السلام عليكم.. أنا مش عارف أبدأ منين، بس أنا فعلا محتار جدا ومش عارف أنام، وأرجو الحل؛ أنا عندي 19 سنة، مشكلتي تتلخص في إن شكلي مش حلو للدرجة، وأنا باتضايق منه كتير لما بابص في المراية، المشكلة الأكبر إني تعرفت على بنات كتير، بس مش حاسس مع أي واحدة بالحب أو الشوق اللي بيقولوا عليه في الحب؛ يمكن علشان مش مميزات البنت اللي أنا باتمنّاها أو يمكن باختار ساعات البنات الغلط. هل أنا صح ولا غلط إني معلقهم معايا ومش حاسس معاهم بأي حالة حب؟ وبرضه مش عايز أسيب أي حد فيهم، علشان أرضي نفسي كشاب زي الشباب التانية وأعوض عن شكلي، ومشكلتي النفسية في شكلي؛ لأني ساعات والله باقول لنفسي إنه حرام على أي بنت تتعرف عليّ وتتظلم معايا، وفيه ناس أحلى مني بكتير.. أرجو الرد أرجوكم. A.S يمكنني تفهّم مشاعرك يا عزيزي وإدراك مصدرها.. أنت تمر بأمر طبيعي جدًا أن يمر به أي مراهق، وهو التركيز المفرط على عنصر الشكل واختصار مزايا الإنسان فيه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى توجد ظاهرة أخرى مرتبطة بمرحلتك العمرية هي السعي لأن تعيش "حالة الحب" ليس لأنك وجدت من تحب وإنما فقط لأنك تريد أن تعيش الحالة. لا تقلق يا عزيزي هذه ليست ظواهر مَرَضية أو غير سوية -لا سمح الله- بل هي من الأمور التي نمر بها جميعًا، وتساهم في تكويننا النفسي. لكن هذا لا ينفي أهمية التعامل معها بشكل سليم؛ حتى نخرج منها في حالة أفضل بإذن الله. فلننظر أولا لمشكلة الشكل، أنت تقول إن شكلك "ليس جميلا للدرجة"، دعني أقول لك -كشاب يكبرك سنًا ومر بما مررت به- هذا لا يهم الفتاة التي تبحث عن رجل حقيقي، رجل تحبه ويحبها لا مجرد مانيكان تغيظ به صديقاتها، ثم تتركه لأول مانيكان أجمل منه. صحيح أن الشاب منا يريد أن يكون مقبول الشكل ولكن تلك مسألة نسبية، فكما أن بيننا -معشر الشباب- اختلافات كثيرة في مقاييس ومعايير الجمال الأنثوي، فإن الفتيات لهن نفس الاختلافات بين بعضهن. وصدّقني مسألة جمال الشكل هذه شديدة النسبية بين الناس جميعًا, وهذا من رحمة الله تعالى, فلو لم يكن اختلاف لما تزوّج أحد إلا ملوك وملكات جمال العالم! المسألة مسألة "راحة نفسية" من طرف للطرف الآخر, حتى لو لم يتمتع بالجمال, والحب حين يأتي لا يسأل عن الشكل، بل يتجاوز كل هذا ويركز على المضمون. وللعلم, الفتاة العاقلة الناضجة تميل للشاب صاحب الملامح والهيئة الرجولية؛ لأنها تشير -في الغالب- إلى أن صاحبها رجل حقيقي لا مجرد ديكور خارجي. فالشكل مصيره للتغير, ولكن صفات الداخل أكثر ثباتًا، وكل فتاة عاقلة تعلم أنه كما أن جمالها قد لا يدوم فجمال الطرف الآخر كذلك غير دائم. الخلاصة لتلك النقطة أن العبرة ليست بجمال الشكل، بل برجولته وما يبعثه للناظر إليه من انطباعات مريحة نفسيًا، بغضّ النظر عن نصيب تلك الملامح من الوسامة بمقاييس مسابقات Mr.Egypt! ننتقل للنقطة التالية: مسألة بحثك عن الحل من فتاة لفتاة، تريد نصيحتي؟ لا تبحث.. دع الحب يأتي إليك وحده، لا أقول لك أن تكتم مشاعرك، ولكني أقول أن عليك ألا تبدأ قصة حب مع فتاة إلا بعد أن تتأكد من مشاعرك بنسبة 100%، وأن تتأكد من أنك تحبها هي لا مجرد "تحب الحالة". فكما أن لك مشاعر لا تحبّ أن يجرحها أحد، وأنك تكره أن يدّعي أحد أنه يحبك ليعيش الحالة، فإن الفتاة كذلك لها نفس الحق. أنا أتفهم وأدرك أنك تحتاج ذلك الإحساس, لكن لماذا تصطنعه؟ لماذا لا تصبر حتى يأتي حقيقيًا وتشعر بمتعته الحقيقية لا مجرد التمثيل؟ أعتقد أن ما تفعله مرتبط بالنقطة الأولى التي تحدثنا فيها -أعني الشكل-والرابطة بينهما هي أنك تعاني حالة ضعف للثقة بالنفس، وهو ما اعترفت به أنت في رسالتك، ولكن تكرار تجربة الارتباط بعدة فتيات دون تغير أو تجديد في شعورك ألا يعني أن هذا ليس الحل المثالي ولا العلاج لإحساسك بضعف الثقة؟ ثم لماذا من الأساس تحس بهذا الضعف؟ أنت شاب في بداية حياتك, لم توضع بعد في اختبار يجعلك تحس في نفسك ضعفًا أو قوة، فلماذا تحكم على نفسك من الآن أن تلعب دورًا لن يزيدك إلا تعبا وشقاء؟ خلاصة كل كلامي، دعك من وساوس الشكل والوسامة والمظهر.. اهتم بشكلك ومظهرك بالدرجة المقبولة، ولا تبحث عن حالة حب تعيشها، دع نصيبك يأتيك وحده، على الأقل في تلك المرحلة العمرية، حتى تأخذ الخبرة الحقيقية، ولا ترضى سوى بحب من ترى جمالك الداخلي قبل ملامح وجهك، لا من تلخصك كلك في وجه وسيم ومظهر أنيق.. فالأولى ستحبك فعلاً والأخرى لن ترى فيك سوى موديل أنيق تضمه لمجموعتها.. صدّقني وفكر في كلامي. وفقك الله يا عزيزي تحياتي