السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة عندي 23 سنة، مرتبطة بأخو صاحبتي، بنحب بعض من حوالي سنة. جه وكلمني، وقال لي: أنا معجب بيكِ وهاسافر بره، وبعد سنة إن شاء الله هاجي واتقدم لبابا؛ بس طلب مني أستناه..
وافقته لما لقيت فيه مواصفات الراجل اللي باحلم بيه من كفاح وتدين واحترام. المهم سافر، وهو هناك كلمني، وقال لي: أنا هابعت أهلي ييجوا يطلبوكِ لغاية ما أرجع، وبعد كده قال لي مش هينفع. اتفقنا إنه أول ما هينزل هيبقى فيه شبكة وخطوبة، مش خطوبة بس، واحتمال كمان يكون فيه كتب كتاب..
وبعد ما فرحت ورسمت صور في خيالي، رجع وقال لي: مش هينفع يكون فيه حاجة السنة دي خالص؛ يعني الظروف مش سامحة دلوقتي؛ لأن له أخت ولازم يجهّزها.. وخيّرني ما بين إني أستحمل السنة دي كمان، أو إن كل واحد يروح لحاله علشان هو مش هيقبل إنه يظلمني. المشكلة إني حسيت من كلامه إنه لو هيبقى فيه اعتراض من أهله عليّ، مش هيقدر يقف ويواجه ويقول أنا عايز البنت دي، وده طبعاً علشان مش هيقدر يقف قدام باباه ومامته. أنا مقدّرة جداً فروض الطاعة تجاه الأهل؛ بس مش لازم يكون على حساب حبنا وحياتنا؛ بدليل إنه سألني: لو أهلك ما وافقوش بيّ هتعملي إيه؟ قلت له: ما فيش قوة في الدنيا هتقدر تبعدني عنك، حتى لو وصلت إني أَضرِب عن الجواز علشان يتأكدوا إني مش عايزة حد غيرك. المفروض إنه يكون متمسك بيّ أكتر من كده، وخصوصاً إن الفترة دي أنا عملت مشاكل كتير عندي في البيت بسبب العرسان اللي بارفضهم من غير سبب، وخايفة أقوله كده يفتكر إني باتحجج علشان أضغط عليه، أو إنه يتخيّلني مش متعاونة، ومش مقدّرة ظروفه، ومش صابرة معاه على المرة والحلوة. أعمل إيه؟ أنا بجد تعبانة وقرّبت أنهار.. أنا تعبانة ومش عارفة أتعامل معاه.. إحساس داخلي بيقول إنه مقصّر معايا، وإني مش أهم حاجة عنده؛ بالعكس ممكن أكون كمان مش من أولوياته.. أنا تعبانة. e.o لا أعلم ماذا أقول لكِ لأواسيكِ في هذه المصيبة التي ابتلاكِ الله بها؟ فما أنت فيه حقاً مصيبة كبيرة، وابتلاء شديد من الله؛ فبعد أن قرأتُ رسالتك أشفقت عليك حقاً؛ لأني وجدتك قد انخدعت بفخّ الحب الذي أوقعَكِ فيه هذا الشخص الذي لا أجد له أوصافاً -سيئة بما يكفي- يمكن أن يتّصف بها. وإذا كنتِ تسألين نفسك: ما هي الأسباب التي جعلتني أقول مثل هذا الكلام وأتخذ في حكمي هذا الموقف؟ فتعالي معي لنفنّد سطور رسالتك لأجعلك ترين ما رأيته أنا: فأنت في البداية تقولين إنك قد ارتبطت عاطفياً بهذا الشخص، بعد أن يأتي إليك ليخبرك أنه معجب بك ويريد الارتباط بك رسمياً؛ ولكنه مع الأسف لا يملك أي شيء يساعده على اتخاذ خطوة الارتباط الرسمي؛ لكنه سيسافر للخارج ليكوّن نفسه، وحبذا لو انتظرتِه مدة العام؛ حتى يكون قد ادّخر مبلغاً، ويرسل أهله لكِ ليطلبوكِ للزواج. وبعد أن سافر بالفعل، سرعان ما يرجع في وعده لكِ ويقول لكِ إن هذا لن يتحقق لأسباب مختلفة، وأعتقد أنك لم تقتنعي بها لشعورك أنها حجج واهية.. ثم