أ ش أ أكّدت صحيفة السفير اللبنانية أن مصر تحتفل اليوم بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير وتطفئ الشمعة الأولى، وآلاف المصريين يتجمّعون اليوم في ميدان التحرير؛ احتفالا بانتصار الثورة وسقوط الرئيس السابق حسني مبارك، وقد أفرزت عنوانا رئيسيا للمرحلة المصرية والعربية المقبلة هو: "الإسلاميون يحكمون.. والمدنيون يعارضون". ونوهت الصحيفة بالثورة في عامها الأول، معتبرة أن مصر دخلت في عهدها الجديد الموصول بإرثها الإسلامي المتجذر، والمنفتحة على مفاهيم العصر وقيمه وثقافته ومؤسساته، وقدّمت لوحة فريدة تمتزج فيها مختلف ألوان الطيف السياسي التي ستفترق من الآن فصاعدا لترسي الأسس لاستقطاب مصري وعربي لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث، يضع الإسلاميين في السلطة ويدعو الآخرين إلى الانتظام في المعارضة. وأشارت إلى أنه في مجلس النواب المصري الجديد، كان الافتتاح متسقا مع ذلك الفرز، معبّرا عن وجهته الجديدة، موضّحة أنه لم يحصل الصدام المباشر بين الغالبية الدينية الساحقة وبين الأقلية المدنية الصغيرة، لكن المسافة كانت أكبر من أن تموه، واللغة كانت أعقد من أن تسمح بالعثور على قواسم مشتركة، أو مفردات متشابهة. وذَكَرت أن اللجوء إلى الشارع اليوم بالذات، وبعد ساعات على افتتاح البرلمان الإسلامي المصري الأول المنتخب بحرية ونزاهة، هو المؤشر الأبرز على المكان الذي خصص لقوى المدنية والديمقراطية، وعلى الهامش الذي ستتحرّك داخله من أجل أن تحفظ حقوقها وتحمي جدول أعمالها، وتؤسس لبلوغ السلطة التي ظنّت أن ثورتها الباهرة هي الطريق إليها، وتتخلى عن الادعاء أن العسكر لن يسلموا السلطة أو أنهم يتواطأون مع الإسلاميين، والذي يشبه زعم الطغاة المتساقطين بأن هناك مؤامرة خارجية. من جهتها أعربت صحيفة "الوطن" السعودية الصادرة اليوم، عن أملها في أن تكون الذكرى الأولى لثورة 25 يناير بوابة عبور مصر إلى الأمن والاستقرار والتنمية. وذَكَرت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أن مصر تحتفل بالعيد الأول لثورتها، وكأن أرض الكنانة إزاء بلاد جديدة، تضع العاشر من أكتوبر مثلا وسواه من الأعياد الوطنية في الذاكرة البعيدة، لتستحضر عيدها الجديد في مروره الأول. وأشارت الصحيفة إلى تزامن احتفالات الذكرى الأولى للثورة مع إنجاز انتخابات مجلس الشعب، وقالت إنها تكتسب أهميتها من كونها الأولى بعد الإطاحة بالنظام السابق، ولكون مجلسي الشعب والشورى سيقومان باختيار لجنة مكوّنة من 100 عضو لكتابة دستور جديد للبلاد. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: "مهما يكن من أمر؛ فإن محبّي مصر يأملون في أن تكون الذكرى الأولى لثورة 25 بوابة زمنية تعبر منها أرض الكنانة إلى الاستقرار، متجاوزة تداعيات التغيير، وشوائب القلق، وأسباب الفوضى". أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فقد ذَكَرت أن الأزمة الاقتصادية الدقيقة التي تمرّ بها مصر حاليا تضع تحديا كبيرا أمام تيارات الإسلام السياسي الصاعدة لسدة الحكم في البلاد، وقد تعرقل مسيرة التحول الديمقراطي. وقالت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت- إن عاما من الاضطرابات في مصر أدّى إلى نمو اقتصادي ضئيل وتناقص للاحتياطيات الأجنبية إضافة إلى تراكم الديون، الأمر الذي وضع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم والأحزاب الإسلامية المهيمنة على البرلمان أمام خيارات صعبة اضطرتهم لمراجعة مواقفهم بشأن الاقتراض من صندوق النقد الدولي. وأوضحت أنه من بين الخيارات الصعبة التي تواجه جناحي الساحة السياسية في مصر حاليا هو التخفيض "الذي لا مفر منه" لقيمة الجنيه المصري، وأيضا تعديل نظام دعم موارد الطاقة الذي يمثّل 20% من الإنفاق الحكومي وكذا دعم المواد الغذائية، وكلا الأمرين يتبعهما بالضرورة ارتفاع في أسعار المواد الغذائية وغيرها من البضائع على نحو قد يثير سخط عوام المصريين. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن خطورة الوضع الاقتصادي في مصر دفع المجلس العسكري لفتح باب التفاوض مع صندوق النقد الدولي حول الحصول على قرض قيمته 3.2 مليار دولار، وعلى الرغم من رفض القاهرة سابقا الحصول على قروض دولية حفاظا على السيادة الوطنية إلا أن تأزم الوضع الاقتصادي أدّى بمسئوليها لمناقشة الحصول على قرض قد ترتفع قيمته عن المبلغ السابق ذكره.