السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أكتب رسالتي هذه وألم الحسرة والندم بين ضلوعي يعذّبني عذابا لم أذقه من قبل في حياتي ولا أعرف له نهاية، وأعلم تماماً ما هو وضعي الآن ومقامي أمام ربي ونفسي، ولكن ما زال عندي طمع في رحمة ربي عسى أن يغفر لي ويتوب عليّ. المهم أنا عارف إني هاشوف ردود شديدة القسوة من "بص وطل" ومن الأعضاء ومن الزائرين، إنما صدّقوني مش هتكون أشد قسوة من الأيام اللي أنا عايشها والذنب اللي مخليني مش بانام ولا برتاح.
قصتي زي أي شاب مستهتر ليه علاقات ببنات فيهم حب وفيهم مجرد وقت... إلخ. لحد ما قابلت بنت واتصاحبنا على بعض واتفقنا على الارتباط إنما في بداية علاقتنا اتفاجئت بأنها كدبت عليّ في حاجات كتير واتفاجئت إنها ما زالت في علاقة أو على الأقل ليها كلام فات.
وأنا شفت رسايل في تليفونها مرسلة منها له وواجهتها بكده وأقرت بده فعلاً، واتأسفت لي ورفضْت نرجع إنما هي ألحت عليّ ووافقت، وإنما وبكل صراحة رجعت ليها وبدون أي نية للزواج بها مجرد وقت مش أكتر؛ لأني مابقيتش واثق فيها أصلا!!
علاقتنا وصلت لمرحلة زوج وزوجة بس ما زالت عذراء، ولتاني مرة وإحنا مستمرين في علاقتنا القذرة دي اتفاجئت إنها ما زالت بتكتب رسايل لصاحبها، وبعدها قررت أن أتركها للأبد وكفاية غضب ربنا عليّ، ووصلت لمرحلة إني مش طايق نفسي ولا قادر حتى أركع له وأقول له سامحني يا رب من كتر اللي ارتكبته معاها!!!
صممت ترجع لي وأنا رفضت لحد ما في الآخر خضعت لأهواء نفسي ووساوس شيطاني، وبكل ضعف رجعت بسبب الشهوة مش أكتر، وفهّمتها إني مش هاكون ليها ولا هاتجوزها مهما حصل، وعرّفتها إنها لازم تكون عارفة كده وهي رضيت بالوضع ده وقالت لي المهم أكون جنبك بس. وللأسف انغمرنا تاني في علاقتنا القذرة دي وبكل أسف كنت فاكر نفسي قادر أحافظ على عذريتها، إنما أوقعنا الشيطان في فخ مش عارف ربنا هيلطف بيّ فيه ولا لأ!
مع الأسف هي حملت وهي ما زالت بنت ما صدقتش نفسي واتهمتها بإنها مش بنت لحد ما رحنا لدكتور، وأكد لي إنها عذراء والحمل حدث رغم إنها بنت وحدد وقت حدوثه بالتقريب، وفعلاً كانت الأيام دي معايا على فراش الرذيلة، عملت المستحيل إنها تجهض حملها بدون ما تفقد عذريتها لكن دون جدوى!!
ذهبنا لدكتور لا أستطيع أن أقول عليه غير أنه شيطان مثلي ومثلها تجسد في صورة إنسان أكد لي إنها هتنزل الحمل بدون ما تفقد عذريتها، وكان بيعمل كده علشان يعمل العملية وياخد فلوس مش أكتر..
ومع الأسف أجهضها ولكن أجهض غشاء بكارتها أيضاً مع الجنين رغم إني قلت له لو هتفقد غشاء بكارتها قل لي مش هانزل الجنين، لكن مع الأسف خدعني ورجع يقول لي ممكن نعمل لها عملية غشاء بكارة، وقال لي إن فيه غشاء دايم وغشاء مؤقت ودخّلني في دوامة مالهاش آخر، وكل ده طبعا عشان يكسب فلوس وخلاص!!!
