السلام عليكم.. المشكلة المرة دي مش مشكلتي، هي مشكلة أختي؛ هي متجوزة بقالها 7 سنين، وعندها ولدين. المشكلة إن زوجها دايما بيستحقرها، وبيعاملها وحش جدااااااا، بيستهتر بيها وبمشاعرها؛ وحتى قدام الناس على طول كاسفها، ودايما يزعق لها وعمره ما احترمها، حتى لما بيجي يخرجها يعمل حجة العيال إنه ماسكهم عشان مش يمسك إديها، حتى لما بتهزر معاه مش طايق لمسة إيديها. أختي لما بتحكي لي بتقول لي: "أنا جوايا أدمر"؛ على طول بيضربها وبيشتمها بأفظع الشتايم، ومرة رفع عليها السكينة كان عايز يقتلها. أختي غلبانة أوي، أنا مش هاقول إنها مش بتبقى غلطانة؛ بس الغلط مش بيتحل بالطريقة دي، دايما بيحطمها بكلامه ويقولها: "إنتي مابتعرفيش تتكلمي.. إنتي مش بتفهمي.. إنتي ولا حاجة". بيفكر إزاي يعايرها بحاجة؛ مثلا يعايرها إنها كانت دبلوم تجارة وهو كان ثانوية عامة، يعايرها بينا ساعات، هو مش لاقي حاجة يقولها، وهي مستحملة تعيش معاه بالرغم من إن شغله حرام، وإن الفلوس مش من مصدر حلال، هو شغال مدير مبيعات في إحدى الشركات، وتقول: "هاعمل إيه؟ مين هيصرف على العيال". أختي تعبانة أوي منه، وهو مش بيسمع لها خالص، وبابا مش بيعرف يحل مشكلة ولا قادر عليه ولا حد بيقدر عليه، وآخر حاجة اتخانق معاها عليها إنه متغاظ جدا؛ عشان أنا وأختي التانية في جوازتنا اتفقنا مع العريس على إنه يجهز هو أوضة وإحنا اتنين، لكن جوزها كان عليه تجهيز أوضتين وإحنا أوضة. ولما عرف إن أختي التانية مش اتكتب ليها قايمة، قال: اشمعني هي؟! أنا عايز القايمة بتاعتي يا إما هاطلقها، فبابا إدهاله، وماما قالت له: "مش القايمة اللي بينا"، فماخدهاش وقال: "أنا بهددها بس". ويقولها: "اشمعنى أختك أبوكي جاب لها سجاجيد غالية وأنا لأ؟"؛ مع إنه وقتها قال مش تجيبوا غالي وفري لأبوكي، يعني هو اللي اختار، وبيفضل يشتمها ويهزقها بسبب الموضوع ده. ومعانا يقول أنا عارف إن كل جوازة وليها ظروفها، وإن الوقت غير الوقت، إحنا دلوقتي نرد عليه نقول إيه؟ وأختي تعمل إيه في مشكلاتها دي؟ صعبانة علي أوي. هو بيبان لكل الناس إنه حد كويس وبيعرف يضحك على أي حد.. آسفه على الإطالة، ويا ريت تردوا علي بسرعة. Mony mon صديقتي العزيزة.. دائما ما أرفض فكرة الشرير المطلق والملاك البرئ؛ لأن البشر ليسوا كذلك، فهم خليط من الخير والشر على أن يغلب أحد الجانبين على الآخر بنسبة، وفي رسالتك لم أرى لهذه النسبة أي وجود، فزوج أختك المادة الخام للقسوة والتسلط والجبروت، بينما أختك الضحية المغلوب على أمرها هي المادة الخام للغلب والضعف والاستسلام. عزيزتي.. لا يمكن أن يكون الوصف هذا دقيقا أو صحيحا، ولكني سأفترض أن المبالغة التي كتبت بها رسالتك نابعة من حزنك على أختك وضيقك من زوجها الذي قطعا قام بتصرفات مسيئة دفعتك لوصفه بهذا الشكل. ومن هذا المنطلق سأستخدم جملة ذكرتِها أنتِ في رسالتك لتوضيح المعنى الذي أقصده: "أنا مش هاقول إنها مش بتبقى غلطانة؛ بس الغلط مش بيتحل بالطريقه دي"، اتفق معك تماما في أن أختك أكيد بتغلط، كما اتفق معك أيضا في إن الغلط ما بيتحلش كده، وحتى نستطيع سويا أن نعرف كيف نصلح الخطأ؛ علينا أن نعود للوراء قليلا لأسألك هل هذا هو شكل العلاقة بين أختك وزوجها منذ أن تزوجا؟؟ أم أن ما جد عليهما من إهانات وضرب وشتيمة حدث مؤخرا، وله أسبابه التي لم تذكريها، وربما تكوني لا تعرفيها؟؟ والسؤال الأهم تقولين إن أختك مستحملة فلوسه الحرام.. هل معنى هذا أنها كانت تعلم هي وعائلتك إن فلوسه حرام منذ البداية ومع ذلك تم الزواج؟ أم أن هذا أيضا جديد؟؟ عزيزتي.. إن الله يقول في كتابة العزيز: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}، وأنا أرى من خلال رسالتك أن أختك تحيا حياة بائسة مع زوج لا يقدرها ولا يعرف الرحمة، ولا يستطيع أن يكون لها سندا بأي حال من الأحوال؛ وهو ما يعني أنه في مثل هذه الحالات يكون ضل الحيطة أفضل من ضل الراجل؛ لأنه يكون بمثابة ضل الحيطة اللى وقع على أصحابه. لا أرى أن البقاء مع زوج بهذا الشكل يحتمل لأي سبب من الأسباب؛ حتى ولو كان الإنفاق، فهو كأب مسئول عن الإنفاق على أولاده حتى ولو تم الطلاق، ناهيك عن أن ماله حرام كما تقولين؛ إذن فلا داع لاحتمال هذا الوضع، فالرزاق هو الله وهو القائل: {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}، وبحسب ما يقول علماء المسلمين إن الله تعالى قد قدم رزق الأطفال على رزق أبائهم في هذه الآية الكريمة؛ حتى يقول للآباء ألا تخافوا من فقركم بسبب رزق أطفالكم فهو على الله.