السلام عليكم.. أنا عندي 25 سنة، ومتزوجة من 10 شهور، بس زوجي ماحسسنيش إني متزوجة، وأهم حاجة عنده أمه وأخواته البنات، وعايزني على طول أجلس عند والدته ليل نهار، ويقول أنا جايب مراتي علشان تخدم أمي. أنا باعمل لله مش لحد؛ بس هما من النوع اللي مابيقدرش حد؛ على الرغم إنه ليه أخوات أكبر منه ومتزوجين؛ بس زوجاتهم بينزلوا لوالدته بمزاجهم مش غصب زي ما هو عايز مني، إنا أصلا من المدينة وهو من بلاد فلاحين، والطبع عندهم غير طبعي، بس أنا كنت باحاول إني أتأقلم معاهم، لكن مش كله هييجي مرة واحدة. وعلى طول يعمل معايا مشكلات بسبب أهله مش بسبب تقصير من ناحيته، وآخر مشكلة ضربني وهاني وسبّ في أهلي، ووالدته شتمتني بألفاظ عمر ما حد قالها لي قبل كده هي وأخواته، وأخوه كمان كان عايز يضربني وزوجي واقف يتفرج ماقدرش يحميني؛ بالعكس كان معاهم، وللعلم أنا مدرّسة وهو مدرّس، بس أنا لا أعمل، وأهله مش متعلمين، وهو بيسمع كلامهم جدا. أنا مش عارفه أعمل إيه؟؟ آسفة على الإطالة وأرجو الرد سريعا. pato صديقتي العزيزة.. أقدّر حجم شعورك بالألم، وأقدّر إحساسك بالتعب النفسي بسبب المشكلات المرهقة التي تتأثرين بها؛ لذا فما رأيك أن نحلل معا بعض الأمور حتى ننظر من زاوية أخرى تجعل الموضوع يبدو لنا أكثر وضوحا، وبالتالي يصبح أخف على نفسيتك وتستطيعين معالجته بشكل أفضل وبسعادة أكبر: - أولا: أنت ما زلت في مرحلة الزواج الأولى، لم يمر على زواجك سوى 10 شهور فقط، وفي هذه الفترة تظن الزوجة أن لها الأحقية الأولى في الزوج، وأن من حقها أن تتدلل عليه وتطالبه بإشعارها دوما بالحب والإقبال عليها، وقد تتصور أن مرحلة الزواج تشبه مرحلة الخطوبة، وأن زوجها سوف يقوم بالتعبير واللهفة عليها كما كان يحدث في الأيام الأولى؛ ولكن الحقيقة أن الزوج يختلف كثيرا بعد الزواج، فلا يشعر أنه ما زال يسعى إليها؛ إنما هي أصبحت زوجته وله حقوق عندها، ويريد أن يشعر بأن العاطفة متبادلة من جهتها هي أيضا، وينتظر منها أن تلبي طلباته، وتقبل عليه كما كان يفعل معها، ويبذل جهده للسعي وراءها قبل الزواج. - الرجل يختلف كثيرا عن المرأة في كيفية التعبير عن الحب؛ لأنه يُعبر عن ذلك بطرق مادية، وقد يعتبر أن الزواج هو أكبر دليل على الحب ولا يحتاج منه إلى إثبات حبه ما دام أنه قد قام بهذه الخطوة، ويمكن أن يُعبر بالهدايا مثلا أو باهتمام يراه هو كافيا، بينما لا تعتبره المرأة تعبيرا عن الحب أو تعتبره أقل من احتياجاتها بكثير؛ لأنها بطبيعتها تميل للتعبير باستمرار، وتريد منه الإقبال الدائم عليها والمدح فيها وإطراءها بعبارات الحب كل فترة قصيرة وعدة مرات، وبلهفة كما كان يحدث أيام الخطوبة. - هناك لغة حب مختلفة بين شخص وآخر، حتى في نفس الجنس، أي قد تختلف بين امرأة وأخرى وبين رجل وآخر، فما بالك برجل وامرأة بالتأكيد بينهما اختلافات عديدة. فقد تكون لغة الحب عند طرف هي الاهتمام والرعاية، بينما تكون عند الطرف الآخر هي المساعدة وتقديم المعونة أو أشياء مادية، وقد تكون عند طرف آخر يهتم بالقرب والتلامس الجسدي والتربيت والاحتضان؛ لذا فإن التعارض في هذه النقطة قد لا يراعى، ويتسبب في حدوث سوء تفاهم ناتج عن عدم إدراك احتياجات