د ب أ - وليد حسن استأنفت النيابة العامة منذ قليل، مرافعتها في القضايا المتهم فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال وحبيب العادلي -وزير الداخلية الأسبق- وستة من مساعديه، فضلاً عن رجل الأعمال الهارب حسين سالم.
وكانت النيابة قد استهلت مرافعاتها أمس أمام المحكمة التي تنظر القضية برئاسة المستشار أحمد رفعت، والمنعقدة في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس بالقاهرةالجديدة.
وخلال مرافعة أمس اتهمت النيابة مبارك بأنه "ارتكب جرائم كثيرة لم يرتكبها رئيس قبله، وخذل المصريين من أجل مصالحه الشخصية، ورضخ لإرادة أسرته وقرينته ليوافق على توريث الحكم، وأهان الشعب حين قام نظامه بتزوير الانتخابات الأخيرة".
وفيما يخصّ حسين سالم، قالت النيابة في مرافعتها إنه كان صديق الرئيس السابق وأسرته منذ السبعينيات، وكان يتاجر في السلاح وأدين في إحدى القضايا، وأضافت: "لكن مبارك أتى به ومنحه صداقته وأحاطه بنفوذه ورعايته، ومنحه أجمل الأماكن في شرم الشيخ وقروضاً ضخمة من البنوك".
ووصفت النيابة حبيب العادلى بأنه "أثبت براعته في القمع والاستبداد، وحوّل مهمة جهاز الشرطة من خدمة الشعب وحمايته وتوفير الأمن له إلى خدمة النظام والحاكم، وقتل الفكر والحرية، وحجْب الرأي العام؛ لإنجاح مشروع التوريث".
وأوضحت النيابة أنها ستفصل في مرافعتها بين قضايا قتل المتظاهرين والفساد المالي، وستقدم الأدلة التي أحالت بها المتهمين للمحاكمة، موضحة أنها استندت في إحالة مبارك إلى جريمة إشراكه في قتل المتظاهرين عن طريق الاتفاق مع العادلي وبعض قيادات الشرطة على ارتكاب جرائم القتل العمدي مع سبق الإصرار، خلال المظاهرات السلمية باستخدام الأعيرة النارية والدهس بالمركبات.
وكانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت، قد بدأت منذ قليل جلسة المحاكمة، واستهل المستشار أحمد رفعت الجلسة بالنداء على المتهمين، وإثبات حضورهم جميعًا في محضر الجلسة.
وكان الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك قد وصل إلى مقر المحاكمة بأكادمية الشرطة، وذلك بعد تأخره في الحضور لعدة ساعات، وقد عرض التليفزيون المصري مشاهد وصول مبارك ودخوله لقاعة المحاكمة.
وانتابت حالة من القلق الشديد أروقة قاعة محاكمة مبارك؛ نظرا لعدم حضوره إلى مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة في الميعاد المقرر له. وقد أكد عدد من القيادات الأمنية الموجودة بقاعة المحكمة لمراسل "بص وطل" أنهم لا يعلمون سبب تأخّر الرئيس السابق عن الحضور، وأنه ربما يكون سوء الأحوال الجوية هو الذي أدى إلى هذا التأخّر. وقد تسبّب تأخّر مبارك في عدم استئناف الجلسة لعدة ساعات، رغم حضور كل من جمال وعلاء مبارك وحبيب العادلي ومعاونيه الستة، ووجودهم في الغرفة الملحقة بقفص الاتهام. من جانب آخر شددت قوات الأمن إجراءات التفتيش على جميع الصحفيين والإعلاميين لدرجة تفتيش بعضهم ذاتيا، وكذلك قامت باحتجاز الهواتف المحمولة عند البوابة الأولى للأكاديمية، ولم تسمح بدخولها إلى البوابة الكائنة أسفل قاعة المحكمة، مما تسبب في تعطيل عمل الإعلاميين، ولم يُسمح للهواتف بالدخول إلا بعد حدوث مشادات بين الأمن والإعلاميين بخصوص هذا الأمر. ومن المقرر أن تترافع النيابة اليوم (الأربعاء) في الشقّ الجنائي وأدلة الثبوت في الدعوى، وإنه قد تم تجهيز قاعة المحكمة بأكاديمية الشرطة باثنين من أجهزة العرض (البروجكتور) التي ستستخدمها النيابة في عرض أدلة الثبوت.