السلام عليكم ورحمة الله.. أنا أول مرة أفكر أكتب وأحكي بس أنا بجد نفسي أتكلم؛ ممكن أكون أنا مش عارفة إيه مشكلتي أصلا بس أنا هاقول اللي جوايا وأنتم قولوا لي إيه مشكلتي. أنا بنت عادية عندي 20 سنة زي أي بنت وبيقولوا إني حلوة، وناس كمان بتقول إني حلوة شكلا وطباعا، مش غرور أبدا؛ بس ده اللي بيتقال والله.
الحمد لله ربنا مديني نعم كتير أوي باشكره ليل نهار عليها؛ يعني مستوى اجتماعي كويس، وأهل بيحبوني، وفي كلية محترمة، وحاجات تانية كتير؛ بس الحمد لله كل ده معاه وحدة فظيعة، وحدة مخلياني مش قادرة أتمتع بأي حاجة؛ وماحدش يقول لي العمل الخيري هو الحل؛ لأني جربت كل الطرق، وبسبب إني حلوة شوية كنت بعاني وكنت باتخنق من أن كل حد عايز يجر كلام معايا، وحاسس إني طيبة وسهل يضحك عليّ، أو إن الناس شايفين إن مش ده مكاني أصلا؛ علشان كنت صغيرة فبيحاولوا يضايقوني.
المهم من كتر ما أنا حاسة بوحدة وملل وتقريبا مافيش أي ترفيه في حياتي، كان نفسي أحب أوي، وكنت حاسة إن ده هيعوضني.
بس كنت بارجع وأقول أنا مش عايزة أخون ثقة أهلي، ومش عايزة أغضب ربنا؛ بس المشكلة إن فيه ناس كتير بتحاول تتقرب مني، وأنا فعلا محتاجة حد يحبني ويحسسني بالأمان اللي أنا مش حاسة بيه خالص.
بس كنت برضه باصدهم، وبارفض كنت باضغط على نفسي زيادة أوي؛ لدرجة إن مرة واحد كان عايز يرتبط بيّ وأنا رفضته، وفضلت أفكر فيه فترة طويلة، وحبيته مع نفسي كده من غير ما أبص له حتى.. ودلوقتي أنا شايفة إنه مابقاش ينفع خلاص إني أعيش قصة حب؛ علشان أنا دخلت في سن الخطوبة، ومش عايزة أضيع كل اللي عملته طول حياتي، والفكرة اللي الناس واخداها عني إني كويسة وكده.
بس المشكلة إني برضه مش قادرة أتقبل فكرة الجواز التقليدي، ورفضت كذا مرة ناس كان بيتقدموا بالطريقة دي.
أنا حاسة إن العمر بيفوت، وأكتر حاجة باتمناها من ربنا إنسان يحبني ويعوضني كل حاجة ماعرفتش أعملها في حياتي.. خايفة مش تتحقق.
بس حاسة إني فيّ حاجة غلط، مع إني نفسي أحب بس مش قادرة، يعني مش قادرة أوصل لمرحلة إني باتمنى إنسان ومش باتمنى غيره، مع إني رومانسية جدا خايفة أوي من اللي جاي.
يا ريت حد يستوعب حاجة من كلامي.. أنا عارفة إنه تلقائي وملخبط؛ بس ده اللي جوايا لخبطة.
Dr lovely
لقد أنعم الله عليك بنعم كثيرة لا تُعد ولا تحصى؛ منها: الصحة، والجمال، والمستوى الاجتماعي الجيد، وأسرة تحبك.. فماذا فعلت أنت بهذه النعم؟؟
نسيتها أو تلاهيت عنها، وبحثت عن الشيء المفقود، أو بالأحرى الوهم المفقود.. بحثت عن الحب، ولم تفكري في استثمار جزء من هذه النعم.
وأتعجب كيف تشعرين بالوحدة ومعك أهل يحبونك، إن تواجدك مع أهلك وتبادل المشورة والخبرات والخدمات كفيل بشغل وقت فراغك، وبيت الأسرة ما دام يسوده الحب والحنان والتفاهم لا داعٍ ولا مبرر لخروج البنت بالذات إلى مكان آخر؛ لإقامة علاقات مع الغير؛ حتى لا تكون مطمعا للناس كما تعرضت أنت.
