السلام عليكم.. طبعا أنتم مش عايزين شكر ليكم ولا لمجهودكم على الموقع، ربنا يجازيكم خير.. أنا مشكلتي عايزة حد متخصص نفسيا يرد علي. أنا كنت اتجوزت وانفصلت، وعندي بنت من طليقي، والحمد لله ربنا بعت لي واحد واتجوزته دلوقتي، وهو بيحب بنتي جدا، بس المشكلة هنا إن أنا مسافرة بره مصر، وسبت بنتي مع ماما وبابا وأخويا وهي عندها سنة و 8 شهور، وأنا دلوقتي معايا بنوتة من جوزي التاني، وبنتي اللي في مصر بتحبها جدا. المشكلة إني لما مشيت طبعا كانت نفسيتها تعبانة، ومن حُب أخويا وماما وبابا الحمد لله بقت كويسة، وجوزي هنا جاب لي النت وعلى طول باكون معاها، وكانت في الأول تقول علي إني وحشة، ومش عايزة تكلمني، ودلوقتي بقت بتكلمني شوية، وأنا أقعد أكلمها على النت أو التليفون. نيجي بقى للمشكلة أنا كنت ناوية أنزل مصر السنة اللي جاية؛ بس حصل ظروف إني حملت تاني وهاولد في الشهر اللي نويت أنزل فيه، ففكرت إني أجيبها هنا زيارة، وده هينفعني إني لما أنزل معاها وبعد كده أمشي وأسيبها مع ماما هاقدر أقول لها زي ما جيبتك قبل كده هابعت لك تاني، بس مع الأسف ماما وبابا مش عارفين يعملوا لها جواز سفر إلا بموافقة أهل أبوها، وعلى فكرة هم بيشوفوها كل فترة، وأبوها حاليا هو مسافر بره مش بيشوفها إلا مرة في السنة. بابا خايف إنهم يرفضوا وده اللي هيحصل ساعتها، والمرونة والعقل اللي إحنا بنتصرف بيها من غير محاكم عشان بنتي تطلع طبيعية؛ هيتحول لعِند، ولما ييجوا ياخدوها ماما هتقول: "لا"، أنا قلت خلاص أنزل بدري عما كنت ناوية وأقعد معاها شهرين إن شاء الله، وأبقى أحجز على النصف الأول من السنة اللي جاية، وأرجع عشان أولد هنا مش في مصر، ولما هانزل هافسحها وكده. طيب لما آجي أمشي أنا خايفة نفسيتها تتعب تاني، هي عندها دلوقتي -ربنا يبارك لي فيها- سنتين و 9 شهور، وماما خايفة من نزولتي وسفري تاني إنها تتعب تاني زي الأول. برضه عايزة أتكلم في حاجة تانية بابا وماما وأخويا بيحبوها حب رهيب كل الناس بيحسدوهم على الحب ده، وبابا عمل لها عيد ميلاد السنة اللي فاتت، وهي برضه بتحبهم. نيجي برضه لنقطة تانية في المشكلة؛ هي عارفة صورتي وصورة جوزي وبتحبه وساعات تكلمه على النت، وممكن تقول له اسمه وممكن تقول له بابا، وبيبعت لها هدوم في العيد أو أي حد نازل البلد عندنا، المهم اسم أبوها واسم أخويا زي بعض، وبابا معرفها الفرق، والمشكلة إن اسم مراته نفس اسمي؛ فهي بتحب أي حد نفس اسمي. أنا بقى تعبت من التفكير، أنا لما هانزل هاخليها مبسوطة وهجيب لها كل حاجة وأنا جاية، بس لما أمشي هاقول لها إزاي؟؟ أنا جوزي بيحبها ونفسه تيجي تعيش معانا، بس ماما بتقول لي: "دي روحنا إنتي عايزة تموتينا لو أخدتيها، وطبعا مش ننسى أهلها المتخلفين". وأنا آسفة على الإطالة.. بس لو سمحتم ردوا علي؛ لأني هاموت من التفكير.. وشكرا ليكم. eman سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أقدر كل ما أنت عليه من مشاعر القلق والحيرة لما فات وما هو آت؛ لكن ما رأيك لو قمنا بتحليل المشكلة معا وبهدوء، وتعالي نفهم ثلاثة أطراف أساسيين في هذه المشكلة: 1- أنت 2- والدتك 3 - الطفلة.. ثم نتكلم عن الحلول المقترحة: 1- أنت: امرأة لم يكتب لها التوفيق في زواجها الأول، وهذا أمر الله؛ لكن ذلك الزواج أثمر طفلة هي أول فرحتك، ثم أنعم الله عليك بزوج من الواضح أنه يحبك وتحبينه، ويعوضك عما فاتك وهذا حق لك ولا خلاف عليه؛ لكنك أم ممزق قلبها بين حياتها الجديدة وطفلتها التي قد يراودك بين الحين والحين أنك أذنبت في حقها أو تركتها أو أهملتها، بيد أن هذا مخالف للواقع فهي في أيد أمينة تلك التي قامت على تربيتك.. ولا إيه رأيك؟ ولهذا أرى أنك تذكرين تفاصيل كثيرة كلها تدور حول فكرة: "كيف أسعد ابنتي؟ كيف أعوض ابنتي؟" مثلا: "وأنا نازلة هاجيب لها كل حاجة..." إلخ؛ وهذه عبارات مشحونة بعاطفة الذنب؛ وهي عاطفة سلبية تشعر الطفل بأنك قد كان هناك تقصير في حقه؛ لأن مشاعر الذنب يدركها الطفل ويدرك دائما أن من يفعل ذلك يكفر عن شيء، فينمو وهو بذهنه أن الآخر قد أجرم في حقه، ويخلق ذلك نوعا من الحنق الخفي في نفس الطفل؛ بل ويستغله بعض الأطفال الأذكياء في اللعب بالآباء للحصول على المزايا (مش أنت مُقصر كفر عن ذنبك بقى)، وذلك بقائمة من الطلبات والهدايا وخلافه ويعتاد هذا الأمر. لذا تخلصي من مشاعر الذنب، ولنبدلها بمشاعر أكثر إيجابية، وهي الحب الحقيقي الذي يبحث عن مصلحة ابنتك بأن نفكر جيدا في الحل الذي يضمن سلامتها النفسية بإذن الله. 2- والدتك: بارك الله لك فيها تلك الأم التي لا تكف عن بذل العطاء بل وأسرتك كلها، فنعم الأسرة تلك التي تدعم الأبناء في مشكلاتهم فتخفف من وطأتها، لا شك أن والدتك تعاملت مع ابنتك على أنها ابنة جديدة لها فباتت قرة عين لها لا تقوى على فراقها، أي ارتبطت بها كأم، وهذا أمر جيد، وفي مصلحة ابنتك، ويطمئنك أنك إذا لم توفقي في سفر ابنتك معك، فهي تعيش مع أم حنون وأب عطوف؛ لكن علينا أن نكون على يقين بألا يكون الجد والجدة يفْرطان في تدليل البنت من منطلق أنها تعيش بلا أب وأم.. فكيف نقسو عليها. وهنا لا أقصد أن القسوة أمر تربوي؛ لكن الحزم قد يراه الجد والجدة قسوة، وقد يعتقدان أن في تنفيذ كل مطالب البنت إرضاء وتعويضا لها عن افتقادها للجو الأسري من الأب والأم الحقيقيين، فيجب أن يكونا حذرين من الوقوع في فخ التعويض المستمر علشان ظروفها. 3- البنت: وهنا تعالي نناقش نقطتين: ماذا حدث مع ابنتك في الفترة السابقة، وماذا سيحدث لو سافرت ابنتك معك؟ - ماذا حدث مع ابنتك؟ تركتها في عمر سنة و 8 شهور وفي هذا العمر يكون الطفل قد كوّن علاقة وارتباطا بمصدر الحنان والرعاية الأساسي في حياته، وهو أنت، وفي هذا العمر تبدأ مخاوف الانفصال لدى الطفل حينما يرغب في الالتصاق بالأم والأب، ويرفض الغرباء ويُعد هذا أمرا طبيعيا، وتأثير الانفصال عن الأم في هذا العمر قد يؤثر في بعض الأطفال على تكوين مفهومه عن الآخر والعالم من حوله، فربما يشعر بعدم الأمان وعدم الثقة فيمن حوله من البشر، وقد يؤثر ذلك على ثقة الطفل بنفسه، وفي علاقاته الاجتماعية.. لماذا؟ لأن الطفل الذي فقد العلاقة الأساسية وارتبط بآخر بل وتعددت مصادر الحب والرعاية في حياته لم يعد متأكدا أن من يرتبط به سيستمر وجوده في حياته، وربما لا يستطيع فيما بعد تكوين علاقات حقيقية مع الآخر؛ بل علاقات سطحية أو ربما يلجأ لأي شخص كمصدر للحنان وهو طفل وفيما بعد، وهذا الطفل نجده لا يهاب الغرباء، ويكون اجتماعيا بشكل مبالغ فيه، ويحتضن ويقبل الغرباء؛ إنه يبحث عن الأمان في أي شخص، وقد يستمر هذا السلوك في مرحلة المراهقة وما بعدها. وهذا قد يتضح في سلوك ابنتك التي ترتبط بأي شخص اسمه على اسمك -كما ذكرت- وفيما يبدو أنها تألف الآخرين بسهولة، وقد يستطيع الأطفال تكوين علاقة ورابطة حقيقية بديلة بالأشخاص الآخرين الذين يراهم باستمرار -مثل والدتك- لكن في الغالب تظل العلاقة الأساسية بالأم هي المعين على تكوين الشعور الداخلي بالأمان وتكوين الأساس للعلاقات مدى الحياة؛ لذا لا بد أن نعرف إلى أي مدى بلغ التأثير لدى لطفلة بالانفصال عنك؟ فهل كانت هناك أعراض كالبكاء المستمر ورفض الطعام، ثم تضاءلت هذه الأعراض وانتهت وارتبطت الطفلة بوالدتك كبديل لك؛ بمعنى أنها يبدو عليها قلق الانفصال إذا غابت والدتك عنها كالبكاء والالتصاق بها؟ وماذا تعتبرك الآن؟ الأم التي تعتبر المصدر الأساسي للرعاية والغاضبة منك لبعدك عنها أم واحدة من أشخاص كثيرين تراهم وترتبط بهم؛ حتى إن كانت تعرف أنك أمها أي أنها قد تعرف ذلك، لكن على مستوى العاطفة قد تكون أكثر ارتباطا بوالدتك. إن معرفة هذا الأمر ضرورية لنقرر ماذا سنفعل في الفترة القادمة؛ إذا كانت ارتبطت بوالدتك كأم في الفترة السابقة ثم تقرر انفصالها عنها بسفرها معك فهذا يعني تكرار موقف الانفصال عن مصدر الحنان والرعاية مرة أخرى مع مزيد من فقدان الثقة في استمرار العلاقة بالآخر، ومزيد من فقدان الشعور بالأمان، وربما يكون ذلك نواة لاضطرابات الشخصية فيما بعد. أما إذا كانت متعلقة بك كأم، وما زلت غاضبة منك عند تركك لها؛ فلا بد من بذل أقصى جهد لتعيش ابنتك معك إما بسفرها معك أو بعودتك للحياة في مصر، وذلك ليلتئم جرح الانفصال مبكرا، ولا يؤثر على تكوين شخصيتها، مع العلم أن اضطراب الانفصال قابل للشفاء إذا ما عاد الطفل للأم قبل سن 5 سنوات، وأقصد بذلك عودة حقيقية وليس عن طريق الكاميرا والكمبيوتر. وماذا إذا تقرر أن تعود ابنتك للعيش معك كيف ستكون؟ علينا أن نتوقع مشاعر الغضب إما لانفصالها عن الجدة أو لغضبها منك؛ لأنك تركتها والأطفال لا ينسون هذه المواقف بسهولة، فربما تعاني معها لفترة بعض السلوكيات المتحدية والعناد والعنف والغيرة من شقيقتها؛ لذا لا بد أن تتفهمي ذلك ولا تنبذيها، بل احرصي على التعامل معها بهدوء، مع تجاهل أي من السلوكيات السلبية وتشجيع سلوكياتها الإيجابية بالمدعمات كالهدايا واللعب والمدح والمزيد من الحب والحنان. أتمنى من الله أن يوفقك لما فيه الخير لك ولابنتك.