في الذكري الأولي لثورة25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك, اتجهت أنظار العالم إلي ميدان التحرير الذي تحول إلي رمز للثورة المصرية, وتوالت ردود الأفعال المهنئة للشعب المصري بالعام الأول للثورة والمحذرة من تأثير الأوضاع الاقتصادية الصعبة علي المسار الديمقراطي في مصر.في واشنطن, هنأ البيت الأبيض مصر شعبا وحكومة بما حققته في انتقالها نحو الديمقراطية وطالب بمتابعة الوفاء بوعد ثورة يناير المجيدة التي ألهمت العالم, مشيرا إلي أن مصر قطعت شوطا طويلا العام الماضي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان صحفي إنه خلال هذا الأسبوع, حققت مصر عدة معالم تاريخية في انتقالها إلي الديمقراطية, فقد اجتمع أمس الأول أعضاء مجلس الشعب المنتخبون ديمقراطيا للمرة الأولي منذ قيام الثورة, كما نقل المجلس الأعلي للقوات المسلحة السلطة التشريعية إليهم, كما اتخذ المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة خطوات لرفع حالة الطواريء التي كانت مطبقة في مصر منذ عدة عقود. وفي موسكو- من سامي عمارة: أعلنت روسيا عن ثبات موقفها تجاه تأييد طموحات الشعب المصري نحو الحرية وإيجاد الحلول العادلة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتناقضات السياسية والاجتماعية التي تراكمت علي مدي عشرات السنين. وقالت إن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة أكدت ميول غالبية الناخبين نحو تطوير البلاد علي أساس التعددية الحزبية الديمقراطية. وكان المصريون في موسكو احتفلوا بالامس بذكري ثورة يناير في حفل استقبال حاشد. وفي غضون ذلك, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الأزمة الاقتصادية الدقيقة التي تمر بها مصر حاليا تضع تحديا كبيرا أمام تيارات الإسلام السياسي الصاعدة لسدة الحكم في البلاد وقد تعرقل مسيرة التحول الديمقراطي.وقالت الصحيفة إن عاما من الإضطرابات في مصر أدي لنمو اقتصادي ضئيل وتناقص للاحتياطيات الأجنبية إضافة لتراكم الديون, الأمر الذي وضع المجلس الأعلي للقوات المسلحة الحاكم والأحزاب الإسلامية المهيمنة علي البرلمان أمام خيارات صعبة اضطرتهم لمراجعة مواقفهم بشأن الاقتراض من صندوق النقد الدولي. وأوضحت أنه من بين الخيارات الصعبة التي تواجه جناحي الساحة السياسية في مصر حاليا هو التخفيض الذي لا مفر منه لقيمة الجنيه المصري, وأيضا تعديل نظام دعم موارد الطاقة الذي يمثل20% من الإنفاق الحكومي وكذا دعم المواد الغذائية, وكلا الأمرين يتبعهما بالضرورة ارتفاع في أسعار المواد الغذائية وغيرها من البضائع علي نحو قد يثير سخط عوام المصريين.. ولفتت صحيفة نيويورك تايمز إلي ما أبدته جماعة الإخوان المسلمين من انفتاح بقبولها إلقاء صندوق النقد الدولي بحبل النجاة إقتصاديا للقاهرة وذلك خلال لقاء منفصل جمع قياداتها مع ممثلي الصندوق, موضحة أن قيادة مصر من قبل الإخوان المسلمين للخروج بها من هذه الأزمة سيمثل اختبارا حقيقيا لقدرتهم علي حكم البلادومن جانبها, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن جماعة الاخوان المسلمين تواجه التهديد الأكثر والأشد خطورة والمتمثل في إدارة اقتصاد منهك وضعيف.وأضافت أنه مازال غير واضح حتي الآن حجم السلطة بخصوص المسائل الاقتصادية التي سيسمح بها المجلس العسكري إلي البرلمان الوليد الذي يسيطر علي نصف المقاعد فيه تقريبا أعضاء حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان الفائز في انتخابات مجلس الشعب التاريخية غير أن الصحيفة أوضحت إن الحزب تحرك سريعا ليؤكد علي دوره القيادي.وأشارت الي إن ضبط النفس التكتيكي الذي تتمتع به الجماعة لا ينبع عن حساب سياسي بقدر ما يعكس حسهم الاقتصادي فأعضاء الجماعة قطاع كبير جدا منهم من الطبقة المتوسطة والعاملين بالتجارة علي نقيض السلفيين الذين فازوا بربع مقاعد البرلمان عن حزب النور. وفي لندن, ذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية تحت عنوان الثورة المصرية التي لم تكتمل تفقد الجاذبية, أن شعار الشعب يريد إسقاط النظام الذي انطلق قبل عام الآن قد تردد صداه مجددا الآن, بعد أن دعا الناشطون الشباب الذين أطلقوا الثورة إلي القيام بثورة أخري, بينما تساءلت صحيفة ديلي تليجراف عن أنه بعد عام من الثورة, أين العيش والحرية والعدالة الاجتماعية؟, موضحة أن الأمور تتجه إلي الأسوأ مع الثوارالمصريين وأن الحكومة الجديدة لا تبدو كقوة للاستقرار. وفي تل أبيب, ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن ديمقراطية مصر تحتاج إلي مساعدة مالية ودبلوماسية. وأشارت الصحيفة إلي أنه بدون استثمار ومساعدة مباشرة, سيكون من الصعب لهذه الديمقراطية أن تطعم85 مليون مصري. واعترفت الصحيفة أنه يجب تهنئة المصريين علي نجاحهم في القيام بثورة والإطاحة بنظام استبدادي وانتخاب برلمان, ولو لفترة قصيرة من الزمن, يكون قادرا علي تشكيل حكومة جديدة. وفي باريس, ذكرت صحيفة لوفيجارو تحت عنوان: مصر.. الانتقال للمرحلة الحاسمة يبدأ أن المصريين انقسموا إلي فريقين الأول الاخوان المسلمون, والثاني تمثله الحركات السياسية والثورة التي تتهم الأخوان بمصادرة الثورة وتطالب بالتسليم الفوري للسلطة للمدنيين. من جانبها, أبرزت صحيفة لو نوفال أوبزرفاتورالذكري الأولي للثورة المصرية تحت عنوان بعد عام..من يمتلك الثورة المصرية؟وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور عام علي الثورة..لا أحد يعلم من الذي سيطفيء الشمعه الأولي لميلاد الثورة..مشيرة إلي أنه بعد عام كامل يبقي الوضع السياسي غير واضح حتي الآن. وذكرت الصحيفة أن الوضع السياسي في مصر حاليا لا يختلف إلي حد ما عن هذه الرؤية فهناك ثلاث قوي الجيش, الثوريون, والأخوان..وجميعهم يطالبون بالشرعية الشعبية. صرية آخر تحديث : 26 ينا 2012 09:14 ص