السلام عليكم أنا عايزة أحكي لكم مشكلتي اللي تاعباني يمكن إن شاء الله تدلوني على الحل، أنا بنت عندي 23 سنة عشت في الكلية قصة حب أكثر من رائعة مع زميلي الذي يكبرني بعامين، وهو كان إنسانا جادا وعرّف أهله وأنا عرّفت أهلي، بس أنا واجهتني مشاكل كتير مع أهلي؛ علشان هو عايز يتجوزني وأعيش معاه في محافظته. المهم هو اتخرج واشتغل، وأنا بعد مجهود أقنعت أهلي، وكنا في قمة السعادة، وكلمت والدته وكان فيه اتفاق مبدئي إنه هييجي يتقدم، وماما اشترت لي فستان للخطوبة وكله كان تمام. هو عنده شقة في محافظته، وكان عامل حسابه إنه يحوّش مرتبه علشان شبكتي وباباه يساعده في فرش الشقة والأجهزة، بس فجأة بطّل يكلمني وبعت لي رسايل بيقول لي شوفي حالك وماتوقفيش مستقبلك عليّ، وبعد كلامي مع مامته وإلحاحي المستمر عليه عرفت اللي حصل، أولا أخته اتخطبت وأبوه صارحه إنه مش هيقدر يساعده علشان أخته أولى بإنه يجهزها، وكمان الثورة قامت وحبيبي كان بيشتغل مهندس بحري على المراكب السياحية، وبعدين السياحة نامت فسرحوه من الشغل هو وزمايله، وجاله اكتئاب شديد خصوصا إن ما فيش شغل في الوقت الحالي إلا بواسطة مع إنه مهندس شاطر. قلت له أنا ماعنديش مشكلة وبحبه وهاستناه لقيته بيقول لي إنه بعد ما فكّر لقى إنه مش في يوم وليلة هيشتغل ويجيب فلوس ويبقى قد مسئولية دخول بيوت الناس. دلوقتي هو قال إنه ما يقدرش يربطني جنبه سنتين كمان من غير ارتباط رسمي، بس أنا لسه بحبه وهو دلوقتي لا بيرضى يكلمني في التليفون ولا بيرد على رسايلي.. أعمل إيه؟ r.e الصديقة العزيزة.. آلمتني رسالتك كثيرا يا صديقتي، وكم حزنت لمعرفتي بأن حلمك قد انتهى في طرفة عين كما يقال، ولكن يا صديقتي هذا هو حال الدنيا يوم لك ويوم عليك. أعلم أنكما قد رتّبتما حياتكما بالطريقة التي رغبتما بها، ولكن يا صديقتي دعينا نتحدث في بعض الأمور بجدية أولا مساعدة والده له وتراجعه عن ذلك؛ من أجل أخته لا يجعل من الأمر خطأ؛ لأنه من الطبيعي أن يهتم والده بتلك الفتاة التي يعولها ومسئولة منه، ويرغب في أن يكون لها بيتها، ولو كان الأمر بيده لزوّج ابنه أيضا، ولكن من الواضح أن الحالة المادية لا تسمح إلا بأن يساعد ابنته فقط، ولو كنتِ مكانها لفعل والدك نفس الشيء معك. أما بخصوص استغناء العمل عنه يا صديقتي فهو نصيب وقدر الله له أن يحدث، ولا يعلم إلا الله وحده متى يمكن لذلك الشاب أن يجد عملا مرة أخرى، وربما في الغد يأتي عليه الوقت ليجد عملا بديلا؛ فالرزق بيد الله وهذه هي الحال بعد الثورة يا صديقتي، وليس هو وحده من اضطر أصحاب العمل أن يسرّحوا العاملين لديهم بسبب الظروف الاقتصادية، ولكني أدعو الله أن يفرجها عليه وعلى غيره إن شاء تعالى. وأخيرا وبخصوص بُعده عنكِ يا صديقتي فأنا أطلب منك ألا تيأسي؛ فالظروف ليست جيدة بالنسبة له؛ فهو شاب ومسئول عن نفسه ووسط ما يحدث فهو يائس وحزين ولا يشعر بالأمل، وأنا لا أعلم ما موقف أهلك تجاه هذا الانتظار الذي قد يطول، ولكن إن كان الأمر مقبولا فما المانع من أن تتحدثي مع أهلك ما دام هذا الشاب مجتهدا ويرغب بك وأنتِ مقتنعة به، فلا تجعلي الظروف المادية عائقا أمامك ولا أجد مانعا من الارتباط رسميا بشبكة بسيطة وخطوبة متواضعة حتى يكتب الله لكما أن تكونا معا في بيت زوجية واحد بإذن الله. صديقتي ما زلت صغيرة والعمر أمامك لم يبعد هو إلا بسبب ما حدث، ولن تستطيعي أنتِ أن تحبي غيره مهما حاولتِ، فلم اليأس وفرج الله قريب؟ ولا نعلم ماذا سيحدث بعد ذلك. تحدّثي مع أهلك واجعليهم يرون الأمور من منظورك أنتِ، فبالتأكيد ما يهمهم هو سعادتك في النهاية، ودعي الأيام تثبت ذلك، ولكن إن استمر رفض هذا الشاب لإكمال الأمر فهو أدرى بحاله يا عزيزتي، وربما هذا أفضل لكما. أتمنى أن تسير الأمور على ما يرام، وأدعو الله أن يجمع بين قلبيكما على خير وتابعيني بأخبارك.