سبتمبر"، مشيرا إلى أن كلمة الإرهاب هي "صناعة أمريكية" في الأساس، وسبب ظهور هذا الفيلم هو شعور ولاة النصارى واليهود والقوى الخفية بانتشار الإسلام سريعا ورغبتهم في هدمه. وفي ذات السياق، أكّد زغلول أن المسئول عن تنفيذ هجمات ال11 من سبتمبر هي إسرائيل، قائلا: "اليهود يحكمون أمريكا من الداخل بشكل كبير، وإسرائيل هي من نفذت هذه الأحداث". وأضاف: "ظهور مصعب ابن الشيخ القيادي حسن يوسف في الفيديو الذي رأيناه جميعا، أكبر دليل على أن الفيلم صناعة يهودية صهيونية، وأنا على يقين أن هذا الشاب حدث له غسيل مخ مثله مثل العشرات داخل السجون الصهيونية". وأتبع: "لا ألصق ما يحدث بأقباط المهجر؛ وإنما هذا ما نسمعه، وأن إشعال الفتنة أحد أهدافهم بعد هذه الثورة العظيمة التي يحكمنا فيها ولأول مرة رئيس له عاطفة إسلامية، نظيف الكف، عليه أن يصلح ما أفسده العهد القديم". وفي سياق آخر، تحدث النجار عن اتهام البعض له بإشعال الفتنة الطائفية، وادعائه بتنصير بعض الفتيات المسلمات وترهيبهم للخارج، قائلا: "ليس من مصلحتي إشعال الفتنة، ولكنني أملك أسماء الفتيات والكنائس التي قامت بهذا، وهناك فرق بين أن أخبر الحقيقة وأن أبدأ في إشعال الفتنة". وفي تلك اللحظة، تلقى البرنامج مداخلة هاتفية من المستشار نجيب جبرائيل -المحامي بالنقض والدستورية العليا- يؤكّد تقديم بلاغا ضد د. زغلول، قائلا: "مع الأسف قدّمنا بلاغا ضد د. زغلول؛ ولكن كالعادة لم نتلقَ أي رد، ولا نعرف مصير القضايا، وحتى وقتنا الراهن لم يُقدّم أي أحد للمحاكمة الجنائية، وما يقوله زغلول ما هو إلا ادعاء يُثير الفتنة، ويدعو الكثير لمهاجمة الكنائس". فردّ عليه زغلول: "لدي دلائل ووثائق بما حدث عن تنصير فتيات بإحدى الكنائس جوار مزارع "دينا"، يتم تهريبهم على قبرص، ولدي عناوينهم وأسمائهم كلها، وإن كنت مخطئا.. فلتخبرني أين وفاء قسطنطين؟"، مردّدا هذا السؤال فيما لا يقل عن عشر مرات.. فردّ عليه جبرائيل: "أكذبك.. والمحكمة قضت برفض القضية المتعلقة بوفاء، ويكفيني ردّ القضاء". أما عن اتهامه فيما يتعلّق بتفسيره للزلازل على أنها "غضب وعقاب من الله" بإحدى المناطق مثلما حدث في توسونامي، مستعينا بحديث الرسول: "تحدث الرجفة في أمتي، فيهلك منها الألف والعشرة آلاف والمائة ألف، فيجعلها ربي عقابا للعاصين وابتلاء للصالحين وعبرة للناجين"، علّق أستاذ الإعجاز العلمي، قائلا: "هذا ليس كلامي وإنما كلام الرسول، وهناك آية قرآنية تتحدث عن الأمر، وقلت كذلك فيما قبل إن هناك فرقا بين الابتلاء الذي يُعلِم الناس والابتلاء العقاب، ولا يوجد ما يحدث على وجه الأرض إلا بأمر من الله". وقد تلقى البرنامج مداخلة هاتفية من الإعلامي والطبيب خالد منتصر، يستنكر تفسير النجار وما كتبه عن الإعجاز العلمي في القرآن، قائلا: "الله هو العدل، والزلازل تحدث في كل مكان، ولا يمكن أن يكون ما قلته من صور العدل؛ لأنه {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، وما ذنب الأطفال والفقراء والشيوخ الذين ماتوا.. ما تقوله لا يعقله عقل!". وأضاف: "ما يكتبه الدكتور زغلول غاية في الخطورة، لم ينزّل القرآن ألغازا، وإعجازه في القيم التي يقدمها وليس الصفحات، فهو كتاب كريم وأنا هنا لأدافع عنه". فردّ عليه د. زغلول، قائلا: "أرجو أن تزيد من علمك حتى تتحدث بهذا الشكل، أنصحك أن تقرأ في الإسلام؛ لأن ثقافتك الإسلامية محدودة، فالقرآن كتاب عقيدة وأخلاق، وما يرغب فيه الملحدين هو الدليل العلمي، وقد أسلم الآلاف بسبب آية أو حديث بعدما علموا تفسيرها العلمي، فلما أبخل عليهم بهذا؟! وما الذي يضر بمسلم إذا ما وظفت العلم في خدمة فهم الآية"، مؤكّدا أن القرآن قد سبق الغرب فيما اكتشفوه وتوصلوا إليه. وفي نهاية الحوار، تلقى البرنامج مكالمة هاتفية أخرى من د. عبد العزيز موسى الدبور -أستاذ مساعد عقيدة وفلسفة بجامعة الأزهر- الذي أشاد بالإعجاز العلمي وأهميته ودوره في دعم الإسلام، قائلا: "القرآن كتاب معجز في كل مناحي الإعجاز، ومنه الإعجاز العلمي، والإيمان المتولد عن العلم أقوى من الإيمان الأجوف المتولد دون هذا العلم، وما قاله دكتور زغلول صحيح وهو يتحدث عن الحقائق العلمية وقوانينها، ورأيناه من قبل في حلقات د. مصطفى محمود، وهذا ما يجعلني أقول: آمنت بالله ربا". فردّ عليه د. زغلول النجار خاتما حديثه: "أقول لمن يهاجمون الإعجاز العلمي إن هناك أشخاصا معادين للإسلام؛ نجح الاستعمار الغربي في تربية جيل لا علاقة له بالإسلام، وإن القرآن الكريم مليء بالآيات العظيمة لم أتناول منها إلا قدرا محدودا، ولا يمكن أن نرى دولة عربية تصرف الملايين مثل الغرب على العلم؛ لذلك ننتظر أن يأتينا العلم من الخارج؛ فنثبت لهم عظمة القرآن واستباقه لهذه النتائج، وعندي أمل أن نصبح دولة يملؤها العلم فيما بعد".