أجده يرجع مرة أخرى ليَعِدك بأنه بعد أن يرجع من السفر سيكون هناك شبكة وربما كان "كتب كتاب"؛ لتبدئي أنت -يا مسكينة- في رسم المخططات الوردية والأحلام السعيدة.. لتستيقظي على صوته يقول لكِ "فوقي من أحلامك، والله لو كان عاجبك ممكن تستنيني كمان سنة، لو مش عاجبك شوفي لك سكة"!! وإذا أخذنا نبحث عن الأسباب التي دفعته ليقول ذلك، ستجدين خليطاً كبيراً من أسباب وحجج واهية وليست مريحة على الإطلاق، ولا تدخل عقل طفل صغير؛ فتارة يقول لك "والله أصل ظروفي مش سامحة"، وتارة يقول لكِ "أصل باجهّز أختي"؛ على الرغم من أن أباه على قيد الحياة، ولا يوجد ما يمنع أن يساعد على الأقل في تجهيز أخته، وأن يجهز ويستعدّ هو أيضاً للزواج!! وفجأة -دون سابق إنذار- شَعَر أنك إذا انتظرتِه سنة أخرى سيكون في هذا ظلم لك؛ لذلك قام بتخييرك ما بين انتظاره هذه السنة أو الابتعاد عنه والبحث عن مصلحتك!! وأكثر ما لفت نظري وضايقني في هذه المشكلة واستفزني لأعلى الدرجات يا صديقتي، هو موقفه المتخاذل أمام أهله، وأنه إذا شعر أنهم لن يوافقوا عليك؛ وقتها لن يحاول أن يقوم بأي شيء؛ بل سيقول لهم سمعاً وطاعة، ولن يكون لانتظارك بجانبه طوال تلك السنوات أية قيمة، ولا حتى من منطلق "يا جماعة حرام بنت الناس اللي أنا رابطها جنبي دي"، ثم تقولين لي "ما هو أصل مش هيقدر يقف قدام باباه ومامته"! كل ما أعرفه أن رجلاً بهذه الشخصية الضعيفة المتخاذلة، الذي لن يستطيع أن يُدافع عن حبه، لا يجب عليه أن يرتبط، وأن "يربط" بنات الناس إلى جانبه.. وفي الحقيقة لقد شعرت من خلال كل تلك الأحداث أن حبه لك قد قلّ، أو أنه لم يحبك من الأساس؛ فالشخص الذي لا يستطيع أن يدافع حبه لم يكن يحب من البداية. صديقتي العزيزة، أرجو أن تكوني قد نظرتِ لمشكلتك بعيني، وعرفتِ سبب موقفي تجاه حبيبك هذا من البداية؛ فهو شخص لا يمكن الاعتماد عليه، ولن تكوني مطمئنة وأنت بجواره، وبصراحة هو شخص لا يُشرّف عند الارتباط به؛ فمثل هذا الشخص من الأحسن أن يجلس بجوار أمه وأبيه، الذين أشعر أنهم لهم دخل كبير في تغيير موقفه تجاهك. لذلك فنصيحتي لك أن "تنفدي" منه بسنوات حياتك الباقية. وإياكِ وانتظاره مجدداً؛ بل من الأفضل أن تواجهيه بحقيقة موقفه المتخاذل، وأنه قد ضيّع سنة من عمرك بلا ثمن في انتظاره، ولا أريد أن أسمع منك مجدداً كلاماً كهذا الذي ذكرتِه في آخر رسالتك مثل "أصل مش عايزة أقول له إن فيه عرسان كثير بتجيني علشان ما أضغطش عليه"؛ بل يجب عليه أن يعرف تفاصيل حياتك والتضحية الكبيرة التي تقومين بها من أجله، ويجب أن تضعي معه النقاط على الحروف وتتأكدي من حقيقة موقفه هو وأهله؛ حتى لا تضيعي منك فرصاً من الممكن أن تكون ممتازة حقاً، تجدين فيها شخصاً غيره يكون رجلاً حقاً. وفي النهاية أحب أن أنصحك بألا تضيّعي يوماً آخر من عمرك مع هذا الشخص غير الواضح، وأنهِ علاقتك به فوراً؛ فهو لا يستحق حبك. وأرجو من الله أن يرزقك بمن هو أفضل منه يقدّر حبك ويحافظ عليك ويصونك.