لحد ما اتعرفت هي على دكتورة غاية في الاحترام وقالت لها إن مافيش حاجة اسمها غشاء بكارة دايم، ووعدتها إنها طول ما هي عايشة إن شاء الله هتقف جنبها وقت عرسها بغرض الستر ليس إلا.
هي فضلت فترة مقتنعة إن اللي حصل بينا كان بغرض الحب وأنه مش زنا، في عز ما أنا كنت باموت في اليوم ألف مرة، وعاشت حياتها عادي لدرجة إنها كان عندها استعداد تعمل كده تاني معايا بعنوان الحب!!
لحد ما أخدت قرار إني أنسحب نهائياً من حياتها وهي وافقت ورجعت لي تاني وبعدها أبعد وعلى كده هي عايزانا نتجوز علشان بنحب بعض، وقالت لي بكل صراحة إنها مش هترضى ترجع لي لمجرد إني أستر عليها ورافضة كده.. هي عايزة ترجع بغرض إننا نتجوز جواز اتنين بيحبوا بعض ونعيش حياتنا من جديد.
وأنا أكيد رافض وقلت لها ماينفعش أتجوز واحدة خاينة بدل المرة 10 وقلت لها إني كنت معرفك من البداية إننا مش لبعض ومش هنتجوز أبداً، ردت وقالت إنها وافقت بكده على أمل إني أتغير قلت لها برضه لو رجعت ممكن نرجع بغرض الستر قدام الناس ويكون أهلي وأهلك فقط على علم بكل شيء!! وبعدها كل واحد يروح لحاله، هي رفضت كل ده ورفضت مبدأ الستر أصلا.
سألت شيخ في الأزهر وقلت له على كل شيء قال لي ابعد عنها نهائياً، وإياك من إنك تزني تاني، وتوب توبة نصوحة لربك وارجع له، وقال كمان من الجائز عمل غشاء البكارة ما دام بغرض الستر والتوبة، وبصراحة ما صدقت أسمع كلام زي ده عشان أبعد، وافتكرت أنه بكده ممكن ضميري يرتاح لحظة، إنما عرفت إني باضحك على نفسي وما زلت في عذاب. بعدها كلمتني وعرفتني إنها رجعت لربها وندمت على الزنا بل نصحتني إني أرجع أنا كمان لربي وإنها نفسها ترجع لي ونتجوز وإني أنسى خيانتها ونتجوز زي أي زوجين لتكوين أسرة وكده، إنما أنا من جوايا مش متصور إني أعيش معاها لحظة بعد كل اللي حصل، وخصوصاً خيانتها وقالت لي كمان إنها عرفت إنها غلطت زي ما أنا غلطت، واللي حصل ماكانش بسببي لوحدي، وإني مش مُطالب إني أتجوزها عشان الستر وكده، هي بس مصممة نتجوز لتكوين أسرة وجواز اتنين بيحبوا بعض.
مشكلتي هي عذاب قلبي وندمي وغضب ربي.. أنا زنيت، وواحدة بسببي فقدت غشاء بكارتها وهتتجوز في يوم من الأيام وهي بتخدع شاب ابن ناس هيتجوزها، وأجهضت ابن لي جه في الحرام، ويمكن أنانية مني إني رافض فكرة زواجي منها.. إنما كل ما افتكر ما حدث وخيانتها كمان باصمم أكتر وبالذات لما بافتكر إني كنت بأكد لها إني مش ليها ولم أوعدها بشيء.
أعمل إيه بس؟؟ ضميري رافض أسيبها قلبي وعقلي بيقول لا أسيبها.. لو رجعت لها يبقى هاعيش في تعاسة أبدية آه هي قالت لي أنا متحملة غلطتي وريح ضميرك إنما حتى لو كده فين أنا من ربنا ومن غفرانه.. مش عارف إيه ممكن يجرى لي، أنا وصلت لمرحلة إني باتخيل إن ربنا هيحرمني أصلا من إني أكون أب بعد اللي جبته في الحرام وساعدت في إجهاضه! أفيدوني أفادكم الله!!
