السلام عليكم.. أنا عندي 22 سنة، بحب بنت عمي من أربع سنين، وخطبتها رسمي من أهلها، والموضوع ماشي كويس جدا؛ بس المشكلة إنها بتكدب عليّ في بعض الأوقات، ومش بتسمع الكلام برغم إني بافهمها بالراحة وبأسلوب كويس، وباعاملها بحنية كأنها بنتي، وهي في أوقات بتقدّر ده، وأوقات كتير مش بتقدّر. أنا مش عارف أتصرف معاها إزاي؛ الأسلوب والمعاملة الكويسة مش جايبة نتيجة.. هل الطيبة والأسلوب الكويس في الزمن ده بقوا يخلوا الناس تسوق فيها؟ ahmed أخي العزيز.. قد يلجأ الإنسان في بعض الأوقات للكذب؛ معتقدا ومبررا هذا السلوك بأن الطرف الآخر لا يتفهم رغباته، وأنه ديكتاتور في قرارته، وأنه يُضيّق عليه الخناق، وفي نفس الوقت فإن هذا الطرف لا يريد أن يصطدم كل مرة بالطرف الآخر.. فأنت تحب هذه الفتاة، وهي ابنة عمك، وبالتالي فأنت تخاف عليها كثيرا، وقد تمنعها في بعض الأوقات من فعل أشياء، وقد تكون مُحِقّا في ذلك أو غير محق -لا أعرف بالضبط- ولكن في النهاية هي من وجهة نظرك أشياء ينبغي أن تفعلها؛ لأنك ترى أنها الصواب أو الأفضل لها.. وقد تتعارض هذه الأشياء مع رغباتها التي تحاول كبتها أحيانا، وفي أحيان أخرى تحاول الحصول عليها؛ ولكن بطرق ملتوية؛ وبالتالي تضطر للكذب عليك حتى تهرب من النكد الذي قد يحدث جراء التحدث في هذا الأمر ومناقشته، أو لأنها بالفعل تحبك ولا تريد أن تغضبك منها؛ خاصة أنك تُعاملها بكل حب وحنان كما ذكرت. لذا عليك أن تكون أكثر مرونة معها.. أعلم أنك تُفهمها الأمور بكل ديمقراطية؛ ولكن في الحقيقة هي تستمع لك لأنها ترى أنه ينبغي أن تستمع إليك؛ لكنها حقيقة تستمع بأذنيها فقط، وعقلها يكون في كيفية التصرف حيال هذا الأمر، وحيال الوصول لهدفها دون أن تُغضبك، ودون أن تقع في مواجهة معك. لذا عليك ألا ترفض دائما كل ما تطلبه، وأن تحاول مشاركتها في كل ما تفعل؛ فمثلا إذا أرادت زيارة إحدى صديقاتها وأنت ترى أنك لا ترغب في هذا؛ فلماذا لا ترافقها إلى منزل صديقتها، وتحدد موعدا للعودة واصطحابها؟ عندها سوف تُخبرك عن كل شيء بصراحة؛ لأنها تعلم أنك لن تغلق الأبواب في وجهها، وأنك ستتفهم رغباتها، وتشاركها اهتماماتها، وعندها سوف تبتعد شيئا فشيئا عن الكذب؛ حتى يأتي وقت تصبح فيه غير قادرة على الكذب عليك؛ لأنها اعتادت الصراحة معك.. وساعتها تكون الأمور قد عادت إلى نصابها. حاول دائما أن تُخبرها أن كل أملك في الحياة أن تراها سعيدة، وأنك عندما تمنعها من شيء؛ فهذا لأنك تحبها وتخاف عليها، ولأنك تعرف ما الأكثر فائدة لها، وما هو عكس ذلك، وتحاول أن تُجنّبها أي أخطار من الممكن أن تواجهها. حاول أن تُفهمها الأمور دائما بحب؛ فتنفذ أوامرك طواعية وبكل حب هي الأخرى؛ لأنها ستعلم أنك تحبها؛ لهذا تطلب منها هذه الأشياء، وليس لأنك تريد أن تمارس سلطتك كرجل فقط. مع تمنياتي لكما بدوام السعادة والتوفيق والنجاح في حياتكما المستقبلية إن شاء الله.