المعلومة المؤكدة أنه لا يوجد فنان يصلح لحكم مصر، إلا أن ترشيح سعد الصغير لانتخابات الرئاسة أثرى العملية الانتخابية رغم "هزاره" أكثر من العديد من المرشحين "اللي بجد". المطرب الصغير قال للإعلامي معتز الدمرداش: "أنا لا أصلح لمجلس مدينة أصلا مش رئيس جمهورية.. أنا أخدت دبلوم صنايع بالعافية، وكنت عايز أدي درس للحكومة والمجلس العسكري في شروط الترشح للرئاسة.. مش كل من هبّ ودبّ يروح يترشح، وشرط ال30 ألف توكيل ده شرط عبيط.. كنت عايز أقول لهم أنا ولا حاجة وعرفت أجيب 55 ألف توكيل، ومش أي حد يقول أنا رئيس، ويا ريت تكون رسالتي وصلت للمسئولين"؛ ليثبت أنه يرى أبعد ما يرى المجلس والحكومة، أو يكشف أنهم ربما تعمدوا ذلك، وفتحوا الباب على مصرعيه عن قصد، لكن فعلة الصغير تطرح المزيد من التساؤلات. ماذا لو رشح عمرو دياب نفسه؟ هل سيخرج الآلاف من جمهوره لتأييده رافعين شعار "سنحيا تراكا"؟ ماذا لو رشح تامر حسني نفسه؟ هل سنشاهد حالات إغماء جماعية بين بعض البنات في مؤتمراته الجماهيرية المؤيدة والحاشدة؟ ماذا لو رشح أحمد حلمي نفسه؟ هل سيحقق كعاداته أعلى إيرادات.. أقصد أعلى نسبة أصوات؟ وهل منصب رئيس الجمهورية يقاس بنسبة المحبين والمعجبين وعدد التوكيلات والأصوات؟ وهل كل من له أتباع ومحبين ومريدين جدير بالترشح؟! وهل يمكن أن يأتي الرئيس القادم غير مُعبر عن إرادة المثقفين والمفكرين والعلماء، بناء على أصوات الجهلاء والسفهاء الذين حتما عددهم أكثر، ونسبتهم أكبر؟ كلها تساؤلات مهمة فجرتها حركة سعد الصغير، والفارق كبير حتما بينها وبين "سخافة أبو الليف" و"هزاره البايخ" حين أعلن هو الآخر عن نيته للترشح لانتخابات الرئاسة قبل أن يؤكد أنها "كذبة إبريل"، ليكشف عن أي مدى وتردي وصلنا إليه حين أصبح هذا المنصب الرفيع الذي تنعقد عليه أمال وأحلام المصريين مجرد دعابة سمجة، ولعبة أو مقلب يشارك به كل من هبّ ودبّ، بحثا عن الشهرة والنجومية، والدعاية المجانية الرخيصة التي لا تحتاج إلا لمكالمة تليفون لمجموعة من الصحفيين، وتبليغهم عن النية المبيتة في ذلك، ثم.. عليكم واحد، وكل "كذبة إبريل" وأنتم طيبين، وسلم لي على رئيس الجمهورية، وكرسي رئيس الجمهورية، وصلاحيات رئيس الجمهورية، والأسس والمعايير التي يتم بناء عليها اختيار رئيس الجمهورية.. في الثورة القادمة إن شاء الله.