أحببت زوجي منذ سبع سنوات فهو شقيق زوج أختي، أحببته بشكل لم يمكّنّي من رؤية عيوبه التي رآها كل من حولي، وأصررت على الزواج منه، على الرغم من أنني طبيبة، وهو يحمل دبلوم صنايع، ولكنه يعمل في مجال مهم. اكتشفت بعد الزواج أنه أحبّ حبي له؛ فقد كنت أعشقه، وبدأت المشكلات على أتفه الأشياء.. لم يعد هناك أي فرصة للتفاهم؛ لأنه عندما كان يغضب من أي شيء حتى لو تافه يلمّ هدومه ويذهب لأهله وينساني بالشهور، لغاية لما أنزل له عند والدته أصالحه.. ده غير قطع المصروف مع إن عندنا ولد، وعندما يسأله أصحابه يقول لهم أصل والدته دكتورة ومش محتاجة. هو دلوقتي بقاله سنة سايبنا وماشي مع واحدة جارته جوزها مسافر، ومستنيها تتطلق.. المشكلة مش كل اللي فات لأني متأكدة أنه لم يحبني، ولكن المشكلة في إحساسي أنا لأني مش قادرة أنسى مشاعري ناحيته، نعم ما زلت أحبه، وهذا يسبب لي ضغطا عصبيا رهيبا، وأثر على شغلي باحاول كتير أنساه ومش عارفة، مع إن الطلقة اللي جاية دي آخر طلقة ما بيننا وسأصبح محرمة عليه نهائيا، ومع ذلك مش فارق معاه. أعمل إيه؟ madehafatahy عزيزتي.. أنتِ تتحدثين عن حب واحترام من طرف واحد، طرفكِ، ولكنه يسير في طريق مقطوع؛ فالمفروض من علاقة الزوجية أن تكون طريقًا للحب والاحترام ذهابًا وإيابًا. ولو انقطع أحد اتجاهَي هذا الطريق فهو انهيار الزواج لا محالة. إن معنى بقاء زوجك سنة كاملة على فراقك وفراق ابنه وبيته لا يعني سوى جمود، بل موت مشاعره تجاه كل هؤلاء، بل وموت رجولته وإنسانيته ومشاعر الأبوة للابن، فهو يتعلل بأن ابنه لا يحتاجه، أي نوع من الآباء والأزواج هذا؟ لقد أخطأتِ الاختيار لا ريب، وبلغت علاقتك بهذا الرجل نقطة يحتاج فيها حبك له لإطلاق "رصاصة الرحمة" عليه.. وبالتالي لإنهاء تجربة الزواج الفاشلة تلك، فهذا الشخص قد أثبت بالتجربة العملية أنه ليس حبيبا ولا زوجا ولا أبا ولا سَنَدا، بل مجرد شخص أناني متجرد من الإنسانية والأخلاق، ومثله لا يؤتمن على بنات الناس، ولا يصلح كنموذج تربوي إيجابي لابنك. إن الحب نعمة من الله تعالى، لكنه يتحول لنقمة لو أصبح حجر عثرة أمام اتخاذنا الضروري من القرارات ولو كانت تلك القرارات قاسية، وأعني "بالقرارات" قرار انفصالك عن زوجك وضرورة قتلك أية مشاعر رومانسية تجاهه، وتأهيل نفسك لتصنيفه تحت عنوان "أبو ابنك" فقط فيما يخص أية تعاملات مستقبلية بينكما. ولنتحدث بشكل عملي، عمليًا هو غير موجود في حياتك، اللهم إلا في صورة ألم وجرح عميق يدمي مشاعرك كل يوم بل وكل لحظة تتذكرين فيها أنك تحبين هذا الشخص، أي أنه قد أصبح بمثابة شوكة في ظهرك، فلماذا لا تنزعينها بدلاً من تركها تؤلمك طوال الوقت؟ نعم.. من البداية واضح من كلامي أني أنصحك بالطلاق، دعينا نعترف أنكما بالفعل في حكم المطلقين، وأن معنى بقائه عامًا كاملًا بعيدًا عن بيت الزوجية هو زهده في استمرار تلك العلاقة، وأن الأمر ليس فارقًا معه، فليكن غير فارق معكِ أنتِ أيضًا، ولتحوِّلي الجزء الخاص بزوجك من اهتمامك إلى ابنك، فعلى ما أتوقع، أعتقد أنكِ ستصبحين له أمًا وأبًا، لأني أتوقع -عن تجربة وخبرة عميقة بهذا الموقف بالذات- أن لسان حاله سيكون "بركة يا جامع"! أعلم أن الإنسان ليس آلة بأزرار يضغط هذا فيحب يضغط ذاك فيكره.. ولكن للعقل والعواطف مفاتيحهما للشفاء من الحب الفاسد، سيؤلمكِ الأمر، وهكذا الدواء أحيانًا، ولكن عليك أن تبذلي كل ما لديك من طاقة مادية ومعنوية لنسيانه، متسلحة بإيمانك وثقتك بالله تعالى ووقوفه عز وجل إلى جانبك، وكذلك بخوفك على مستقبل ابنك الذي لن ينشأ في بيئة صحية لو استمر وضعك الزوجي بهذا الشكل، وكبر الطفل ليرى تلك العلاقة الفاسدة بين أمه وأبيه، فيرى أبًا متجبرًا مستهترًا وأمًا منكسرة مغلوبة على أمرها.. صدقيني الطلاق أرحم من ذلك، وأن ينمو على فكرة أن "الأب والأم انفصلا لإدراكهما عدم التوافق الفكري، ولكن مع الحفاظ على الحد الأدنى من الاحترام" أفضل من أن ينمو ليرى هذا الوضع المختل بينكما. عليكِ إذن السعي بكل طريقة للانفصال والشفاء من هذا الحب، ولو اضطررتِ حتى للاستعانة بطبيب نفسي، أي شيء إلا الاستمرار في هذا الوضع العائم غير الواضح. فكري في كلامي هذا، واستخيري الله تعالى، وليوفقكِ عز وجل لما فيه الخير. تحياتي.