كتب: دينا حسن يؤمن الفنان محمد صبحي أن الانتخابات البرلمانية كانت الخطوة الأولى لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير، وإرساء أركان الديمقراطية داخل الدولة. وفي حوار له مع برنامج "90 دقيقة" أمس (الأربعاء) على قناة المحور، ذكر صبحي أنه يجب الشروع في إعادة بناء الدولة من جديد، وإرساء قِيَم المواطنة بها، وعدم الوقوف في مرحلة ما اعتبره "التغزّل في ثورة 25 يناير، وسمات الشعب المصري، وقدرته على إسقاط النظام في فترة وجيزة". وأكد أن شهداء ومصابي ثورة 25 يناير لم يدفعوا أرواحهم من أجل أناس تتصارع على كرسي الرئاسة أو البرلمان تحت شعار "من أجل مصر"؛ موضحا: "الثورة قامت من أجل المواطنة، وإعادة بناء الإنسان، وتطهير الدولة من النظام السابق". وشنّ صبحي هجوما شرسا على تصريحات بعض القيادات السلفية المطالبة بضرورة هدم الآثار، ومصادرة روايات الأديب الراحل نجيب محفوظ؛ مؤكدا أن هناك تيارات تريد تغييب عقول الجماهير بالشعارات الدينية، وطمس الحضارة المصرية. وأوضح في الوقت نفسه أن في الإخوان المسلمين والسلفيين من لديهم عقول وصفها ب"الجبارة" تريد أن تفيد المجتمع، وتبني الحضارة من خلال الفنون والأدب، وتقديم الفن الراقي للجماهير. وأتبع أن هناك من يحاول اختطاف الثورة من أيدي الثوار الحقيقيين، ونسْب إنجازاتها إليه، قائلا: "هناك مرشحون للبرلمان تحوّلوا إلى ثوار أكثر من الثوريين أنفسهم؛ من أجل كعكة البرلمان". كما استطرد أن هناك ثوريين انتقموا من ثورة 25 يناير بالاعتصام داخل ميدان التحرير، والمطالب الفئوية؛ مفصحا: "الثورة تحوّلت إلى كابوس لدى الجماهير، وهم وحدهم يدفعون الثمن". وشدد الممثل المسرحي على أن المجلس العسكري قد وقع في الكثير من الأخطاء السياسية في الفترات الأخيرة، وأن الثوار أنفسهم قد أخطأوا عندما رفضوا الاعتذارات المقدمة من المؤسسة العسكرية. وبيّن أن الثورة لن تحقق أهدافها؛ إلا من خلال المصالحة الحقيقية بين المؤسسة العسكرية والشعب، ووضع الدستور أولا، ثم الشروع في بدء الانتخابات الرئاسية. واعتبر أن مطالبات القوى السياسية بالاحتكاك المباشر مع الجيش وانتزاع السلطة بالقوة يوم 25 يناير القادم، هو هدم آخر للثورة؛ مؤكدا أن الداعين لتلك المواجهات لا ينتمون للثورة. وطالب في نهاية حديثه بالإيمان الحقيقي بثورة 25 يناير، وتقبّل الأزمات السياسية التي تمرّ بها مصر في المرحلة الانتقالية؛ مشيرا إلى أن الاعتصام داخل ميدان التحرير، يعدّ استمرارا لملف الفوضى.