يبدو أن هناك إصرارا إيرانيا على التصعيد مع العرب إلى ما لا نهاية، فقد أفاد ضابط عراقي كبير بأن القوات الإيرانية احتلت بئرا نفطية في منطقة العمارة جنوبي بغداد. و نقل موقع الجزيرة عن العميد ظافر نظمي قوله إن "قوات إيرانية احتلت البئر رقم 4 في حقل شرقي ميسان في منطقة الفكة الحدودية مع إيران منذ فجر الجمعة ورفعت العلم الإيراني وقامت بتحصينها وحفر خندق حولها ونشر قوات مدرعة".
ودعا المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ حكومة إيران إلى سحب قواتها من البئر النفطي وإنزال العلم الإيراني في منطقة الفكة بمدينة العمارة.
وأضاف أن دخول القوات الإيرانية والسيطرة على حقل نفطي جنوبي العراق هو "تجاوز على السيادة العراقية، والحكومة العراقية ستستدعي سفير إيران لمناقشة الموضوع".
ولكن الأمر تغير مرة أخرى بعد ساعات، فصرّح المتحدث باسم الحكومة العراقية إن إيران انسحبت جزئيا من بئر فكة الحدودية، حيث بقيت قواتها داخل الأراضي العراقية، وذلك بعد ساعات من اتفاق البلدين على تشكيل لجنة مشتركة لحل المسألة دبلوماسيا، بما في ذلك اتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق الاتفاقيات ذات الصلة بترسيم الحدود.
وأوضح أن المجموعة الصغيرة من القوات الإيرانية التي سبق وسيطرت على بئر فكة النفطية الواقعة شرقي محافظة ميسان على الحدود بين البلدين أنزلت العلم الإيراني وتراجعت خمسين مترا فقط، لكنها ظلت داخل الأراضي العراقية.
وأضاف أن الحكومة العراقية طلبت من إيران انسحابا كاملا من المنطقة المعنية، منوّها بأن لجنة عراقية إيرانية مشتركة ستبدأ دراسة ترسيم الحدود بين الطرفين.
وتأتي تصريحات المسئول العراقي بعد ساعات من اتصال هاتفي جرى السبت بين وزير الخارجية منوشهر متقي ونظيره العراقي هوشيار زيباري بحثا فيه مسألة حقل فكة النفطي، واتفقا على تشكيل لجنة فنية مشتركة لحل المشكلة دون أي تفاصيل إضافية بشأن طبيعة الحلول المقترحة لمعالجة الأزمة.
وذكرت مصادر إعلامية إيرانية أن الوزيرين ناقشا ما وصفته "سوء التفاهم" الذي وقع بين حرس الحدود في البلدين، وما تلا ذلك من اتهامات لإيران باحتلال بئر نفطية عراقية، وشددا على ضرورة عقد لقاءات رسمية من أجل تطبيق الاتفاقات الثنائية ذات الصلة بترسيم الحدود.
من جهة أخرى، خسرت المعارضة الإيرانية واحدا من أهم رموزها بوفاة المرجع الشيعي المعارض آية الله حسين علي منتظري.
وكان منتظري من أعمدة الثورة الإسلامية التي شهدتها إيران عام 1979 وظل على مدار الأعوام العشرة التالية للثورة ينظر إليه باعتباره المرشح لخلافة روح الله الخميني مرشد الثورة قبل أن يعزله؛ "بسبب خلافات حول عناصر مقربة منه ومواقفه التي لم تكن تنسجم وروح الثورة الإسلامية"، حسب قناة العالم الإيرانية.
وبعدها واصل منتظري عمله كأستاذ في الحوزة العلمية، واتخذ مواقف منتقدة للحكومة وداعمة للمعارضة الإصلاحية بزعامة مير حسين موسوي.
وأصيب منتظري عام 2001 بأزمة قلبية حادة بُعيد قضاء حكم بوضعه خمسة أعوام رهن الإقامة الجبرية، وظل على إثرها في المستشفى لفترة طويلة.