* الصحيفة الأمريكية: إسرائيل تحذر مواطنيها من الذهاب إلى المناطق السياحية في سيناء لوجود خطف للأجانب وسطو على المنتجعات السياحية * الصحيفة: مسؤولون مصريون يؤكدون وجود مبالغة فيما يتعلق بوجود المتطرفين في سيناء رغم أنها كانت ملاذا آمنا لهم في وقت سابق * محافظ سيناء: الأسلحة انتشرت منذ الثورة في سيناء ووجود قوات الأمن تراجع في الفترة الأخيرة * هالة جلال: الحكومة المصرية خففت بشكل متعمد الأمن في سيناء للمساعدة في إقناع الإسرائيليين بتعديل أحكام المعاهدة كتب -أحمد شهاب الدين: رصد ديفيد كيرباتريك في صحيفة “نيويورك تايمز” التحول الذي أصاب شبه جزيرة سيناء، ونقل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين زعمهم تناقص السيادة المصرية وسلطتها على مساحات شاسعة من الرمال في صحراء سيناء خاصة في السنة التي قامت فيها الثورة، وأضافوا أن مصر سلطت اهتمامها على الأحداث في القاهرة. يقول كيرباتريك أنه منذ ستة أشهر في الهجوم على إيلات، والذي أوقع ثمانية قتلى بالرصاص، بعدها جاءت سنوات من الهدوء النسبي ودفع القلق إسرائيل إلى تأسيس دفاعاتها عبر بناء سياج حديدي على طول طريق إيلات مع غزة، وتكمل إسرائيل السياج الحديدي 150 ميل عرضا و16 قدم طولا . وكما قال العقيد يواف تيلان نائب قيادة اللواء في المنطقة في تصريحات للصحفيين خلال جولته الأخيرة في المنطقة الحدودية “هذه هي الحدود الساخنة والتهديد الرئيسي يقع تحت عنوان التسلل”. يشير كيرباتريك إلى التوترات في المنطقة الحدودية غير المسورة لإسرائيل مع مصر، حيث قتلت دوريات القوات الإسرائيلية متسللين مجهولي الهوية خلال تبادل لإطلاق النار مع مجموعة من الناس يشتبه في كونهم مهربين، ووجد الجنود الذين يحرسون الحدود أكياس مليئة بالمتفجرات مرتين في الشهر الماضي. وذكر الكاتب بمقتل خمسة ضباط مصريين على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية، في أغسطس الماضي، حيث قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة من المهاجمين عبروا الحدود، وقتلت “بطريق الخطأ” حمسة من الضباط المصريين لأنها لاحقت المهاجمين في العمق المصري، وهذا ما أغضب المصريين وجعلهم يهاجمون السفارة، و”عرضوا اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر للخطر”، حسب تعبير الصحيفة، التي أوضحت أن تلك الاتفاقية تتعرض لضغوط بعد الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك، حليف إسرائيل السابق. وتشير “نيويورك تايمز” إلى أهمية سيناء كموقع استيراتيجي، باعتبارها “منطقة عازلة بين إسرائيل ومصر”، احتلتها إسرائيل عام 1967، إلا أنها ظلت منطقة سياحية مهجورة بعد أن عادت المنطقة إلى مصر مع إسرائيل 1979 وأضاف أنه في الفترة الأخيرة أصدر مكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيلي تحذيرات ومناشدات للمواطنين ضد الذهاب إلى سيناء، فهناك تقارير من وراء الحدود المصرية تقول أن هناك بدو مسلحون يخطفون الأجانب ويقومون بعمليات سطو في منتجعات سياحية إضافة إلى التفجير المتكرر لخط أنابيب الغاز الطبيعي من مصر إلى إسرائيل . وزعم المسئولون العسكريون الإسرائيليون أن هناك الآن المئات من “الإرهابيين” في سيناء، ينبع نشاطهم في معظمه من قطاع غزة وإلى حد ما من الخلايا الجهادية الناشطة في شمال أفريقيا، موضحين أن الذخيرة والأسلحة التي عثر عليها في موقع الهجوم في أغسطس الماضي يمكن تعقبها في غزة. وتنتقل “نيويورك تايمز ” إلى الموقف الرسمي المصري، ونقلت عن مسئولين مصريين قولهم إن مزاعم النشاط الإرهابي مبالغ فيه إلى حد كبير، بالرغم من اعترافهم أن منطقة سيناء قدمت ملاذا آمنا لعدد معين من المتشددين ولفترة طويلة، ولكن بعد العملية العسكرية الأخيرة في المنطقة صرحت وزارة الداخلية المصرية أنها ستطهر منطقة سيناء بالكامل من المتشددين. يقول اللواء عبدالوهاب مبروك: “سبق ونفينا أي وجود لتنظيم القاعدة في المحافظة أو أي جماعة إرهابية أخرى” وذكرت الصحيفة أنه اعترف أن الأسلحة انتشرت منذ الثورة ووجود الشرطة شهد تراجعا كبيرا في جميع أنحاء البلاد، ويقول آخرون أن تطبيق القانون بشكل كامل غير موجود في سيناء، وهذا يتيح لها بأن تصبح مرتعا للجريمة غير السياسية. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك من يربط بين الجريمة في سيناء والبنود الواردة في معاهدة السلام عام 1979 التي تحد من وجود جنود القوات المسلحة المصرية أو ضباط الشرطة في المنطقة، ونقلت عن هالة جلال رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية التي تديرها الدولة، أن الحكومة المصرية قد خففت بشكل متعمد الأمن في سيناء للمساعدة في إقناع الإسرائيليين بتعديل أحكام المعاهدة، وعلى الرغم من التوترات يقول الجيش الإسرائيلي أن عناصر من وحدة الاتصال في المنطقة يتصلون بشكل يومي مع نظرائهم المصريين. تقول الصحيفة أن الحدود يسهل اختراقها، ويقول مسئولون عسكريون أنه من الصعب أكثر فأكثر التمييز بين المجرمين واللاجئين والإرهابيين ومعرفة الأصدقاء والأعداء. ونقلت الصحيفة زعم قيادة إسرائيلية أن “سيناء أصبحت مرتعا للمجرمين والأنشطة الإرهابية والهاربين وللذين يفرون من حكوماتهم”. وتستعرض وضع سكان سيناء وأقاربهم من البدو في جنوب إسرائيل لهم نفس الجذور البدوية، ويجمع بينهم التقاليد التي لا تحترم الحدود التي وضعت بين البلدين، ويفتقدون إلى مصادر بديلة للدخل إضافة إلى إهمال السلطات لهم من الجانبين، وهو ما جعلهم، منذ فترة طويلة، يعملون بتهريب السلع والبشر كجزء رئيسي من مصادر رزقهم. وتقول الصحيفة إن المهربين أصبحوا أكثر تطورا ومجهزين بالمركبات تسير في الطرق الوعرة ومناظير الرؤية الليلية وتشمل البضائع المهربة المخدرات بأنواعها المختلفة والأسلحة. وأضافت الصحيفة إلى أنه منذ عام 2005 أدت طرق التهريب أيضا لنقل أكثر من 50000 إفريقي من طالبي اللجوء والمهاجرين لأسباب اقتصادية إلى إسرائيل، وترى الحكومة الإسرائيلية أن هذا السياج الحدودي الجديد وسيلة لوقف التدفق من على الحدود. وتقول إسرائيل إن الطرق التي يتهم التهريب منها تخدم البنية التحتية للإرهاب، ويقول ضباط الجيش الإسرائيليون أنه نظرا للتضاريس الوعرة للمنطقة وغموضها فلايزال غير معروف إذا كان الجناة الفعليين للهجوم في أغسطس الماضي كانوا من الفلسطينيين والبدو أو الهاربين من الحكومة المصرية. وتشير الصحيفة أن السياج التي تبنيه إسرائيل اكتمل نصفه، وأضافت أنه جزء من نظام مصمم لتأمين الحدود ويتضمن تحصينات جديدة وأدوات مراقبة تكنولوجية متقدمة. ويعتمد الجيش كذلك على الأساليب التقليدية، بالإضافة إلى وحدة عسكرية تتعقب معظم البدو في الرمال الناعمة على طول الحدود بحثا عن علامات التسلل. أما المهربين فإنهم يستخدمون تكنولوجيا بسيطة في محاولة لتغطية آثارهم ، فعلى سبيل المثال يضعون حصيرا أو ألواح خشبية على مساراتهم الرملية يمحي آثار القدم، وأحيانا يتخذون أحذية من جلد الغنم أو ينتعلون الحذاء بالعكس فتبدو آثارهم وكأنهم متجهين إلى مصر وليس إسرائيل، وأضافت الصحيفة أن هناك معارف وخبرات معينة تنتقل من جيل إلى آخر حتى يمحون آثارهم ولا يتعقبهم أحد.