الطرف الآخر؛ لذا فإن الحوار هنا مفيد جدا؛ لأن الطرفين في أي علاقة زوجية ينشدان السعادة ولا يبحثان عن المشكلات. ولذلك من الضروري أن يتحدث كل طرف عن احتياجاته من الطرف الآخر بهدوء وبصبر، ولا يتعجل ذلك، وهذا دورك أنت أكثر؛ لأن الزوج بالذات لا ينتبه كثيرا إلى تفاصيل تهم المرأة، وقد لا يعرف تماما ماذا تريد، وهي تظن أنه بإمكانه قراءة أفكارها؛ لذا أطلبين منه ما تريدين بطرقة ذكية وهادئة، والتمسي الأوقات التي يمكن أن يستجيب لك فيها، وعليك أن تكوني صبورة جدا، مع إعطائه إحساس أنه ينجح في إسعادك، وأثني على تصرفاته الإيجابية معك، ولا تركزي على ما يضايقك منه؛ حتى لا يشعر باليأس، ويضيق من إحساسه بأنه فشل في إسعادك، وأنك لا تقدّرين أي تصرف منه أبدا؛ وهو ما يتسبب في المزيد من التصرفات السلبية. - الزوجة قد لا تنتبه إلى أن الزوج كانت له أسرة وأم وبيت عائلي وحياة كاملة أثرت فيه واندمج فيها قبل أن يدخل حياته الجديدة ويتزوج؛ وخاصة بالنسبة لعلاقته بأمه التي تراه ابنها الذي تعبت فيه وهو طوع أمرها ولها حق فيه، وقد يكون هو أيضا لا يزال لم يستوعب فكرة أنه قد أصبح زوجا وأصبحت له حياته المنفصلة؛ لذا فمن الصعب جدا خاصة في بداية مرحلة الزواج أن يخصص وقته كله للزوجة، وأن يراها تطالبه بترك أهله لفترة أو الانفصال عنهم، وهو لا يزال يشعر أنه يعيش معهم، وأن الأمر لم يختلف كثيرا. - قد تعتبر الأم الزوجة أنها تريد الاستحواذ على ابنها وتريد أن تحرمها منه، فتتولد بعض الحساسيات التي تنتج تصرفات تضايق الزوجة، وينشأ سوء تفاهم يُعقّد الموقف أكثر؛ خاصة أن الأم ترى أحقيتها الكاملة في ابنها الذي تعبت في ولادته وتربيته، وستشعر أن هذه الغريبة جاءت لتأخذ منها كل شيء مرة واحدة وعلى الجاهز. - قد تكونين تشعرين في قرارة نفسك بأنك أفضل منهم، وأنهم لا يستحقون بذل المزيد من الجهد للاقتراب منهم والتفاعل معهم؛ نتيجة الاختلاف في مرحلة التعليم؛ فيسبب ذلك نوعا من الاستعلاء أو النفور قد يصدر بقصد أو دون قصد ويصل إليهم، فالمشاعر موجات كهرومغناطيسية تصل تماما كما هي، وبالتالي تعود إليك من نفس نوعها؛ فالكراهية والتجنب يعود عليك بنفس الطريقة، وقد يفسرون تجنبك عنهم أنه نوع من الغرور؛ حتى إن لم تكوني تقصدين ذلك على الإطلاق؛ لكن البيئة التي اعتادت الاندماج في العلاقات والاختلاط بهذا الشكل وبتلقائية وعدم تحفظ؛ خاصة في المجتمعات الريفية، وبالذات في عائلة زوجك، لذا فهم يتعجّبون جدا من رغبتك في وضع حدود وبعض الانعزالية في حياتك، وربما لا يرون أن هذا حقك؛ لأنك أصبحت منهم ومرتبطة بابنهم، ويرون أنه عليك الاندماج معهم؛ وإلا فأنت لا تحبينهم وتريدين بالتالي السيطرة على ابنهم وإبعاده عنهم. عزيزتي.. الحب بعد الزواج يعتمد في الأساس على ذكاء الزوجة وحسن معالجتها للأمور، وحنكتها في طريقة كسبها لقب زوجها وقلب أهله؛ فإما أن تحافظ عليه وتنميه، وتجعل زوجها يرغب في إرضائها، وإما أن تخسره وتجعله يقف ضدها ويعرقل سعادتها. الحب يحتاج إلى ظروف وإلى مجهود للحفاظ عليه، وأنت حينما ارتبطت به كنت تعلمين أين ستعيشين، وكنت تعرفين أهله وطبعهم وقبلتِ بناء على هذا الأساس، وعليك بناء على ذلك أن تسترجعي سعادتك ب:
- ألا تشتكي من أهل زوجك مهما حصل حتى من أمه؛ فذلك سيسبب لك مشكلات عديدة، وسيضعك في نظر زوجك أنك أنت المخطئة. - اذكريهم دوما بالخير، وابحثي عن الجوانب الإيجابية فيهم، وتحدثي عنها سواء أمامهم أو حتى بينك وبين زوجك. - لا تفسري تصرفاتهم معك أو كلماتهم على تفكيرك أنت، فربما كانت لهم وجهة نظر مخالفة تماما لما اعتقدته؛ وذلك حتى لا تشحني نفسك بالغضب تجاههم، ويراكم بداخلك الغضب والكراهية ويصل إليهم هذا الشعور، أو يتعمّدون استفزازك باستثارة نقطة الضعف تلك ويضعوك في كل موقف شيء. لذا فأفضل حال لهذه النقطة هي عندما تشعرين بأنهم يضايقونك بكلمات أو أنهم حتى يقصدون إغضابك أو استفزازك.. اسأليهم مباشرة عما يقصدون، وأنت هادئة تماما لا يظهر عليك أي انفعال، وكوني هادئة وودودة أيضا؛ كأن تقولي: "هل تقصدين يا أمي (أو أي لقب يصنع حميمية) كذا.. كذا..." وقولي ما فهمته، وإن نجحت فعلا في أن يكون هادئا وحميميا سيشعرك بالقوة في السيطرة على الموقف، بدلا من الغضب والشكوى والضيق، وسيهدأ من نفسيتك، ويفهمك مقصد الطرف الآخر، وسينقلب الموقف لصالحك، هذا أفضل من أن تشعري بالظلم، وأنه ليس هناك أحد يقف معك، فالغضب يا عزيزتي سيضعف موقفك جدا، وسيجعلك أنت المخطئة؛ خاصة إذا كان زوجك في الوسط بينك وبين أهله، وها أنت قد جرّبت الغضب والمواجهة المباشرة والمشاحنات هل استفدت شيئا؟ وهل وصلت إلى شيء؟ - عليك أن تتغاضي عن بعض الصغائر اعتبارا لكبر سن أو لمحدودية التعليم أو لغيرها من الأسباب، واجعلي قلبك صافيا يعامل الله، فمن يعمل لله لا ينتظر المقابل إلا منه، وسيجد التعويض ولو بعد حين، توددي إليهم فهم يحبون من يهتم بهم ويندمج معهم، اجعلي دائما ابتسامة لطيفة ودودة على وجهك، وتقربي من طريقة تفكيرهم وتحدثي بلغتهم التي ستجعلهم يحبونك دون أن تتخلي عن أخلاقك أو تتأثرين بالسلبيات، حافظي على نقاء ألفاظك ولسانك إذا كان من عادتهم التشدق بالألفاظ، المهم أن تكسبي قلوبهم وتشعريهم بأنهم في دائرة اهتمامك، والحب سيصنع المعجزات؛ ولكن لا تتعجلي النتيجة، وراقبي غيرك كيف يستطيعون كسب قلوب أهالي أزواجهم وتعلمي منهم. اجعلي زوجك يشعر أنكما شخص واحد، وأنك ترضينه في أهله؛ فتعلو مكانتك في قلبه، وسيحاول أن يرضيك ويدافع عنك، فلا شيء أحب لدى الزوج من حب زوجته لأهله واستطاعتها أن تكسب قلوبهم، أما إذا كنت في صراع معهم فتخسرين مكانتك، وسيميل إلى كفة أهله؛ خاصة أنك ما زلت في بداية حياتك معه، ولم تتمكني بعد من أن تستقري في مكانة، وليس لديك رصيد كاف في قلب زوجك. وعندما تنجحين في ذلك ويتوغل حبك في قلبه تستطيعين أن تطلبي من زوجك قدرا من الخصوصية، يمكنك أن تخبريه أن حبك له يجعلك تحتاجين إلى التفرد به قليلا، وأنك تريدين أن تشعري أنك تستمتعين بالجلوس مع زوجك وحديكما وفي شقتكما، واستخدمي لغة الحب في ذلك، مع تنقية قلبك تماما من أي شعور بالضغينة تجاه أهله أو تصرفاتهم. اسعدي بحياتك عزيزتي وانظري إلى الجوانب الإيجابية فيها، وارضي بما قسمه الله لك، فلا يوجد أحد إلا وواجه متاعب في حياته؛ ولكن الذكي هو من ينقب عن السعادة فيها ولا ييأس. مع تمنياتي لك بالسعادة الدائمة والتوفيق،،،