السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بصراحة أنا باثق جدا في موقعكم ده وربنا يجعله في ميزان حسناتكم. أنا بنت عندي 26 سنة مرتبطة بشاب، وحقيقي أنا دلوقتي تعبانة جدا وتقريبا كده مش عارفة أصلا أعيش؛ الموضوع إني لما تعرفت عليه هو زميلي في الشغل كنت أصلا مخطوبة، فكان مفهمني إنه عنده شقة في مكان كويس، وإنه عنده مكتب محاماة بتاعه، وده كان بحكم إننا زمايل وأصحاب..
المهم أنا ما حصلش نصيب مع خطيبي ده.. وبعد فترة كده لقيته بيقول لي إنه معجب بيّ، وأنا بصراحة كمان كنت أعجبت بيه.. المهم وافقت تقريبا، وأنا على فكرة كل علاقتي به كانت في الشغل وبس، بره الشغل لا للمقابلات ولا حاجة.. وبعد شهر لقيته بدأ يعاملني بشكل غريب جدا، وفجأة كده لقينا الموضوع بيبوظ، بعدنا عن بعض وأنا ماحولتش أكلمه علشان كرامتي، وقلت هو أصلا بيتهرب مني.
بعدها بشهر تقريبا لقيته بيكلمني، وبيقول لي: "سامحيني أنا سيبتك علشان خفت أظلمك، أنتي تستاهلي أحسن حد في الدنيا، أنا أصلا كذبت عليكي؛ أنا لا عندي شقة ولا حاجة، وأنا ندمان بس دلوقتي أنا أهلي بيبيعوا شقتهم وهي غالية، وهنجيب بتمنها شقتين وظروفي هتتعدل"، وأنا ساعتها كان متقدم لي عريس فطبعا رجعت لحبيبي تاني وسامحته، بس فهمته إنه مايكدبش عليّ تاني؛ لأني مش بحب كده.
وقلت له على العريس اللي كان متقدم لي وعلى اسمه كمان، وبعد تقريبا أسبوعين تلاتة وإحنا بنتكلم في التليفون ناديت عليه باسم العريس اللي كان متقدم لي، قعد يزعق لي في التليفون، بس والله أنا كان فعلا غصب عني؛ علشان العريس ده زميلي في المكتب وبيشتغل معايا فاسمه على طول في لساني، اعتذرت له وقلت له: "مش قصدي، ولو أنا كان يفرق معايا العريس ده كنت أصلا وافقت عليه، بس أنا عايزاك أنت".
لكن مافيش فايدة قفل معايا المكالمة ومن بعدها ماكلمنيش، كلمته ماردش عليّ وبعت له رسالة برضه ماردش، قلت بقى آخر حل إني أكلمه في المكتب بتاعه، كلمته السكرتيرة ردّت عليّ قلت لها: "ممكن أكلمه؟"، قالت لي: "ثواني".. يا أستاذ فلان تليفون، وبعد دقيقة لقيتها بتقول لي: "آسفة أصله نزل".. طبعا تأكدت إنه مش عايز يكلمني، وبعت له رسالة قلت له: "أنا متشكرة جدا بس ماكانش في داعي إنك تصغرني قدام السكرتيرة، وعلى العموم أنا أوعدك إني مش هازعجك تاني أبدا".
ومن ساعتها لا حس ولا خبر، أنا مش عارفة هو ليه عمل كده مع إنه غلط قبل كده وغلطة كبيرة وأنا سامحته، وهو كان يقصد يغلط أنا بقى غلطت بس غصب عني.. أنا دلوقتي مش عارفة أعمل إيه؟؟ رأيكم بجد يهمني.. ويا ريت تردوا عليّ يا ترى هو لقى إنه هيبقى في مشكلة في موضوع الشقة فقال ينسحب تاني؟؟ ولا بجد علشان أنا عملت الموقف ده هو زعلان؟؟ متشكرة جدا وآسفة على الإطالة.
msoma
عزيزتي.. في الواقع ومن خلال قراءتي لرسالتك أجد أن الشخص الذي تتحدثين عنه شخص غير صادق في كل شيء، وأول شيء غير صادق به هو مشاعره؛ فهو شخص يتلاعب بمشاعرك، والإنسان الذي يكذب مرة تتوقعين منه كل شيء سيئ، فكان من الأفضل أن يكون صادقا معك منذ البداية، ويصارحك بحقيقة وضعه؛ خاصة أنكما كنتما في البداية مجرد زملاء وأصدقاء، ولكنه كذب.. وهذا يعني أنه معتاد على هذا الشيء، وأنه يجري في دمه.
وحتى بعد أن أصبح بينكما ارتباط حاول التملص من هذا الارتباط بحجة أنه لا يجرؤ على مصارحتك بوضعه الحقيقي، وبأنه كان يكذب عليك، وفي النهاية صارحك.. فلماذا كل هذا اللف والدوران، هذا الشخص غير صادق في أي شيء، وهو يجد أنك إنسانة أعطيته مشاعرك دون مقابل، ودون أن تنتظري منه شيئا، وهو لو كان حقا صادقا في مشاعره، لتقدم لخطبتك، وشرح ظروفه كاملة لأسرتك، ولما سمح لنفسه أن يتعامل معك بهذه الطريقة، فلا يوجد شخص يحب شخصا آخر ويجرحه بهذا الشكل.
وأنت مع الأسف -لأنك تحبينه بصدق- صدقتيه بمجرد عودته مرة أخرى، وسلمته مشاعرك من جديد، وكان هذا هو الخطأ الكبير؛ ولكن عذرك هو أنك تحبين بإخلاص، ولكن هذا الشخص لا يعرف معنى الإخلاص.. وأعتقد أنه يشعر من حين لآخر أنه يريد أن يجتذبك، ليثبت لنفسه أنه قادر على استعادتك متى شاء، وعندما يشعر بالضيق والملل يخترع حجة ما ليبعدك عنه.
فما حدث بينكما في المرة الأخيرة لا يستدعي كل ما حدث هذا؛ فكلنا نتعرض أن لإطلاق اسم شخص على شخص آخر؛ خاصة إذا كان هذا الشخص من الأشخاص الذين نتعامل معهم باستمرار، وأعتقد أنه كان عليه أن يُقدِر أنها ذلة لسان وليست مقصودة، فالمثل يقول: "حبيبك يبلع لك الزلط، وعدوك يتمنى لك الغلط"؛ لهذا فهو وجد أنها فرصة لكي يتخلص من التزامه تجاهك، ودون أن يكون شكله سيئ وتكوني أنت المخطئة وتظلين تلومين نفسك طوال الوقت.
لهذا أنصحك يا عزيزتي بعدم العودة لهذا الشخص مجددا، وأن تنسيه تماما، وإن كان الشخص الآخر الذي تقدم لخطبتك شخص مناسب، وفيه مقومات الزوج المحترم المتدين الذي يحبك ويحافظ عليك، فأجد أنه لا مانع من أن تعطي نفسك فرصة للتعرف عليه عن قُرب، ومن يدري أين النصيب؟! فربما يكون هذا الشخص خير تعويض لك عما لاقيته مع الشخص الآخر، فلا تجعلي حياتك واقفة على هذا الشخص، ولا تنظري أسفل قدميك؛ بل عليك أن تكوني ذكية، وأن تنظري إلى المستقبل.. كما أنصحك بصلاة الاستخارة، التي ستريحك كثيرا إن شاء الله.. والله ولي التوفيق.