الحلم: رأيت أن جدتي تقف معي وتصف لي جمال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذكرت لي أننا من آل بيت رسول الله ثم تركتها؛ فوجدت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتوضأ وأنا استقبل ما ينزل من وضوئه في فمي، وهو ينظر لي، ورأيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه في مجلس ثم دخلت عليهم وهم ينظرون ناحية الباب وكأنهم ينتظروني ويبتسمون لي. رأيت أنني أقف أمام رجل ضخم يحمل خنجرا وأحمل سيفا وورائي قوما يساعدونني وقلت: "أعينوني بقوة"، ثم رفعت سيفي وضربت به على الخنجر، فتفرغ الخنجر لعديد من الخناجر وأكثر ما ذهلت منه أن قوما من العرب يقفون بجانبه، ولا يساعدوني في هزيمته. رأيت أنني أمام الكعبة واقف وجيش يدخل إلى الكعبة يريد بها شرا وكان معلقا أمامي رؤوسا مقطوعة، وأذكر أنهم كانوا ثلاثة مطلقين لحيتهم، والجيش قائده عربي، هذا ما أحسست به فقلت لهم: "لن تصلوا إلى الكعبة"، وفردت ذراعي أمامهم أمنعهم، فقال: "خذوه وعذبوه قبل أن تقتلوه". ورد في الحديث الصحيح عنه، أنه قال: " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي. وفي رواية أخرى: "من رآني فقد رأى الحق"، وفي رواية أنس رضي الله عنه: "من رآني في المنام فلن يدخل النار"، وفي رواية: "لن يدخل النار من رآني في المنام"، وفي رواية: "من رآني في منامه فقد رآني حقا، ولا ينبغي للشيطان أن يتصور بصورتي"، وهناك روايات أخرى. وقد اختلف العلماء في معنى الحديث: فقال جماعة: هي رؤية النبي في صورته التي كان عليها، وقال ابن سيرين رحمه الله: في صورته التي قبض عليها، ويؤيده حديث عاصم بن كليب ولفظه عند الحاكم بسند جيد، قلت لابن عباس رضي الله عنهما: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: صفه لي، فذكرت الحسن بن علي فشبهته به فقال: رأيته، ولا يعارضه خبر من رآني في المنام فقد رآني؛ فإنني أرى في كل صورة لأنه ضعيف، وقال آخرون: ولا يشترط ذلك منهم ابن العربي رضي الله عنه، قال ما حاصلة رؤيته عليه السلام بصفته المعلومة إدراك للحقيقة وبغيرها إدراك للمثال؛ فإن الصواب أن الأنبياء عليهم السلام لا تغيرهم الأرض؛ فإدراك الذات الكريمة حقيقة، وإدراك الصفات إدراك للمثال، وقال ابن أبي حمزة رؤيته في صورة حسنة حسن في دين الرائي؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كالمرآة الصقيلة ينطبع فيها ما يقابلها، وهذه هي الفائدة الكبرى في رؤيته عليه السلام إذ بها يعرف حال الرائي، وقد ذكر هذا ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى في شرح شمائل الترمذي، وكذلك سائر الأنبياء عليهم السلام؛ فإن الشيطان لا يتمثل بالله ولا بالأنبياء ولا بالملائكة عليهم السلام.