Gimy.gan
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، صحيح الشيطان العدو اللدود لبني الإنسان، لكنه أيضا الشماعة التي دائما ما نعلق عليها أخطاءنا، متناسين أو متجاهلين أن النفس البشرية أمّارة بالسوء وأن جهادها هو أول وأعظم أنواع الجهاد كما قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
كلاكما يعلم جيداً مقدار الذنب الذي اقترفتماه، لذا فلن أطيل كثيراً في الحديث عنه، لكن دعنا نتحدث لنزداد في أخذ العظة والعبرة، عن تأثيره فيما بعد، سواء بالنسبة لنظرتكما عن أنفسكما، أو عن بعضكما، أو عن مفهوم الارتباط والزواج والثقة في آخرين.
أولا: بالنسبة لتأثيره عليكما، فلا أعتقد أن عذاب الضمير -إذا كان لا يظل حياً- يعادله عذاب، والخوف من عقاب الله -إذا كنتما ما زلتما تذكرانه- لا يعادله خوف، أما نظرة الاشمئزاز التي لا تغيب عن ناظريكما بمجرد النظر في المرآة فلن تريا أسوأ منها.
وأما التأثير السلبي على نفسيتك فكان الله في عونك، وقد خصصتك؛ لأن هذه الفتاة ومن خلال حديثك لا أشعر بأن نفسها تأثرت بأي شيء، بل إني أعتقد أنها لا تجد نفسها مخطئة!
كما أن هذه النظرة المشمئزة قد تؤثر على حياتك في المستقبل، إذا لم تغسل قلبك وعقلك ونفسك بالتوبة النصوح الخالصة لوجه الله التواب.
ثانيا: بالنسبة لنظرتكما عن بعضكما، فحدّث ولا حرج، أنت تراها إنسانة خائنة، غير كفء لتحمل مسئولية زوج أو أبناء، وهي تراك الشخص الذي ربما يكون أحبها وأحبته لكنه المسئول عن كل ما هي فيه، ولا أعتقد أنها تحبك بهذا القدر؛ لأنها لو أحبتك حباً حقيقياً لما جال بخاطرها مجرد التفكير في غيرك ولاكتفت بك عن العالم.
لكن الإنسان يميل دائماً إلى شبيهه ومن يتواءم معه في التفكير والمعاملة والنظرة للحياة، وعذراً فأنتما متشابهان متلازمان حتى الآن، إلى أن تثبت لله ولنفسك قبل أي إنسان آخر أنك إنسان مسئول مختلف عن الذي ارتبطت به هذه الفتاة.
ثالثا: نظرتكما لمفهوم الارتباط والزواج والثقة في آخرين، فأنا على يقين تام بأنك ستخطئ خطأ فادحاً في حق نفسك وأي فتاة أخرى، إذا فكرت بالارتباط قبل أن تتخلص من شعورك بالذنب بالقرب بصدق من الله.
فارتباطك إما سيكون بدافع الثأر لكرامتك من تلك الفتاة الخائنة، أو سيكون لمجرد تناسي هذه الفترة السيئة، فضلاً عن صعوبة وضع الثقة في أي فتاة، بل وقد تتعامل معها بشيء من عدم التقدير أو الغيرة الزائدة أو غيرها من طرق المعاملة التي لا تتناسب مع أي فتاة محترمة، ويكون ذنبها الوحيد أنها ارتبطت بإنسان لم يراعِ الله سابقاً ولم يطهّر قلبه ونفسه قبل الارتباط بها.
أما هي "فمن هان على نفسه هان"، وعندما ستفقد الأمل فيك وهي على هذه الطريقة المخزية في التفكير والنظرة غير المحترمة للحب وربطه بما حرمه الله، فكن على ثقة من أنها ستبحث عن صيد ثمين آخر وهم كثيرون، خاصة وأنها ارتضت على نفسها أن تكون على علاقة حب بإنسان لم يعدها بالزواج.
تقول إنك سألت شيخاً وأنا بالطبع أقرّ بنصيحة فضيلته، فكيف سترتبط بإنسانة لا تحترمها في قرارة نفسك، وماذا ستقولان لأسرتيكما.
