يرى الدكتور يرون فريدمان في مقاله المنشور بصحيفة يديعوت أحرونوت أمس (الإثنين) أن غياب قوات مصرية مؤثرة في سيناء هو السبب في تحويل تلك المنطقة من جنة للسياحة إلى جنة للإرهاب، ويطالب الحكومة الإسرائيلية بالاستجابة لمصر والموافقة على تعديل الملحق الأمني الخاص باتفاقية السلام، بما يمكّن مصر من نشر أعداد أكبر من القوات هناك، وبالتالي فرض الأمن والنظام. حيث يقول الكاتب الإسرائيلي إن إتفاقية السلام الموقّعة بين مصر وإسرائيل عندما جعلت سيناء منطقة منزوعة السلاح، وحددت أعداد القوات الموجودة بها كان الغرض من ذلك هو ضمان استمرار حالة الهدوء على الحدود المصرية-الإسرائيلية، ولكن هذا لم يحدث، بل على العكس فقد تسبب هذا النقص في القوات المصرية في خلق فراغ أمني خطير في شبه جزيرة سيناء، مما حولها إلى مرتع للإرهاب على مدار سنوات، وساهم في ذلك أيضا قيام تلك المنظمات الإرهابية بإبرام اتفاقيات اقتصادية مع القبائل البدوية في سيناء في ظل تجاهل النظام السابق لهم ولمطالبهم.
ويدعي فريدمان أنه في أعقاب نشوب ثورة الخامس عشر من يناير تأثرت السيادة المصرية على سيناء بشكل كبير؛ نتيجة انشغال الجيش المصري بالأحداث التي شهدتها الساحة الداخلية المصرية، ويزعم استنادا إلى واشنطن بوست أن بدو سيناء قاموا عقب ثورة يناير بشراء كميات ضخمة من الأسلحة المهربة من ليبيا، وهم مستعدون لاستخدام تلك الأسلحة ضد الجيش المصري؛ حسب زعمه.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن أكبر الخاسرين من عملية كرم أبو سالم هي حركة حماس؛ لأن هذه العملية ستنسف بلا شك الإنجازات التي حققها إسماعيل هنية خلال زيارته التي قام بها في الأسبوع الماضي للقاهرة، والتي حصل خلالها على وعود من الرئيس المصري محمد مرسي بتخفيف الحصار عن قطاع غزة وتقديم مساعدات للفلسطينيين، لذلك سارع هنية إلى إدانة هذه العملية والإعلان بأن منفذيها ليسوا من قطاع غزة.
وفي النهاية يرى الكاتب الإسرائيلي د. يرون فريدمان أن الحل الجذري للقضاء على الإرهاب في سيناء يتمثل في إدخال تعديلات على اتفاقية السلام مع مصر بخصوص بند إخلاء سيناء من السلاح، حتى تتمكن مصر في وقت الضرورة من إدخال أعداد مناسبة من القوات لمواجهة العناصر الإرهابية.