السلام عليكم.. أنا اتصدمت أوي دلوقتي، وأنا بابحث على النت لقيت أخويا كاتب كده بنفس الطريقة: "ماذا يفعل الزوجان في غرفة النوم؟" أخويا عنده 11 سنة ولسه صغير على إنه يكون عنده رغبة في معرفة الحاجات دي.. مش عارفة بجد أتصرف معاه إزاي علشان الأمر مايطورش وألاقيه بعد كده جايب مواقع مش كويسة.
والله هو متربي كويس جدا الحمد لله وعلى التربية الإسلامية، وعمرنا ما بنتفرج على أفلام أو أي حاجة مش كويسة، وحتى هو لما بيتفرج على فيلم وييجي منظر مش كويس بيغيره من نفسه من غير ما حد يقول له.
بس ماعرفش إيه اللي جاب الحاجات دي في دماغه.. يا ريت تقولوا لي أتصرف معاه إزاي مستنية ردكم، وشكرا ليكم.
little.angle2007
صديقتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أرجو أن أخفف عنك حدة الصدمة والانزعاج على أنك وجدت شقيقك يبحث في أمر كهذا بالرغم من أنه تربّى على التربية الإسلامية، وبالرغم من عدم مشاهدتكم لأي أفلام بها مشاهد فاضحة وخلافه...
إنه الفضول يا عزيزتي الذي يمر به الطفل في هذه المرحلة، وقد اقترب من المراهقة وقد يسمع من أصدقائه الكثير والكثير في هذا الموضوع المتعلق بالجنس، إنه فقط يريد أن يعرف وخير سبيل للمعرفة التربية الجنسية السليمة التي وإن أنكرها البعض، واعتبروا الحديث مع الأطفال في موضوع الجنس من قريب أو بعيد هو نوع من الخروج عن المألوف.
وقد نرى البعض يقول "بلاش قلة أدب ما إحنا اتربينا من غير ما نعرف حاجة عن الكلام ده"، وهذا مردود عليه بأن الزمن تغيّر ومصادر المعلومات متعددة واقتحمت حياتنا رضينا أم لم نرضَ من قنوات فضائية وإنترنت، ولا سبيل للنجاة بأبنائنا سوى التربية الجنسية السليمة التي لا تهدف للإثارة وإنما لنعلم الأبناء كي لا تصلهم معلومات الله أعلم بمصدرها، وربما تحمل المزيد من الأخطاء أو الإثارة.
إذن فكيف تكون التربية الجنسية السليمة؟ أولاً من يقوم بها؟ هل أنت صديقة له وأكبر منه بشكل يسمح لك بالتواصل معه في هذا الموضوع؟ إذا كان الأمر كذلك فعليك أنتِ بتثقيفه في هذا الجانب، وإلا فليقُمْ بذلك الأب أو الأم، وكيف يكون هذا التثقيف في هذه المرحلة؟ إن هذه المرحلة تعتبر ما قبل المراهقة، ونعني أنه اقترب من البلوغ فلا بد من الحديث معه في هذا الأمر ويكون ذلك بشكل علمي وبأسلوب يتسم بالجدية.
وخير بداية لفتح الحوار في هذا الموضوع الشائك هي البداية التي تسمو بمعنى الجنس وهدفه وهو إعمار الأرض، لذا البدء بقصة الخلق وخلق سيدنا آدم وكيف خلقت حواء لتكون سكناً له، لا بد أن تكون مقدمة الحوار، ثم نكمل ذلك بشرح نزولهما على الأرض حينما كانا بمفردهما ثم إنجابهما للأبناء لإعمار الأرض واستمرار الحياة.
ولكى ينجبا الأبناء فلقد جعل الله ذلك باختلافهما في أحد أجهزة الجسم، وهنا يمكن الاستعانة بصور تشريحية علمية من النتّ لشرح الجهاز التناسلي واختلافه بين الذكر والأنثى، وكيف أن بكل منهما خلية تلتقيان لتكونا الجنين الذى يصبح بعد ذلك إنساناً...
ولا بد أن نذكر دائماً بعض الكلمات التي تشير إلى الإعجاز مثل تكرار كلمة "سبحان الله"؛ لتذكير الطفل أو المراهق بأن الله من خلقنا كذلك، وأن لذلك حكمة سامية تنزه الجنس دوماً عن معناه الشهواني المجرد، وقد نعتبر هذه أول جلسة مع الطفل..
ثم نتكلم بعد ذلك عن البلوغ وكيف يحدث، مع الاستعانة ببعض الصور التي تشير إلى الغدة النخامية في المخ وكيف تفرز هرمونات تؤثر في الغدد الجنسية التي تفرز الهرمونات الجنسية وما سيحدث معها من تغيير في شكل الجسم، وظهور الصفات الجنسية الثانوية كالشارب والذقن وشعر الإبط والعانة.
وهنا لا بد أن تذكريه بأنه قد بدأ يدخل في مرحلة التكليف عند وصوله لمرحلة البلوغ، وأنه قد أصبح مسئولاً عن تصرفاته ومحاسباً من الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يراقب نفسه فيما يفعل كما يجب الحديث معه في فقه الطهارة...
وهكذا نكون قد بدأنا عملية التثقيف التي لن تنقطع؛ لأن دروس التربية الجنسية مستمرة ولا بد أن تكون في شكل جلسات قصيرة متكررة، وهذا الأمر يحتاج الخبرة والدراية الكافية لمن سيقوم بهذه المهمة، خاصة من الناحية الفسيولوجية وكيفية صياغة الحوار بشكل ديني وعلمي.
عزيزتي.. التربية الجنسية السليمة تُخرج مفهوم الجنس من حيز الشهوة الضيق إلى ساحة الفهم العلمي والالتزام الديني... وفّقك الله في مهمتك مع شقيقك.