أنا شاب عمري 22 عاما ومشكلتي هي أني كنت بحب اثنين من جيراني، واحدة عمرها 38 والثانية عمرها 17 سنة، ودخلت في علاقة مع الاثنين في نفس الوقت، وهما الاثنين حبوني؛ بس الحكاية إن اللي عندها 38 سنة متزوجة وعندها ثلاث أطفال من (5_13) سنة، وعلى الرغم من ذلك دخلنا في علاقة جنسية مع بعض لمدة سنتين، وكنت باشوفها تقريبا مرتين في الأسبوع، وعلى الرغم من إني كنت بابقى مستمتع في وقتها إلا إن نفسيتي بتتعب بعدها، وحاولت الانفصال أكثر من مرة؛ ولكني بارجع تاني بإرادتي، وكنت باكلم جارتني الثانية، وكنا على علاقة حب، وكنا بنتقابل في نفس الوقت؛ بس عمرنا ما اتكلمنا في حاجة وحشة، ولا حتى مسكت إيديها وهي عارفة عني إني مؤدب ومش باعمل حاجة غلط؛ بس أنا ضميري بيأنبني، ومش عارف أعمل إيه؟ عاوز أبعد عن الأولى عشان أعيش حياة طبيعية، وأتقدم لخطوبة الثانية؛ هل من حل لي أرجوكم أفيدوني. pop أنت تصف لي مستنقعًا من الدنس! خداع وازدواج شخصية وخيانة وعلاقات جنسية محرمة.. كل هذا وأنت سنك لم يتجاوز 22 سنة! بالله عليك ألا تشعر بحجم الكارثة التي تعيشها؟ هل تدرك أن تلك العابثة عديمة الأخلاق التي تمارس الخيانة الزوجية معك, لو تزوجت مبكرًا لأتت بشاب في سنك وربما أكبر سنًا؟! وتقول لي "أحبها؟" بذمتك, بكم تشتري هذا الكلام؟! تحب امرأة متزوجة، ولها أبناء، وتكبرك بستة عشر عامًا؟! بل وفي نفس الوقت تحب فتاة من مرحلتك العمرية وتمارس معها أقصى حالات الإخلاص. أي أنك تحيا حياة متناقضة بشكل غير صحي بالمرة. ولنركز أولا على الجزء غير السوي من تلك الحياة. هل تدرك حقيقة وضعك بالنسبة لتلك المرأة الخائنة لربها ولزوجها ولأبنائها؟ هل تعتقد بعد كل علاقة محرمة معها أنك تخرج من عندها أسد الأسود وسبع الرجال؟ أفق! إن وضعك في هذه المعادلة ببساطة وبصراحة هو وضع "المُغتَصَب"! نعم! فهذه المنحلّة تستغل قلة عقلك وضعف خبرتك وشهوة شبابك لتُشبِع رغبتها غير السوية؛ فأنت بالنسبة لها مجرد أداة متعة، وإياك أن يأخذك الخيال وتفكر أنها تبادلك حبًا بحب! هذه المرأة في أي بلد أوروبي عُرضة للمحاكمة بتهمة اغتصاب قاصر -حَضرِتَك- أجل قاصر؛ فمن الواضح أن تلك العلاقة قد بدأت قبل أن تبلغ أنت سن الرشد! ثم تعال نتحدث عن فتاتك الطيبة. هل تقبل أن تفعل بك ما تفعل أنت بها؟ هل تقبل أن تظهر أمامك مظهر المخلصة لك المتيّمة بك؛ بينما هي تخدعك من وراء ظهرك؟ من المؤكد أن الإجابة بالسلب. لماذا إذن لا تراعي حقيقة أن الإخلاص لا يسير في اتجاه واحد؟ لماذا تفسد قصة جميلة كقصتكما بتورطك في عمل مشين كالذي قصصت عليّ؟ تسألني "ماذا أفعل؟". أقول لك ماذا تفعل. تكون رجلاً لأول مرة في حياتك -رجلاً حقيقيًا على نفسك لا على ساقطة- وتجبر نفسك على أن تتطهر من طبقة الدنس الثقيلة العالقة بك، وتقطع علاقتك تمامًا بتلك المرأة، وتتوب أقصى التوبة عن حياتك الضائعة السابقة, وتُخلِص حقًا لتلك المسكينة التي لا تستحق منك هذه الخيانة القاسية. الحل إذن بيدك, وهو -كما قلتُ لك- أن "تسترجل" وتكف عن هذا العبث اللاأخلاقي، وتُخلِص حقًا لفتاتك المحترمة لو أنك حقًا تخشى ربك. وأن تضع نفسك أمام الأمر الواقع بقطعك كل العلاقات مع تلك المرأة غير المحترمة. ولا تسأل "هل من هداية لمثلي؟" فالله تعالى أكبر من أن يكبر ذنب على مغفرته. ورسالتك تقول إنك غير راضٍ عن نفسك، وأنك ربما أرسلت تلك الرسالة وأنت ترجو ردًا قاسيًا -كردي عليك- ليكون دافعًا لك ولحماسك، لتتحرر من تلك الخطيئة التي تعشيها مع تلك المرأة سيئة السلوك. صحيح أن ذنبك كبير ومشين -فلنعترف بهذا- لكن مبادرتك بمراسلتنا والحديث عن خطئك وإظهارك الندم عليه يُظهِر أن الخير بداخلك لم يمت, وأن ضميرك ما زال يقظًا. وهذا يعني أنك ما زلت "شخصًا جيدًا" يستطيع أن يعود للطريق السليم. فلتكن البداية بقطعك العلاقة مع تلك المرأة, بشكل مباشر وصارم؛ قطعًا لا رجعة له, وأن تحاول الاقتراب بشكل أكبر من فتاتك؛ بحيث تحمي نفسك بحبها من الوقوع في الخطأ. كذلك جرّب أن تلتزم بالعبادات في وقتها؛ بحيث تصبح خلال الفترة بين الصلاة والتالية لها في حالة خجل من أن تغضب ربك، وأنت تستعد للوقوف أمامه مجددًا. وأهم شيء في كل هذا أن تثق برحمة الله تعالى, وتثق أنك شخص جيد وطيب يستحق فرصة أخرى؛ لأنك لو فقدت الثقة في كل هذا فلن يكون ثمة باب مفتوح للعودة إلى الطريق الصحيح. فكّر في كلامي, واعلم أن تنفيذه ليس بالسهل؛ لكن النتيجة تستحق مجرد شعورك أنك قوي أمام إغراء الوقوع في الخطيئة هو أمر يستحق بذل الجهد.. وهذا كلام من شاب مثلك, له نفس مشاعرك وفورة شبابك وعرضة لنفس ما تتعرض له من إغراءات.. أي أني أدرك تمامًا ما تعانيه وما تحسه, ومن هذا المنطلق أقول لك.. توكل على الله وافعل ما نصحتك به, وثق بأن الله تعالى سيقف إلى جوارك، ويدعمك بقوته ورحمته حتى ينقيك من الخطيئة. وعندئذ ستحس فعلا لذة النجاح في أن ترجع من جديد إنسانًا نقيًا طاهرًا, مخلصًا لربه ولنفسه ولحبيبته. هداك الله ووفقك..