4 فبراير الجمعة الأولى بعد موقعة الجمل.. انقلابات في الآراء.. هيجان في الأحاسيس والمشاعر، وكل ما يدور في خلد المتظاهرين مبدأ المطالبة بالقصاص.. المقل تملؤها الدموع، وتعبيرات الوجوه حفرها الغضب.
الجمعة الأولى بعد "موقعة الجمل".. مليونية على أرض التحرير الغارقة بالدماء تحت مسمى جمعة "الرحيل"، وفي الإسكندرية -حيث كنت- انطلق الآلاف في خميس "الشهداء" من مسجد القائد إبراهيم ثم بدأت مليونية "الرحيل".
تزايد في أعداد المعتصمين.. وشهدت الإسكندرية بيانات سلفية تحولت من منع النزول في التظاهرات إلى تصريحات بالنزول، فليس بعد القتل ذنب.
جمعة "الزحف لإسقاط مبارك".. براكين بشرية غاضبة بعد سقوط عشرات القتلى في موقعة الجمل. انتظرت أن أسمع بيانات نارية وتغييرات جذرية؛ لكن الصدمة كانت من رئيس الحكومة آنذاك -الفريق أحمد شفيق- ليؤكد أن دماء المئات لا تكفي لرحيل مبارك، إذ قال إن "بقاء مبارك رئيسا مصدر أمان للبلد".
4 فبراير.. أديت صلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم بعد ليلة طويلة من السهر في كنف اللجان الشعبية، كورنيش البحر لا مكان لموطأ قدم، وشارع المسجد لا مكان لهواء نتنفسه من الأساس.
وجوه غاضبة إلى حد يفوق التخيل.. المتظاهرون قرروا تغيير خط سير المسيرة التي اعتادوها فتركوا الخط المتفق عليه، والذي يبدأ من القائد إبراهيم إلى محطة سيدي جابر؛ وتحولوا إلى السير في الاتجاه المعاكس نحو ميدان المنشية، ثم العودة مرة أخرى إلى مسجد القائد إبراهيم ومنه إلى سيدي جابر؛ للاعتصام والتنديد بما حدث يوم الأربعاء من مجازر على أحصنة وجمال.
4 فبراير.. وعلى الجانب الآخر كان الظهور الأكبر لمؤيدي مبارك؛ كأنهم لم يروا الدماء تسيل أو تأكدوا بالفعل من أن فيديوهات المصري اليوم حول موقعة الجمل مجرد فوتوشوب.
جمعة "الوفاء" لمبارك الذي تورط على الأقل رجاله في إراقة الدماء وريّ ميدان التحرير بدمائهم.
4 فبراير.. جمعة "الرحيل".. جمعة "الزحف".. كانت الجمعة التي عبّدت طريق الثوار نحو خلع مبارك في الجمعة التالية 11 فبراير. 4 فبراير الجمعة الأولى بعد موقعة الجمل والأخيرة قبل رحيل المخلوع. يوم في حياة ثورة.. 4 فبراير من الإسكندرية * خمسة جد اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: