واصلت اليوم محكمة جنايات بورسعيد الاستماع إلى شهود النفي في قضية مذبحة بورسعيد و المتهم فيها 73 شخصًا، و التي راح ضحيتها 74 من شباب الألتراس الأهلاوي.. حيث شهدت أكاديمية الشرطة حضورا مكثفا من أهالي شهداء مذبحة بورسعيد وأهالي المتهمين بقتلهم الذين منعهم أمس الأول المستشار صبحي عبد المجيد -رئيس محكمة جنايات بورسعيد- من حضور الجلسات بسبب الاشتباكات وتبادل الألفاظ النابية بينهم حتى وصل الأمر إلى التشابك بالأيدي ورفع الأحذية. وكان الأهالي قد تجمعوا أمس أمام باب الأكاديمية وفوضوا إحدى المحاميات الحاضرة عن المدعين بالحق المدني وتدعى منال مصطفى لتقديم طلب لهيئة المحكمة للسماح لهم بالدخول إلى القاعة، إلا أن المحكمة بدأت الجلسة دون إبداء أي قرار في الطلب المقدم لها. بدأت الجلسة بالاستماع إلى عدد من شهود النفي ومنهم إسماعيل مصطفي شلبي -46 سنة تاجر طيور ببورسعيد- وحاضر كشاهد نفي عن المتهم رقم 42 محمد محمد عثمان، حيث أكد أن علاقته بالمتهم محمد عثمان الجيرة، وأوضح للمحكمة أن المتهم يوم المباراة توجه بعد صلاة المغرب إلى المستشفى لمرضه الشديد وعندما اختفى عن الأنظار بالمنطقة قام الشاهد بالسؤال عنه فأخبروه أنه تم القبض عليه على خلفية أحداث المباراة.. وردا علي سؤال موجه إليه من دفاع المتهم عن سمعته بالمنطقة أجاب الشاهد أنه "محترم جدا". كما استمعت المحكمة إلى أقوال محمد حمزة -53 سنة بالمعاش ومحاسب بشركة ملاحة ومراسل صحفي لجريدة الوفد- والحاضر كشاهد نفي عن المتهم الخامس خالد حسن أحمد صديق، والذي قال إنه أثناء ذهابه إلى المباراة لتغطيتها كصحفي فوجئ بين الشوطين بنزول عدد من الجماهير إلى أرض الملعب وشاهد المتهم خالد حسن يأتي من التراك إلى المقصورة يستغيث بالمسئولين بمفرده ويقول إن الأبواب الخاصة بالمدرج الغربي مفتوحة وطلب إغلاقها بسرعة وبعد ذلك اتجه إلى المدرج الغربي. وفي نهاية المباراة شاهد عدد كبير من الجماهير يعتدون على المدرب الإيطالي مانويل جوزيه ومجموعة أخرى تحاول الدفاع عنه، وكان من ضمنهم المتهم خالد صديق. كما استمعت المحكمة إلى شاهد النفي أحمد عادل أنور 25 سنه -فني شبكات- والذي أكد معرفته بالمتهم 25 إبراهيم منتصر عن طريق الجيرة و الزمالة في العمل، وأشار إلى أنه دخل إلى المباراة بين الشوطين ليجد المتهم يخرج و يخبره أنه مغادر لأنه ذاهب لفرح شقيقة خطيبته و طلب منه عدم إخبار أحد بذلك و عندما استفسرت المحكمة عن ذلك أجاب الشاهد بأن مغادرته المباراة تعتبر خيانة لرابطه المصري الذي هو عضو بها وأكمل الشاهد أنه لم يره بعد ذلك لنهاية المباراة . كما استمعت المحكمة أيضا إلى الشاهد إسلام محمد عز الدين -23 سنه مصور صحفي و المسئول عن الموقع الرسمي لرابطه النادي المصري- والذي أكد أنه يعلم المتهم خالد أحمد حسن صديق من خلال عمله مع روابط المصري لمدة 3 سنوات فتعرف على المتهم كونه أحد أعضاء تلك الروابط . وأضاف أنه كان في الاجتماع الذي عقد بالنادي المصري قبل المباراة بيوم واحد و الذي عقد من أجل استقبال النادي الأهلي بشكل لائق وحضر ذلك الاجتماع كامل أبو علي رئيس النادي المصري و ياسر يحيى عضو مجلس الإدارة بالنادي وبعض من مشجعي الروابط و بعض الضباط بالزي الميري و اتفقوا على الترحيب بالنادي المصري و إعداد لافتات تدعو بالشفاء للكابتن محمود الخطيب . وتابع أن العميد مجدي عناني بقوات الأمن المركزي طلب منه أن يقوموا بتشكيل لجان شعبية لمنع الجمهور من النزول و ذلك حتى لا يحتكوا بجنود الأمن المركزي، وعندما ذهب إلى خالد صديق "المتهم" وجد عميدًا آخر يدعى مصطفى الرزاز يطلب منه نفس الطلب الذي انصاع له المتهم و قام بتشكيل تلك اللجان، والتي نجحت بالفعل في منع الجمهور عندما نزل أكثر من مرة بعد أهداف المصري للاحتفال، و كان الأمن متكدسا في مكان واحد و لم يفعل أي شيء. ثم قامت رابطه الأهلي برفع اللافتة المسيئة مما أحدث احتقانًا من قبل النادي المصري و زاد السباب ونزل بعضهم للرد على تلك الشتائم، كما تكرر نزولهم مع كل هدف للمصري للاحتفال، وعقب المباراة نزلت مجموعة كبيرة في الملعب للاحتفال وقاموا بحمل الكابتن حسام حسن و نزل الشاهد بعدها إلى غرفة الإعلاميين، ووجد أحمد منسي -المتهم أيضا في القضية- وشخص آخر يدعى عمر جمال و الذي كان يرتدي تي شيرت الأهلي الأحمر و قاموا بتخبئته بعد علمهم بالاشتباك في المدرج والاعتداء على الأهلي وقام بإعادته لمنزله، وعاد بعدها بنصف ساعة للتصوير لكنه وجد جماهير الأهلي المصابين فقام و مجموعة كبيرة من أهالي بورسعيد بمساعدتهم إلا أنهم ابلغوا عنه أنه من جماهير بورسعيد فتم ضربه بكرسي حديدي على قدمه وذهب بعدها إلى المستشفي الأميري. و ردا على الدفاع أكد الشاهد أنه حاصل على تصريح بالتصوير من محسن شتا مدير النادي و يعمل في هذا المجال من 3 سنوات كما أشار الشاهد أنه كان يتم عمل اجتماعات تنسيقية يحضرها عدد من المحبوسين في القفص الآن مع قيادات بمديرية أمن بورسعيد لمنع حدوث أحداث شغب أثناء المباراة، وأدان الشاهد المهندس مسئول الإضاءة بالاستاد حيث أكد أن الإضاءة بعد المباريات التي يكون المصري فائزا فيها تترك لاحتفال الجماهير و عمل اللقاءات الصحفية ولكن هذه المباراة كان الأمر مختلفا و تم إطفاء النور. وأشار الشاهد أيضا أنه أبلغ مدير أمن بورسعيد اللواء عصام سمك بخطة تدمير بورسعيد و التي تم تداولها على شبكة الانترنت على موقع "شوطها" و ذلك أثناء لقاء جمعهم بصحبة المحامي أشرف العزبي -محامي المتهمين- قبل المباراة لحل مشكلة شخصية له و أنكر دفاع مدير الأمن تلك الواقعة وأشار إلى المتهم -مدير الأمن ببورسعيد- لم يقابل الشاهد مطلقا.