تأتي الأشعة الكونية من خارج مجموعتنا الشمسية، وتضرب سطح القمر الذي يدور حول كوكبنا، لتُغيّر من لونه وخواصه وتركيبه الكيميائي. هذا ما أنبأتنا به القياسات الجديدة التي أرسلتها لنا المركبة الآلية Lunar Reconnaissance Orbiter التابعة لوكالة ناسا، والتي أجرت قياسات جديدة أكثر دقة للأشعة الكونية التي تسقط على القمر، والتي يحمينا من جزء كبير منها -لحسن الحظ- غلافنا الجوي، بينما القمر -الذي لا يمتلك غلافا جويا- يصبح معرّضا بشدة لتأثيراتها. مثلا، عندما تضرب الأشعة جزيئات الثلج على القمر؛ فإنها تجعله يطلق الأوكسجين، والذي يُصبح حرا ليرتبط بعد ذلك بجزيئات الكاربون مكوّنا مركبات عضوية جديدة. تتكوّن الأشعة الكونية في الأساس من بروتونات وإليكترونات وأنوية مشحونة لبعض العناصر، وهي تأتي إلى مجموعتنا الشمسية من مكان ما في المجرة، وتتأثّر مساراتها بالمجالات المغناطيسية لكل من الشمس والأرض. تعزز هذه النتائج الجديدة من الاعتقاد السائد بأن الأشعة الكونية لها تأثيرات ضارة على رواد الفضاء أثناء الرحلات الفضائية، لهذا إذا كنا جادين فعلا في مسألة إرسال رواد فضاء إلى المريخ في رحلة تستغرق عدة أشهر في الفضاء؛ فإننا يجب أن نجد حلا أولا لمشكلة الأشعة الكونية.
