صدرت مؤخرا الترجمة العربية لأشعار الشاعر الفرنسي الشهير سان جون بيرس عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي قام بترجمتها وتقديمها الشاعر والمترجم التونسي القدير علي اللواتي. وقد صدرت الترجمة ضمن سلسلة "آفاق عالمية" المتخصصة في إصدار الترجمات الأدبية الرفيعة، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها أعمال بيرس الشعرية بالقاهرة، وذلك وفقا لما ذكرته بوابة الأهرام.
وتتصدر الترجمة مقدمة المترجم التي تكشف جوانب التجربة الشعرية لبيرس، وسياقاتها وجذورها المختلفة، وأبعاد رؤيته للعالم، وخصوصية شعريته وصوته الإبداعي.
وتتضمن الترجمة الشعرية دواوين "آناباز"، "منفى"، "رياح"، "أمطار"، و"قصيدٌ للغريبة"، فيما يتلوها نص كلمة بيرس في احتفالية جائزة نوبل الممنوحة له، وقراءة نقدية مدققة فاضحة في ترجمة أدونيس لأعمال بيرس، ضمن ملاحق أخرى هامة.
وقد ولد الشاعر الفرنسي الشهير سان جون بيرس في 31 مايو 1887، وتوفي في 20 سبتمبر 1975، وقد فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1960 ل"التحليق الشاهق والخيال الملهَم" في أعماله، حسب لجنة نوبل، و"الشكل المكثَّف، حيث يمتزج الشعر والنثر في تدفق مهيب، مازجًا الأسلوب الإنجيلي بالإيقاع السكندري".
وتُعد أعمال بيرس متفردة ومتميزة سواء في الشكل أو الوعي، حيث يُمثل التعبير عن الإنسان في تعدديته واستمراريته، ووصف الإنسان المُبدع في نضاله من قرن إلى قرن.. حيث إنه يتوحد بجميع الأجناس التي تعيش في كوكبنا العاصف، مثلما جاء في قصيدة "جنسنا عتيق": "جنسنا بلا اسم، والزمن يعرف الكثير عن البشر الذين كُنَّاهم.. يعصف بنا محيط الأشياء، والموت على المدخل، لكن طريقنا ليس موجودا".
ويُذكر أن المترجم والشاعر التونسي القدير علي اللواتي عكف منذ سنوات طويلة على أعمال بيرس، ويوشك أن ينتهي من ترجمة أعماله كاملة، وقد أصبح اللواتي علامة على ترجمة أعمال بيرس إلى العربية، برهافة ووعي عميقين بأبعاد التجربة، والإحاطة بأسرار عالم بيرس الشعري.