حملة هجوم واسعة تشنّها مواقع الإنترنت الكبرى؛ سواء شبكات المعارفة أو شبكات التواصل الاجتماعي على قانون القرصنة الجديد الذي يُناقشه حاليا الكونجرس الأمريكي، والمعروف اختصارا باسم "سوبا"، فضلا عن قانون آخر يناقش حقوق الملكية الفكرية معروف ب"بيبا". ويكفل هذان القانون السلطة والحق بمنع وحجب أي مواقع تقوم بالترويج لأي مواد إعلامية أو فكرية بشكل مجاني أو بشكل يعتبره الكونجرس قرصنة، دون إسداء الحقوق المادية والمعنوية لأصحاب هذه المواد. هذان القانون أثارا جدلا واسعا عبر كل أنحاء العالم؛ حيث أعلنت الشبكات والمواقع الكبرى احتجاجها ورفضها لمناقشة قوانين يرون أنها تحدّ من حرية التصفّح والتعبير عن الرأي من خلال الإنترنت. فخرجت شبكة المعارف الإلكترونية ويكيبيديا ببيان على لسان جيمي ويلز -مؤسس الموقع- يعبّر فيه عن رفضه لمشروع القانون، ويؤكّد أنه صيغ بطريقة سيئة وفضفاضة، وكذلك فعل مارك زيكربرج -مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر فيس بوك- داعيا الأعضاء إلى التضامن ضد هذا القانون، ومحرك البحث الأكبر في العالم جوجل وضع وصلة تقود إلى استفتاء من أجل منع التصويت على هذا القانون. الاحتجاجات لم تقتصر على الفضاء الإلكتروني فقط، بل وصلت إلى الفضاء المادي أمام البيت الأبيض، منددين بقوانين يرونها ستمنع الأمريكيين من تداول ما يشاءون من صور ومعلومات وموسيقى؛ وهي كلها أمور تجعل الإنترنت الوسيلة الأفضل للتعبير عن حرية الراي بخلاف أي وسيلة أخرى. وفي تلميح غير مباشر باستخدام حقّ الفيتو الرئاسي على مشاريع القوانين التي يُناقشها الكونجرس، أعلن البيت الأبيض في بيان سابق أنه لن يسمح بتمرير قوانين تؤثّر على حرية الرأي والإبداع، وإن انتقد في الوقت نفسه عمليات القرصنة المنظّمة والممنهجة التي تكبّد صنّاع هذه المواد الغكرية والإعلامية أكثر من 60 مليار دولار سنويا.