تمنّى المطرب الكبير هاني شاكر أن تتبوّأ الأصوات الغنائية الجادة المشهد الغنائي العربي؛ وذلك بعد أن تصدّر المشهد الغنائي العديد من أنصاف المواهب. وقال شاكر -في سياق حوار مطول له مع جريدة الشروق- اليوم (الثلاثاء): "ألوم شركات الإنتاج على الحال الذي وصل له الفن؛ خصوصا في ظلّ تهميش المواهب الغنائية الجادة وتصدّر أنصاف المواهب للمشهد بالكامل". وأضاف: "عودتي لمهرجان قرطاج تدلّ على أن ما يحدث في الماضي لن يتكرّر؛ لأن إحدى شركات الإنتاج كانت تفرض سيطرتها على المهرجان، وكانت تختار الفنانين الذين يحيون حفلات المهرجان، وقد حذّرت من سيطرة هذه الشركات؛ لأن أكثر المتضررين من هذه السيطرة هم نجوم الغناء المصري؛ لأن المهرجان اختزل نجوم مصر في عمرو دياب وشيرين". وأكّد شاكر على أنه لا يجوز اختزال الغناء المصري في دياب وشيرين مع كامل الاحترام لهما، كما أن العديد من المسئولين المصريين يتحمّلون أيضا جزءا من المسئولية في هذا التهميش؛ وذلك بسبب تركهم للفنانين يحاربون وحدهم. وفي سياق آخر، شدّد هاني على أن الحياة تعود إلى طبيعتها في الوطن العربي؛ خصوصا مع رغبة الدولة التونسية في إقامة المهرجان في موعده رغم الاضطرابات التي تعانيها الدولة. وتمنّى هاني رمزي أن يُعيد وزير الثقافة التونسي التفكير بشأن منع تامر حسني وشيرين عبد الوهاب من الغناء في قرطاج؛ لأنهما لا يقدّمان غناءً عاريا كما تم الزعم ولهما نجاحات كبيرة، مؤكّدا أن هذا ليس تحيّزا نحوهما؛ لأنهما مصريان ولكن لأنهما يُقدّمان فنا حقيقيا. مشيرا في الوقت نفسه إلى اتفاقه في منع مطربي العري من الغناء في مهرجان عريق مثل مهرجان قرطاج الذي يدعّم الطرب الحقيقي. وفرّق شاكر بين ما يُسمّى "حرية الإبداع" و"الإسفاف"، وأنه تماما مع حرية الفكر والتعبير عن الرأي دون إسفاف أو مشاهد خادشة للحياء، متمنّيا أن يتم التفريق بين كلا النوعين. وتمنّى شاكر من الرئيس الجديد أن يقدّر قيمة الفن وأن يدعّم الفن الحقيقي؛ خصوصا أننا الروّاد في هذا المجال خاصة مع تراجع دعم الدولة للفنون الحقيقية والجادة في الفترة الماضية بخلاف عصر عبد الناصر الذي كان يعي بشدة دور الفن في المجتمع.