حذّر أعضاء بالكونجرس الأمريكي من تردي العلاقات الأمريكية المصرية جرّاء قضية التمويل غير المشروع لمنظمات المجتمع المدني، منوهين إلى أن تلك القضية ستضر بمستقبل المساعدة الأمريكية الممنوحة للقاهرة. ونقلت بوابة الأهرام عن النائب الأمريكي جاري إكرمان قوله -خلال جلسة استماع حول هذه القضية- "أعتقد أننا نقترب من الهاوية".
من جانبه، دعا النائب الأمريكي ستيف شابوت السلطات المصرية إلى التخلي عن الملاحقات والسماح لأعضاء المنظمات غير الحكومية بالعمل دون قيود، مضيفًا: "إذا رفضت القاهرة تنفيذ ذلك فسيكون لذلك تأثير سلبي إلى أبعد حد على العلاقة الأمريكية المصرية، وسيتطلب مراجعة المساعدة الأمريكية".
في هذه الأثناء، سارعت الخارجية الأمريكية إلى نفي ما ورد في الاتهامات الموجهة لعدد من مواطنيها الذي يديرون منظمات دون تصريح بالقاهرة، وأن ذلك يعد سعيًا للإخلال باستقرار مصر.
وقالت السفارة الأمريكية في القاهرة، في بيان أمس (الأربعاء) إن الولاياتالمتحدة "تُقدّر بعمق شراكتها طويلة الأمد مع مصر، وتدعم بقوة تحوّل مصر نحو الديمقراطية، وقد ارتكزت جهودنا ماضياً وحاضراً على تعزيز هذه الشراكة"، بحسب بوابة الشروق.
وأورد البيان: "اطلعنا على تقارير في وسائل الإعلام المصرية، تزعم بأن الولاياتالمتحدة تسعى إلى الإخلال باستقرار مصر، أو الحيلولة دون تحقيق أهداف الثورة"، مشددًا على أن "هذه التقارير غير صحيحة بالمرة".
وشددت السفارة الأمريكية، في بيانها، على أن أنشطة هذه المنظمات في مصر "تمتاز بالشفافية"، وقالت إن غرضها الوحيد كان "مساعدة المجتمع المدني المصري والأحزاب السياسية على الإعداد لأول انتخابات ديمقراطية حقيقية في مصر".
من جانبه، اتهم الدكتور رشاد البيومي -نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- آن باترسون -السفيرة الأمريكيةبالقاهرة- بقيادة مخطط "أمريكي صهيوني" لاستكمال مسيرة الفتنة في مصر بعد أن بدأتها في باكستان، وقال إن باترسون لها ماضِ تعس بما ارتكبته من جرائم في باكستان.
ونقلت صحيفة المصري اليوم عن البيومي قوله: "إن المخطط الأمريكي الصهيوني لا يهدأ له بال حين يرى ملامح الحرية تظلل على المجتمعات العربية والإسلامية، وبدأت الدسائس، واختيرت السفيرة التي يشهد لها ماضيها التعس بما ارتكبته من جرائم في باكستان لتكمل مسيرة الفتنة في مصر".
وتابع: "انهالت الأموال على بعض ما يسمونه افتراءً جمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، لتنكشف الحقيقة، ويظهر التعمد البغيض لإشعال نيران الفتنة، ويأبى الله إلا أن يبيّن ما وراء تلك الملايين التي رُصدت لتلك الأنشطة المشبوهة، وتتوالى الاعتصامات والإضرابات والاحتجاجات بصورة ليس فيها تعقّل ولا إحساس بالمسئولية، وتواجه تلك التحديات ببقايا النظام من رجالات مباحث أمن الدولة الذين لُطخت أياديهم بدماء الشرفاء".
وقال: "لن تخيفنا تهديدات أمريكا بقطع المعونة.. ذلك القيد النجس الذي يكبّل حريتنا، ونرجو أن يعمل الشعب بكل طوائفه لرفض هذه العطية المذلة".