لا أعفي أسرتيكما من المسئولية فأين كانت والدتها حينما فعلت ابنتها كل هذا، لا أقول إنها أعطتها حرية كبيرة، بل المشكلة في تعليم الفتاة تعاليم دينها وقيمة ومعنى الحرية المسئولة منذ الصغر.
فكم من فتاة وسيدة تضطرها ظروف الدراسة والعمل إلى أن تقضي أوقاتاً طويلة خارج المنزل، ويبقى الدين والتربية هما عمادها ومرجعها الأول والأخير، فلا رقيب عليها أعظم وأكبر من الله عز وجل وضميرها وأخلاقها.
أما أنت فحدث ولا حرج عن دور الأسرة الغائب في تربيتك وتنشئتك، فقد نشأت تلهو وتلعب بمشاعر بنات الناس دون أدنى مسئولية، ونسيت أنه "كما تدين تدان"، وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فلا تقنعني بأن بين هذه الفتيات لم تكن توجد فتاة واحدة ذات خلق ووثقت بك وأنت لم تكن أهلاً لأي ثقة.
ولم تفِقْ إلا عندما شعرت بالخطر على نفسك، أو أنك محاصر أو تكون مجرد صحوة ضمير، وكان يمكن ألا تفيق إلا بعد الزواج الرسمي بهذه الفتاة لتستيقظ على كابوس الخيانة، وتعي حينها أنه من السهل أن تقع فريسة لنفس الفخ الذي نصبته للعديد من الفتيات.
فخّ الولد الحبيب الذي يعرف من أين يدخل للبنت المؤدبة، والفتاة اللعوب التي لها طريقة أخرى في المعاملة، ونسيت أن الله شاهد ومطلع.
نصيحتي لك أن تبتعد تماماً عن هذه الفتاة، بكل ما أوتيت من قوة وإصرار، ولا تضحك على نفسك وتقول الحب يتحول صداقة والصداقة تتحول حب وهذا السيناريو الذي مللنا منه.
أن ترجع إلى الله بقلبك وعقلك وكل جوارحك، تائباً توبة نصوحاً نادماً واثقاً في أن الله هو التواب الغفور الرحيم، يبدل سيئاتنا حسنات، فهو الكريم الرحمن الرحيم.
انظر للأمام واطوِ صفحة الماضي، اتقِ الله في كل فعل وتفكير ونظرة وقول، وتذكر دائماً أن التوبة النصوح تغسل ما قبلها.
كما أرجوك ألا تقدم على الارتباط بأي فتاة إلا وأنت على تمام الثقة بأنك طويت صفحة الماضي، وأنك ستنظر لها على أنها إنسانة لها حقوق وعليها واجبات، إنسانة لها احترامها وكبرياؤها، ولا تعاملها على خلفية الماضي.
لا تعتبر هذا خيانة أو عدم تقدير للمسئولية تجاه هذه الفتاة؛ لأنك من الأساس لم تكن مسئولاً تجاه نفسك أو تجاهها لأطالبك بتحملها حالياً.
كما أنك حتى وإذا تزوجتها فقط لغرض الستر كما تقول، فما العقاب الذي وقع بها إذن، فهي إنسانة قتلت عفّتها وجنينها، ولا تزال تدّعي أن لها قلبا يحب فماذا تنتظر منها؟
أعتقد أنها لو كانت مصرة على التوبة النصوح لما حاولت الاتصال بك، وكان أولى بها أن تتواصل مع ربها عسى أن يتوب عليها ويغفر لها.
ثم كيف بك أن تفكر في أن تزيد الأمور تعقيداً بالزواج من إنسانة لا تثق بها، وفوق هذا لا تحبها، وتعرض حياتكما وحياة أسرتيكما للمزيد من المشاكل والقيل والقال؟
اتقِ الله وتب توبة نصوحاً تمحو ما قبلها، وتذكر دائماً وأبداً أنه "كما تدين تدان"، وأن "من هان على نفسه هان"، قال تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد}.. وأكثر من قول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".