بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله.. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. مرحبا بكم في موقع "بص وطل" فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سؤال ورد إلينا: ما رأي الدين فيما يُسمّى ب"السمسرة".. أي أن يقوم الشخص بالتوفيق بين البائع والمشتري، ويحصل على مقابل من ذلك، أو أن يقوم السمسار بمعرفة ثمن الشيء من البائع -وليكن أرض مثلا- ثم يزيد على هذا السعر المشتري، ويأخذ السمسار فرق هذا السعر؟ الوساطة في البيع والشراء هذه جائزة، وكان يمتهنها سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- ولها صور كثيرة؛ منها صورة الدلالة فإنه يعرِف مراد البائع، ويدلل على هذه السلعة ويعرضها (أي يقوم بالإعلان عنها)، ويكون أيضا وسيطا بين البائع والمشتري ليأخذ من هذا ويأخذ من هذا، أو يأخذ من أحد الطرفين دون الآخر. هذه السمسرة أو الدلالة ينبغي أن تقوم على المصداقية والصدق والشفافية، وأن تخلو كل الخلو من الخداع ومن الكذب ومن التدليس؛ لأن ذلك يوغر صدر الناس. تذهب إلى شخص وتسأله: "بكم هذه الأرض؟"، فيقول: "هذه بمليون.. فتذهب إلى المشتري وتبيعها ب2 مليون فتوغر صدر البائع؛ لأنك بعت بثمن لم يكن يتوقعه، لكن الأرض أتت به.. إنما عندما يكون في الحدود المعقولة مما يتهاون فيه الناس؛ بأن كان المليون تأتي بمليون ومائة ألف فلا بأس ولا توغر بذلك صدر البائع، ويكون في ذلك مقام ما بذلته من جهد.. إذن فهذا يحتاج إلى شفافية وهذا مردّه إلى العُرف. الرجل لا يعرف ويعرف أن هذه الأرض تساوي مليونا من زمن، وتغيّرت الأزمان وتغيّر سعر الأرض وأنت خبير؛ لأن يدك بالسوق ووجدتها، تذهب إليه وتقول له: "أنا لي نسبة بعتها لك ب2 مليون؛ لكن لي نسبة.. لي نصف مليون".. لكن عدم الشفافية في هذه الوساطة يؤثر في قلوب الناس، ويكون بذلك خصومة وصدام لا ينبغي. هل هناك بالفعل بنوك إسلامية أم إن النظام المصرفي في مصر كله نظام كله يقوم على قاعدة أن البنك تاجر للديون؟ هو لا يقوم على هذا.. من سنة 2004 صدر القانون بأنه وسيط للاستثمار وليس تاجرا للديون، وعلى ذلك كل البنوك العاملة في مصر حلال سواء من أسمت نفسها ب"الإسلامية" أو كانت تقليدية.. لماذا؟؟ لأنها تتعامل أولا تحت مظلة البنك المركزي، وتحت نظام قانوني يسمى ب"قانون الجهاز المصرفي"، ولأنها تتعامل في البنكنوت وليس في الذهب والفضة، ولأنها تتعامل في الاستثمار وليس في الديون.. ينتج من الاستثمار بعض الصور التي تنشغل بها الذمة؛ لكن هذه كانشغال المضارب بمال المضاربة وليست على سبيل الديون التي هي القروض نهانا الشرع عن الزيادة فيها. آخر يسأل عن صلة الرحم؟ صلة الرحم يكفي فيها أنها جعلها الله سبحانه وتعالى في الأرض عنوانا للتوحيد، ونهانا عن العقوق وعن قطع صلة الرحم، كما نهانا عن الشرك.. فكأن صلة الرحم وبر الوالدين -وهي أعلى نوع من أنواع صلة الرحم- هو المكافئ للتوحيد، فالتوحيد أمر اعتقادي بالقلب.. لكن كيف نطبقه؟ صل رحمك فإن صلة الرحم وبر الوالدين من أعلى أنواع السلوك التي ترتبط ارتباطا مباشرا بقضية التوحيد {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا} أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين، والرحم اشتقت من الرحمة، والرحم تجلس تحت عرش الرحمن تصرخ على من قطعها. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته