استمعت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة اليوم (الأحد) لمرافعة النيابة فى قضية أحداث مجزرة ستاد بورسعيد التي وقعت عقب مباراة كرة القدم بين ناديي الأهلي والمصري البورسعيدي والمتهم فيها 75 متهما بينهم 9 من رجال الشرطة و3 من مسئولي النادي. وطالبت النيابة بتوقيع عقوبة الإعدام على المتهمين جزاء ما اقترفت أيديهم من سفك دماء المجني عليهم، على حد قولها. عقدت الجلسة برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وعضويه المستشارين طارق جاد المولي ومحمد عبد الكريم بحضور المستشار محمود الحفناوي بالمكتب الفني للنائب العام بأمانه سر أحمد عبد الهادي.
وقال ممثل النيابة: "الحمد لله الذي جاء بنا إلى ساحة القضاء العادل لتسمعوا شكوى المظلومين وهي تناشدكم أن اقتصوا ممن ظلمنا وأرسلوا بهم إلى منصة الإعدام وغيابات السجون بحكم الله ثم بحكم القانون وأنتم هادئون مطمئنون شاكرون لفضل الله الذي هداكم إلى هذا فنصرتم الحق وارتاحت ضمائركم بعد أن سمعتم صرخة المجني عليهم من الأنفس غير السوية التي زين لها الشيطان جريمتها التي فعلتها".
وقسم المستشار الحفناوي الدعوى إلى أطراف ومنها الطرف الأول "المجني عليهم" والتي بدأت نهايتهم حينما انضموا إلى رابطة أولتراس أهلاوي لتشجيع ومؤازرة النادي الأهلي وسيرهم وراءه في كل المحافظات والبلدان لمشاركته الأفراح والأحزان، أما الطرف الثاني فهم المتهمين وهم على شاكلتين أحدهما ارتكب جريمته بيده والثاني ساعدهم على ارتكابها في الأعمال المجهزة والمسهلة والمتممة لها.. وقال: "لقد كان الفريق الأول منضما إلى الروابط المشجعة للنادي المصري البورسعيدي ودأبوا على التجاوز في تشجيعهم أمام لاعبي ومشجعي الأندية الأخرى باستخدامهم الهتافات والشعارات واللافتات المسيئة لهم بل وصل تشجيعهم في أحيان عدة إلى التعدي والإيذاء".
أكد ممثل النيابة أن المتهمين اتخذوا أبشع أنواع الإيذاء مع المجني عليهم بل أنهم اتخذوا من الروابط ستارا لتنفيذ غرضهم الإجرامي في الانتشار لإراقة الدماء والتلويح بالقوة وإزهاق الأرواح وكأنهم في معركة حربيه مع ألد الاعداء في حين أنهم مشتركون معهم في العرق والأصل واللغه وفي ضيافتهم إلا أنهم ضربوا بذلك عرض الحائط وأعدوا لغرضهم الأدوات اللازمة للفتك بهم وانتظروهم في طريق قدومهم وبخارج وداخل الاستاد للانقضاض عليهم حتى سنحت لهم الفرصه بعد نهاية المباراة فقاموا بقتل أكثر من سبعين من المجني عليهم وإصابة المئات منهم ولم يتركوهم بل قاموا بسرقتهم وترويعهم انتقاما منهم ولفرض سيطرتهم وبسط نفوذهم على مشجعي الأندية الأخرى.
وذكر المستشار الحفناوي أن ضباط الشرطة المتهمون لم يقوموا بواجبات وظيفتهم ولم يحفظوا الأمن والأمان بل اشتركوا مع المتهمين في تنفيذ مخططهم الإجرامي بمساعدتهم على ارتكابها دون عائق وعلى أكمل وجه وبدلا من حمايتهم للمجني عليهم وتوفير الأمن والأمان لهم احتجزوهم لتركهم بين براثن المتهمين للقضاء عليهم و ذلك للانتقام منهم لسبق تعديهم على رجال الشرطه وسب قادتهم في مباراة سابقة وهي مباراة النادي الأهلي وكيما أسوان.
أضاف المستشار الحفناوي أن "ضباط الشرطة المتهمون وافقوا على إقامة المباراة رغم الظروف التي أحاطتها والمعلومات التي تأكدت من اعتزام المتهمين قتل المجني عليهم إلا أنهم انتهزوا فرصة الأحداث التي تمر بها البلاد، واستتروا وراء مسلسل الانفلات الأمني الهابط و تزرعوا بالظروف القهرية وارتكبوا جريمتهم غير عابئين بما أقسموا تاركين رسالة للكافة واضحة المعاني بأن هذا هو مصير من تسول له نفسه التعدي على ضباط الشرطة بل وعلى أي فرد من أفرادها في حين أن غيرهم من أقرانهم الذين ينتمون إلى جهة عملهم يربئون بأنفسهم عن تلك الصغائر ويؤدون أعمال وظيفتهم على أكمل وجه دون أحقاد أو ضغائن ويؤثرون الآخرين على أنفسهم مهما أساءوا لهم بل و يقدمون أرواحهم فداءا لهم و فداءا لوطنهم و يكفي أن يعلم الجميع أنه قد استشهد منهم في الستة أشهر الأخيرة سبعة و ثلاثين من خيرة أبناء الوطن". وطالب ممثل النيابة معاقبة المتهمين بأقصى عقوبة لكونهم قد أساءوا لمهنتهم وبلدهم ومجتمعهم ودينهم، مشيرا إلى أن المتهمين روعوا الآمنين وبثوا الرعب في نفوسهم وسعوا في الأرض فسادا".