طالب الدكتور محمد مرسي -رئيس حزب الحرية والعدالة- المجلس العسكري بصفته التنفيذية كرئيس للجمهورية بأن يتحرّك فورا لتغيير الحكومة والنزول على رأي الأغلبية، متسائلا: "لا أدري ماذا ينتظر المجلس لتغييرها؟". إقالة حكومة الجنزوري وتشكيل حكومة جديدة من الحرية والعدالة وأوضح مرسي أن العلاقة الآن بين الحكومة والبرلمان هي "مصلحة الوطن"، مشيرا إلى أن أغلب لجان البرلمان فضلا عن الأعضاء قد رفضوا بيان الحكومة الذي ألقاه الدكتور كمال الجنزوري في محاولة لكسب ثقة البرلمان، مؤكّدا أن رفض هذا البيان يدفع البرلمان للمطالبة بتغيير الحكومة. وأكّد مرسي -خلال حوار له ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة- أن مصلحة الوطن تقتضي تغيير الحكومة المرتشعة، وتشكيل حكومة جديدة قوية برئاسة الحرية والعدالة مع التوافق مع كل التيارات السياسية، حتى يتسنّى محاسبتها. ولفت النظر إلى أن هذا التوافق بين الحرية والعدالة وباقي التيارات السياسية قد تمّ من قبل في مجلس الشعب، وتم اختيار رئيسه من الحرية والعدالة ووكيليه من حزبي النور والوفد، وكذا تم تقسييم باقي اللجان بالاتفاق مع باقي الأحزاب. وأشار إلى أن حكومة الجنزوري لم تتعامل كمنظومة متكاملة في قضية التمويل الأجنبي، وإنما جاء كل وزير إلى البرلمان ليُبرّئ نفسه فقط، مشددا على وجوب سؤال المجلس العسكري بصفته رئيسا للبلاد حاليا، حول سفر المتهمين في هذه القضية. واستطرد مرسي: "هل يفر حزب الحرية والعدالة من المسئولية إذا كُلِّف بتشكيل حكومة جديدة"، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد بعد أي اسم لرئاسة الحكومة. وأردف: "لكن إذا طُلِب منا تشكيل حكومة، فسيتم الرجوع إلى لجان الحزب وجماعة الإخوان المسلمين لتحديد هذا الاسم"، منوها إلى أن الجماعة شريك الحزب الرئيسي بل إنها مؤسسة الحزب. التصالح مع رموز النظام السابق جريمة كبرى في حق الوطن وتطرّق رئيس حزب الحرية والعدالة إلى قضية التصالح مع رموز النظام السابق، وقال: "إذا تحدثنا عن المصالحة بالإفراج عن رموز النظام السابق مقابل استرداد الأموال فهذا اعتراف أكيد بجريمته؛ لذا فالفكرة مرفوضة تماما وغير مقبولة وهي جريمة كبرى في حق الوطن". مرسي ينفي التواصل مع مرشحي الرئاسة حتى الآن ونفى مرسي ما تردّد بشأن دعم حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان للمستشار حسام الغرياني خلال انتخابات الرئاسة، مؤكّدا أنه لا يوجد اتصال بين الجماعة والحزب وبين أي من مرشحي الرئاسة من شأنه أن ينتج عنها موقف أو دعم له. وبرر مرسي تأخرهم في دعم أي مرشح بقوله: "نحن ندرس الموضوع بحيادية تامة حتى نحدد المرشح الذي سندعمه"، معلنا أنهم سيلتزمون باختيار مرشح ذي مرجعية إسلامية. واستعرض مرسي أهم الأسس التي سيقوم عليها اختيارهم للمرشح الرئاسي الذي سيدعمونه وهي: الوطنية والمرجعية الإسلامية وعدم وجود علاقة بالنظام السابق، نافيا أن يكون خيرت الشاطر -نائب مرشد الإخوان- قد تناول أي أسماء مرشحة خلال لقائه بجون ماكين. وفي نهاية الحوار شدّد مرسي على أن الحديث عن وجود اتفاقيات وملفات بين الإخوان والمجلس العسكري هو كذب وافتراء وعارٍ تماما من الصحة"، مؤكدا أن الثورة مستمرة حتى تنفيذ كل أهداف ومطالب الثورة التي لم تتحقق بعد.