توالت ردود الأفعال المؤيدة والرافضة لمقتل وزير الدفاع السوري ونائبه ووزير الداخلية، في عملية تفجير استهدفت مبنى الأمن القومي السوري أثناء اجتماع رفيع المستوى للقيادات الأمنية السورية؛ حيث كانوا يبحثون خلاله الوضع القائم في سوريا، والتظاهرات المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه؛ وجاءت ردود الأفعال كالتالي: وزير الخارجية الروسي: ما يجري في سوريا هو نزاع داخلي قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف -الرافض لمبدأ فرض أي عقوبات على نظام بشار الأسد- إن الوضع في سوريا هو مجرد نزاع داخلي بين الجماعات المسلحة والجيش السوري. وأضاف لافروف أن العلويين والمسيحيين يتمسّكون بالرئيس الأسد؛ لأنهم يخافون على مصيرهم من القاعدة، مضيفا أن "معارك حاسمة تجري في سوريا، وإذا كان الأمر يتعلّق بثورة فلا علاقة للأمم المتحدة بالأمر". وأكّد لافروف أن بلاده لن تدعّم فرض عقوبات على سوريا، داعيا الدول الغربية إلى تهدئة المعارضة السورية بدلا من تحريضها. إيران تدين تفجيرات دمشق وتصفها ب"العمل الإرهابي" وكعادتها، أدانت إيران الهجوم الذي شهدته العاصمة السورية (دمشق) باعتباره "عملا إرهابيا"، وذَكَرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء أن علي أكبر صالحي -وزير الخارجية- اتصل هاتفيا بنظيره السوري وليد المعلم، وأدان التفجيرات باعتبارها "هجوما إرهابيا"، معربا عن تعاطفه مع الحكومة والشعب في سوريا. أمريكا: الأسد بدأ يفقد سيطرته على سوريا وقال ليون بانيتا -وزير الخارجية الأمريكي- إن العنف المتزايد في سوريا يؤكّد ضرورة تنحّي الرئيس بشار الأسد، مؤكّدا أن الوضع في سوريا يبدو أنه "يخرج بسرعة عن السيطرة، وأن الأسد قد فَقَد سيطرته على البلاد". وأعرب بانيتا عن قلقه إزاء العنف المتزايد في سوريا، ودعا إلى زيادة الضغط الدولي على الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن الحكم. وزير خارجية بريطانيا: لا بد من إجراء حاسم ضد سوريا في مجلس الأمن من جانبه، أكّد وليام هيج -وزير الخارجية البريطاني- أن الهجوم الذي وقع اليوم على الدائرة الداخلية المقرّبة من الرئيس السوري بشار الأسد يعزّز الحاجة إلى إجراء حاسم في مجلس الأمن الدولي في اجتماعه المقرّر اليوم؛ لاتخاذ قرار بشأن الأزمة السورية. فرنسا تعتبر تشبّث الأسد بالرئاسة "غير مجدٍ" من جانبه أعلن برنار فاليرو -المتحدّث باسم وزارة الخارجية الفرنسية- أن باريس تعتبر أن تشبّث الرئيس السوري بالسلطة "غير مجدٍ"، ودعت آخر جهات داعمة للنظام السوري "إلى أن تنأى بنفسها عن القمع". وقال فاليرو ردا على سؤال عن المعارك العنيفة الدائرة في دمشق: "على بشار الأسد أن يُدرك أن تشبّثه بالسلطة غير مجدٍ، وأن لا شيء سيوقف مسيرة الشعب السوري نحو مستقبل ديمقراطي يتماشى مع تطلّعاته". ألمانيا: ينبغي التصدّي للانتهاكات في سوريا وفي رد فعل آخر على تطوّر الأحداث في دمشق؛ قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الأنباء التي يبثّها التليفزيون الرسمي في سوريا عن الهجوم المميت على وزير الدفاع السوري داوود راجحة يظهر أنه حان وقت تبنّي القرار المرتقب من مجلس الأمن. كما أكد جيدو فيسترفيله -وزير الخارجية الألماني- على لسان متحدّثه اليوم أنه يتعيّن محاولة فعل كل الأمور لكسر وتيرة العنف في سوريا، ودعا فيسترفيله مجددا إلى إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا، وقال: "يتعيّن علينا التصدي للانتهاكات أيضا من خلال عقوبات المجتمع الدولي". الجامعة العربية: ما يجري في سوريا يعتبر تطورا خطيرا وقد اعتبر الدكتور نبيل العربي -الأمين العام لجامعة الدول العربية- أن التفجير الذي وقع في وسط دمشق مستهدفا مبنى الأمن القومي، يشكّل تطورا يُؤثّر على مسار الأحداث التي تشهدها سوريا، مؤكدا أن الجامعة تتابع باهتمام تلك التطورات. وأضاف الأمين العام أن جامعة الدول العربية حذّرت مرارا من أن العنف يولد عنفا مضادا ويؤدي إلى اتساع دائرة الدمار، ويهدد بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية تؤدي إلى انفجار الأوضاع، ليس في سوريا فحسب، إنما في المنطقة بأكملها. وشدّد العربي على موقف الجامعة من أن المخرج الآمن الوحيد من الأزمة يتمثّل في التجاوب الفوري مع المطالب المشروعة للشعب السوري في الانتقال السلمي إلى نظام ديمقراطي سليم، يحقق للشعب السوري الحرية والعزة والكرامة. أبو الفتوح: علينا دعم الشعب السوري ودعا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح -المرشح السابق لرئاسة الجمهورية- إلى دعم الشعب السوري وحقه في الحرية والديمقراطية بكامل طاقتنا، مضيفا على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الاستبداد لن يدوم، وعلى الجميع أن يتعظ.. سوريا ستبقى ودولة الظلم ستزول، علينا دعم الشعب السوري وحقه في الحرية والديمقراطية بكامل طاقتنا". جدير بالذكر أن تفجيرا استهدف ظهر اليوم مبنى الأمن القومي السوري أثناء اجتماع لخلية الأزمة السورية؛ لبحث التعامل مع تظاهرات الشعب السوري، وضمّ العديد من القيادات الأمنية السورية؛ وعلى رأسهم وزير الدفاع داوود راجحة الذي لَقِي مصرعه جراء هذا التفجير.