أنا عندي 27 سنة، اتعرفت على شاب دكتور أطفال وهو أخو صاحبتي، وحبيته وأرتبط بيه سنة، وكان بيخوني مع بنات؛ بس أنا كنت على طول باسامحه. واتخطبنا لمدة 3 سنوات، وكنت بحبه جدا لدرجة إني مع الأسف سلمت له نفسي بكل بساطة، ومع الأسف فقدت عذريتي وإحنا مخطوبين.
ولما فترة الخطوبة طالت أهلي بدأوا يسألوا عليه، اكتشفوا إنه مش دكتور، ولما والدي واجهه اعترف إنه اتفصل من كلية الطب، وخاف من زعل والده وكدب عليه وعليّ وعلى الدنيا كلها، وفهمهم إنه أخد الدكتوراه.
والدي ووالدتي قرروا إنهم ينهوا الخطوبة، وأنا المفروض إني موافقة على رأيهم؛ لأنهم مايعرفوش الحقيقة اللي بيني وبينه.. هو لحد الآن متمسك بيّ ومستعد يكمل معايا؛ بس أنا إزاي أرجع له؟ نفسي أعرف آخد قرار صح ومش عارفة أعمل إيه؟؟!
Rode.cute
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. أحيانا يلقي إنسان بنفسه إلى التهلكة دون وعي أو بجهل، أو نتيجة ثقة زائدة وضعها في أشخاص أيقنوا تمثيل أدوار الالتزام والحب والأمانة، وحينما يكتشفون الحقيقة تحاصرهم مشاعر الضيق والندم على ثقة وضعوها في من لا يستحق.
لكنك ألقيت بنفسك وبأسرتك في يد إنسان غير مؤتمن منذ البداية، كنت على علم بخيانته ومع هذا تركت له الحبل على الغارب، وجعلته يتمادى في دور الدونجوان، وارتضيت على نفسك أن تكوني مجرد جارية من الجواري.
"سلمت له نفسي بكل بساطة".. ولماذا كل هذه البساطة وأنت على علم بأخلاقياته وسلوكياته؟؟!! عذرا إذا قلت لك: لماذا كل هذا الاستهتار والتنازل عن كرامتك؟؟ هل بهدف الحفاظ على إنسان يدوس عليها؟!! أنت جعلته يتباسط ويتمادى في أفعاله، فهو متيقن من أن جنون حبك له سيغفر زلاته.
اعذريني في هجومي لكنه مبرر بلا أدنى شك، وأرجو أن تفتحي قلبك وعقلك لكلماتي: بداية دعينا نتفق على أن الخطأ لا يعالج بخطأ، والمشكلة لا تحلّ بكارثة، فزواجك من إنسان أنت متيقنة من بعده عن ربه، ومن سوء أخلاقه، وبلا مستقبل أو طموح أو أي شيء ينبئ بخير؛ هو الكارثة والحفرة التي ستلقين بنفسك فيها، ولن تجدي لك منقذا.
أرجو أن تجلسي مع نفسك جلسة صدق ولو لمرة واحدة.. وتتساءلين: هل هذا الشخص انصلح حاله ورجع إلى ربه تائبا مستغفرا؟ وهل احترم كرامتك وما عاد لأفعاله المخزية معك أو مع غيرك من الفتيات؟؟
وهل اعترف بخطئه وأفصح لك عن أسباب كذبه؟ وماذا فعل بعد فصله من كلية الطب؟ أقصد هل التحق بكلية أخرى أم أنه إنسان فاشل؟
والآن هل له وظيفة ثابتة؟ هل هو ناجح وله أحلام وطموحات يسعى لتحقيقها؟ هل كذبه على أسرته له أسبابه ومبرراته؟ هل يسعى للتحسين من مستواه؟
ما هي حدود علاقته بك؟ وما هي نظرته للمرأة؟ وهل تجاوزكما في حدود الله مستمر أم أنكما رجعتما إلى الله تائبين نادمين؟ وما هي طبيعة تعامله معك؟ وهل يذكرك بخطئك معه ويطالبك بإعادة الكرة وإلا انفصل عنك؟
ما هي أسباب تمسكه بك، وهل هو حبه الحقيقي ورغبته في التكفير عن ذنبه وعدم تركك وحدك تواجهين الكارثة، أم أنها مجرد رغبته في الإبقاء على علاقة كان ثالثكما فيها الشيطان؟
ما هي طبيعة علاقته بأسرته؟ وهل هو ابن بار أم عاق يخشى منه على تربية أبنائه؟ ومن هم أصدقاؤه والمقربين له؟ وهل هم من الأناس الثقات المشهود لهم بحسن السير والسلوك؟
أنت وحدك تستطيعين الإجابة، وأمامك اختيارين: الأول: إذا كانت إجاباتك إيجابية؛ فلك أن تتمسكي به وتحاولين إقناع أسرتك بأنه إنسان له مستقبل مهني بإذن الله، وأنه رجل يعتمد عليه، وأنه ليس من العدل أن نقضي على مستقبلكما لغلطة ارتكبها في صغره؛ خاصة أنه مُعترِف بخطئه حينما اضطر للتمادي في كذبه لإخفاء كذبته الأولى.
لا بد من تدخل أسرته لإثبات تعقله وحرصه على إرضائهم جديا؛ فرضاهم من رضا الخالق، هذا مع إصراره على التحسين من صورته والاستشهاد بزملائه ورؤسائه في العمل.
ثانيا: أما إذا كانت إجاباتك سلبية، فأدعو الله أن تكوني إنسانة قوية بالقدر الذي يمكنك من تحمل نتيجة خطأك وتفريطك في كرامتك، ولا تحملي أهلك كارثة جديدة فيكفيهم ما عانوه.
الجئي لأقرب أفراد أسرتك لك؛ إنسان تثقين في حسن تصرفه ورجاحة عقله، واروي له ما حدث معك ليستطيع الحفاظ على حقك؛ حتى إن كان بكتب كتاب على هذا الشاب ثم تطليقك منه فقط حتى لا تعايرين به في المستقبل، لا تقولي أخاف عليهم.. فأين كان هذا الخوف حينما سمحتي له بإهانتهم، فقط تخيري الوقت والإنسان المناسبين لإتمام الموضوع في سرية.
وأخيرا احذري من أن تسلميه عقلك ونفسك وقلبك مرة أخرى، وإياك والتفكير في ورقة زواج عرفي تزيد في إهانتك وإبعادك عن خالقك، واحذري من وضع ثقتك مرة أخرى في من لا يستحق.