صدر منذ ما يزيد على العام كتاب "أنا متعصب" للأديب والكاتب الشاب محمد الغزالي، وهو الكتاب الذي يناقش فكرة التعصب والعنصرية الدينية من وجهة نظر الأديب الشاب، متعرّضا لنماذج من الأديان الإبراهيمية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية). وربما يكون ما ظلم هذا الكتاب هو صدوره قبل أيام قليلة جدا لم تتخطّ الأسبوعين من قيام ثورة 25 يناير التي ألهت العديد من المهتمين بهذا الموضوع؛ حيث يحاول الكاتب الشاب محاربة الفتنة الطائفية بعرض نماذج من التعصب في الديانات الثلاث. الكتاب صادر عن دار دوّن للنشر والتوزيع، وقام بعمل الغلاف له الكاتب والمصور الشاب أحمد مراد. وقد كتب الغزالي الصغير على الغلاف الخلفي: حَاوَلْتُ -وَأنَا أَكْتُبُ هَذَا الكِتَاب- أنْ أتَخَلَّى عَن تَعَصُّبِي لِبَعْضِ الوَقْتِ، وَأَنْ أُفَكِّرَ خَارِجَ الصُّنْدُوقِ.. أَنْ أَتَأمَّلَ أحْوَالَنَا وأتَدبَّر فِي الطَّبِيعَةِ البَشَرِيَّةِ عَبْرَ التَّارِيخِ وَلَكِنْ صَدِّقْ أوْ لا تُصَدِّقْ ، فَشِلْتُ وَبِقُسْوَةٍ؛ رُبَّمَا لأَنَّهُ مِن العَبَثِ أنْ نَتَحَدَّثَ بِصِفَتِنَا دُعَاةً لِلْحُرِّيَّةِ وَتَقَبُّلٍ للآخَر, وَنَحْنُ لا نَفْهَمُ أَنْفُسَنَا ولا الآخَر. لِذَا حَاوَلْتُ -فِي هَذَا الكِتَابِ- الّذِي بَدَأْتُهُ بِإِعْلانِي الصَّرِيحِ عَنْ تَعَصُّبِي، أَنْ أُرِيك بِأَنْ لَيْسَ فِي الأَمْرِ مَا يَسُوءُ. وَذَلِكَ بِالسَّعْيِ إِلَى فَهْمِ تَارِيخِ وَحَاضِرِ الأدْيَانِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ -يهودية , مسيحية , إسلام- وَكَفَى بِي تَحْذِيرُكَ، قَد تَكْتَشِفُ وَأَنْتَ تَقْرَأُ أَنَّكَ مُتَعَصِّبٌ، كَمَا اكْتَشَفْتُ؛ أَوْ أَنْ تُصْبِحَ مِنْ تِلْكَ الفِرْقَةِ النَّادِرَةِ الوُجُودِ التِي سَتَتَقَبَّلُ أَيَّ شَيْءٍ لأَنَّهَا بِبَسَاطِةٍ لا تُؤْمِنُ بِأَيِّ شَيْءٍ. محمد الغزالي أديب شاب من مواليد الثمانينيات، يعمل بالمجال الإعلامي، وله مجموعة قصصية حملت عنوان "ساديزم"، وهي المجموعة القصصية التي وصلت لأعلى المبيعات في العديد من المكتبات إبان نشرها ونفدت طبعتها الأولى في معرض كتاب 2009-2010.