أ ش أ طالب القادة والملوك والرؤساء العرب الحكومة السورية بالوقف الفوري لكل أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين، وضمان حرية التظاهرات السلمية؛ لتحقيق مطالب الشعب في الإصلاح والتغيير المنشود والإطلاق الفوري لسراح كل الموقوفين في هذه الأحداث. ودعا القادة العرب -في قرارات قمتهم الثالثة والعشرون التي اختتمت ببغداد مساء اليوم (الخميس) برئاسة الرئيس العراقي جلال طالباني- إلى سحب القوات العسكرية والمظاهر المسلّحة من المدن والقرى السورية، وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها دون أي تأخير. وأكّد القادة والملوك والرؤساء العرب على موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخّل عسكري، مع الأخذ في الاعتبار المبادئ المتفق عليها في العاشر من مارس الجاري مع سيرجي لافروف -وزير خارجية روسيا الاتحادية- حول موقف بلاده من الوضع في سوريا كأرضية للتفاهم مع الجانب الروسي حول الأزمة السورية والمتمثّلة في "وقف العنف من أي مصدر كان وآلية رقابة محايدة وعدم التدخل الخارجي، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين دون إعاقة، والدعم القوي لمهمة كوفي عنان -المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا- لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة وجماعات المعارضة السورية؛ استنادا لما نصّت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة، والتي اعتمدت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة". وأدان القادة العرب الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين، معتبرين مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم الإنسانية، وتتطلّب مساءلة المسئولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب، محذّرين من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى بسوريا. وأكّد القادة العرب على ضرورة تنفيذ الخطة العربية للأزمة السورية التي تقوم على جملة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة كوحدة متكاملة دون تجزئة، مع التعبير عن بالغ الأسى والأسف لما أحدثه إصرار الحكومة السورية على الحل العسكري والإمعان في القتل وما خلفه من آلاف الضحايا والجرحى والاعتقالات وتدمير للقرى والمدن الآمنة. وأكّدت القمة العربية على الالتزام بالتنفيذ الكامل لكل قرارات مجلس الجامعة العربية؛ خاصة القرارات التي صدرت بتاريخ 22 يناير و 12 فبراير الماضيين؛ بشأن مطالبة الحكومة السورية الوفاء باستحقاقاتها وفق للخطة العربية، والتجاوب الجدي مع الجهود العربية لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في سوريا.