وليد حسن ووكالات أكدت مصادر مطلعة بوزارة الداخلية أن محمد إبراهيم مكاوي -المتهم الذي أُلقي القبض عليه في مطار القاهرة منذ ساعات، وتم الإعلان عن أنه سيف العدل القيادي الشهير بتنظيم القاعدة- هو شخص آخر غير الشخص المُعلن عنه، وأن تشابها في الأسماء أدى للالتباس في الأمر. وأشارت المصادر إلى أن المتهم المقبوض عليه هو متهم بالانتماء لتنظيم الجهاد بالفعل، ولكن ليس الذراع اليمني لأيمن الظواهري -زعيم تنظيم القاعدة الجديد- والمطلوب من المخابرات الأمريكية. ومن المنتظر أن تبدأ نيابة أمن الدولة تحقيقاتها في الواقعة خلال الساعات القادمة. وكانت سلطات مطار القاهرة الدولي قد ألقت اليوم (الأربعاء) القبض على شخص يدعى محمد إبراهيم مكاوي، وأعلن أنه القائد المؤقت الذي قاد تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن وحتى اختيار الظواهري، لدى عودته قادما من باكستان، عن طريق دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تسليمه لنيابة أمن الدولة العليا؛ للتحقيق معه. وصرحت مصادر مسئولة بالمطار بأنه وردت معلومات لدى جهاز الأمن الوطني تفيد بنية سيف العدل العودة لمصر وتسليم نفسه للسلطات، حيث تم ترقب كل الطائرات القادمة من شرق آسيا؛ حيث يتواجد في أفغانستانوباكستان، ولدى وصول الطائرة الإماراتية القادمة من دبي تبيّن وجود مكاوي على متن الطائرة، حيث كان قد تسلّم قيادة تنظيم القاعدة مؤقتا؛ خلفا لأسامة بن لادن الذي اغتالته القوات الأمريكية مايو الماضي. وقالت المصادر إنه بعد القبض على سيف العدل تم تسليمه لنيابة أمن الدول العليا طوارئ؛ للتحقيق معه، حيث إنه مطلوب منذ عام 1994 في قضية رقم (502) أمن دولة عليا، ولم تحدد المصادر الاتهامات الموجهة إليه، والمتوقع أن تكون الانضمام لتنظيم متطرف. يُذكر أن تنظيم القاعدة قد اختار سيف العدل قائدا مؤقتا العام الماضي عقب مقتل أسامة بن لادن، في عملية نفّذتها قوات أمريكية خاصة مايو الماضي. سيف العدل يبلغ من العمر أكثر من خمسين عاما، وكان ضابطا في القوات الخاصة المصرية، قبل أن ينضمّ لجماعة الجهاد الإسلامي المصرية، التي قادت مع الجماعة الإسلامية حملة عنف مسلح في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في مصر، ثم غادر إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي؛ للانضمام لصفوف المجاهدين الذين قاتلوا ضد قوات الاتحاد السوفييتي السابق. وتتهم واشنطن سيف العدل بإنشاء معسكرات تدريب القاعدة في السودان وأفغانستان، وفي عقد الثمانينيات أيضا ورد اسمه في لائحة اتهام لعناصر من تنظيم الجهاد بمحاولة قلب نظام الحكم في مصر عام 1987، ويعتقد أنه كان مسئولا عن العمليات المسلحة للقاعدة أو ما يعادل رئيس الأركان في الجيوش النظامية؛ حيث تتهمه واشنطن بالضلوع في تفجيري السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998. وعرضت الولاياتالمتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، وتم وضع اسمه على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لأبرز الإرهابيين المطلوبين، كما تتهمه السلطات الأمريكية بإنشاء معسكرات تدريب القاعدة في السودان وأفغانستان في تسعينيات القرن الماضي. وكانت تقارير أمنية وإعلامية قد ذكرت أن سيف العدل تمكّن من الفرار من أفغانستان بعد هجمات سبتمبر 2001 إلى إيران، حيث وضعته تحت الإقامة الجبرية، وأطلقت سراحه عام 2010 ونجح في العودة إلى أفغانستان والانتقال إلى باكستان حتى عودته.