السلام عليكم.. أنا عندي مشكلة ومش عارفه أنا صح ولا غلط؟!! أنا عندي 30 سنة، والله باحاول على قد ما أقدر أختار صح بس مش بيحصل نصيب. اتقدم لي واحد عنده 39 سنة، وكان متزوج لمدة سنة ونصف وطلق؛ علشان مراته مش بتسمع كلامه، ولما اتقدم لي قال لي إن رأيه هو اللي يمشي في كل حاجة، وإني ماعترضش على حاجة هو يقولها، ومايكونش ليّ أي شخصية ولا رأي، قلت له غلط لازم تحاور وتشاور كل الناس بتعمل كده، قال لي لأ هو مش بيحترم الست، هو عايز إن الست اللي هيتجوزها ترضيه؛ بس لكن هو يشوف اللي يرضيها لأ.
أنا رفضت الموضوع؛ مع العلم إنه مركز ووسيم ومستوى كويس بس أنا خايفة منه كتير، وقالوا لي هيتغير.. بس خايفة أضيّع نفسي مش عارفة أعمل إيه؟
tamtam
بداية يجب أن تعلمي أن الله سبحانه وتعالى كلّف الرجل وحمّله مسئولية بيته وزوجته؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته".
وما دام حمل المرء المسئولية فهو له الحق في اتخاذ القرار ولن يحاسبه إلا الله فلا ولاية على الرجل المسلم البالغ العاقل إلا نفسه وسوف يحاسبه الله عنك وعن ما أمرك به وعمّا نهاك عنه، ولن تحاسبي أنت على تصرفاته.
إن الذي يخيفك من هذا الشاب قوله إن لا مناقشة ولا حوار وعليك أن تسمعي الكلام وهو فقط الذي يتخذ القرار.
دينيا هو له الحق في ذلك، وواقعيا لو اتخذ قرارا صحيحا سيعم الخير عليك وعليه، ولو اتخذ قرارا خاطئا سيكون هو المتحمل الأول لمسئوليته وتكوني أنت في مأمن من اللوم والتقريظ.
نعود لخبرة كل منكما في الحياة نجد الرجل يخرج ويتعامل مع أنماط كثيرة من البشر والأشياء في وقت مبكر عن الأنثى؛ وهو ما يتيح له خبرة عريضة في التعامل حتى لو تساوى الاثنان في العمر؛ حيث إن مساحة الحرية المتاحة للذكر أكثر من تلك المتاحة للأنثى ومن ثم تكون قراراته غالبا أكثر واقعية وصحة عن قرارات الأنثى التي تشوبها المشاعر وضعف الخبرة؛ ولذلك يقول الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى: "خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، إذا نظر لها سرته وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في عرضه وماله". ويقول صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمر أحدا بالسجود لغير الله لأمرت المرأة بالسجود لزوجها" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أي أن على المرأة طاعة زوجها ما دام أنه يراعي الله فيها، وهذا الشاب ما دام أنه يصلي فرض الله ولا يرتكب كبيرة ولا تعيبي عليه دينه أو خلقه فتزوجيه وأطيعيه وانزعي من رأسك فكرة تغييره أو فرض السيطرة عليه أو حتى معارضته؛ لأن هذا سيؤدي إلى وقوع الصدام بينكما، ومشكلات كثيرة تتعارض مع الواقع والدين.
على الفتاة أن تتكيف مع وضع زوجها وليس العكس؛ بشرط ألا تكون هناك تناقضات جوهرية بينهما.. كأن تكوني أنت متدينة وهو لا يهتم حتى بالصلاة أو تكوني أنت متعلمة وهو جاهل.. إلخ.
إن الله تعالى منحك حرية اختيار الزوج فلا تكره الفتاة على الزواج وما دام أنه أعطاك الحرية في اختياره فعليك مسئولية إرضائه، فلا حرية دون مسئولية.
إذا شعرت أن هذا الشاب قادر على تحمل المسئولية وحكيم ومتزن في قراراته تأكدي أنك لن تحتاجي إلى مسألة الحوار التي تشغلك؛ بل ضعي في اعتبارك أنه أكثر منك حكمة وخبرة، وأنه قادر على حمايتك، وانظري إليه، وتعلمي واستفيدي من معلوماته وخبراته، وحتى قراراته التي يتخذها دون أن يستشيرك.
وبمرور الأيام ستتطبعي بطبعه، وتفهمي ما يريد.. فيشعر أنكما كيان واحد لا تعارض فيه؛ فتسود بينكما المودة والرحمة لا المعارضة والشجار.