إنك تفكرين في الحب والزواج، وتشعرين بالوحدة لافتقاد هذا الحب، وأنت ما زلت طالبة.. فهل أعددت نفسك لكي تكوني زوجة؟ هل تعلمت ما هي واجبات الزوجة تجاه زوجها؟ هل تعلمي ما هي مسئوليات البيت ودربتي نفسك عليها؟
إنها كلها أشياء كفيلة بشغل وقت فراغك، واندماجك مع الناس، وثقل شخصيتك؛ حتى تكوني زوجة وأما ناجحة في المستقبل.
إن كثير من الفتيات الواعيات يجدن أشغال الإبرة والديكور والطبخ، وتسألن من حولهن عن هذه الأشياء؛ فيشغلن وقت فراغهن، ويقمن علاقات إيجابية مع من حولهن في الوقت الراهن، ولا يشعرن مطلقا بالوحدة أو الفراغ.
إن مجرد سؤال والدتك عن طريقة عمل أكلة معينة، ومقاديرها، وطريقة صنعها، وتكاليفها، والمكان الذي نشتري منه مكوناتها، ثم البدء في عملها، ومتابعة والدتك معك... هذا كله يشغل وقت الفراغ، ويمدك بخبرات جيدة، ويفتح لك باب الدنيا الواسعة؛ للتعامل مع أفراد وأشياء واقعية، لا مع ذلك الوهم المنتظر الذي يسميه الفاشلون في الحياة فقدان الحب.
إن الحب الذي تفتقديه وتبحثين عنه، وأنت في مرحلة الدراسة، وكأنه من ضرورات الحياة كفيل بشل إمكانياتك وتعميتك عمّ يحيط بك من نعم؛ لأنه مجرد فورة هرمونات تشعرك بميل نحو الجنس الآخر؛ ولكن أخلاقك الرفيعة وتربيتك الحسنة، وعقلك الناضج منعوكِ الوقوع في الخطأ بإقامة علاقة متسرعة مع طرف آخر؛ ولكن خطأك هو استسلامك للوحدة، وحصر اهتماماتك في الدنيا على الحب المفقود، وإنه ليست هناك متعة في الحياة سوى هذا الحب.
إن الحب سوف يأتي بعدما تكملين تعليمك، وترتبطين بشخص محترم يرعى الله فيكِ، ويدخل البيت من الباب، ويقدر أخلاقك وجمالك، ويتمسك بك ويتباهى بك زوجة وأما لأولاده.
وحتى يأتي هذا الرجل عليك أن تعدي نفسك كامرأة تستحقه، لا دُمية يتعبد في محراب جمالها، وهي تكتفي باستعراض هذا الجمال.
إن التغلب على الوحدة لا يعني خروج المرأة من بيتها بلا هدف، والتسكع هنا وهناك؛ فيطمع فيها الطامعون؛ لفراغ رأسها من المعارف، والأفكار، والخبرات، وحتى الأهداف، ولهذا يقول المولى عز وجل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}، فالبيت فيه خبرات كثيرة نافعة للمرأة، ويحميها من أطماع الغير، وإذا خرجت يكون الهدف من الخروج واضح الأسباب، ومعروف أبعاده، ومشروعا، ومفيدا، وفوق كل ذلك ضروريا سواء ماديا أو نفسيا.
أنتِ ما زلت طالبة.. والمفروض أنك مشغولة بالدراسة والنجاح فيها؛ لماذا لا تفكري في التفوق والتميز؟؟ وهذا معناه المزيد من الإطلاع في تخصصك؛ مما يحسن مستواك، ويعلي قيمة وقتك في الدراسة، أما عن الإجازة ففيها متسع كافٍ لإعداد نفسك لبيت الزوجية الذي تقتربين منه، إنها أشياء واقعية وضرورية، تملأ وقت فراغك، وتحسسك بالأهمية، وتشعرك بالإنجاز؛ مما يدخل السعادة والراحة إلى نفسك.
وجاء في الأثر: "نفسك إن لم تشغلها بالحق.. شغلتك بالباطل".