لا نزال مع مرض الصرع من الأسبوع الماضي؛ حيث نتعرف اليوم على مضاعفات المرض وكيفية علاجه وأسلوب التعامل مع المريض. المضاعفات.. حدوث نوبات الصرع يمكن أن يتسبب في حدوث مضاعفات عديدة بسبب طبيعة نوبة الصرع وما يحدث فيها، من هذه المضاعفات: • السقوط: إذا أغشي على المريض أثناء النوبة وسقط على الأرض فإنه يتعرض للرضوض والإصابات المختلفة، كما يمكن أن يكسر إحدى عظامه إذا كانت السقطة عنيفة. • الغرق: إذا كان المريض يمارس السباحة أو يستحم في بانيو فإنه يمكن أن يتعرض للغرق إذا داهمته النوبة. • حوادث السيارات: إذا داهمته النوبة أثناء القيادة. • مضاعفات الحمل: تمثل نوبات الصرع خطرا كبيرا على الأم الحامل وجنينها. في حالات نادرة جدا قد تستمر النوبة لأكثر من خمس دقاق أو تحدث نوبات متتالية لا يفيق المريض بين الواحدة والأخرى منها، وقد يؤدي هذا به إلى تلف المخ أو حدوث الوفاة. العلاج.. يبدأ علاج الصرع أولا بتجربة الأدوية؛ فإن لم تفلح يفكر الطبيب في وسائل أخرى. عادة ما تستقر حالة المريض عند استخدام أحد أدوية الصرع، وتنتهي تماما نوبات الصرع عند الانتظام في الدواء، أو على الأقل تصبح النوبات أقل شدة وعلى فترات متباعدة. حوالي نصف الأطفال المصابين بالمرض والذين استطاع الدواء أن يمنع حدوث النوبات لديهم، يمكنهم بعد فترة التوقف عن تناول الدواء وممارسة حياة طبيعية. هناك بالغون أيضا يستطيعون التوقف عن الدواء بعد حوالي عامين من تناوله. أحيانا لا يكفي نوع واحد من الأدوية للتحكم في النوبات، البعض يحتاج إلى دواءين. معظم الأدوية المضادة للصرع يكون لها أعراض جانبية تتمثل في: الشعور بالإرهاق، والدوخة، وزيادة الوزن، وأحيانا يحدث طفح جلدي، وصعوبة في الكلام، وهشاشة في العظام. وهناك نظام غذائي يسمى النظام الكيتوني، يوصف للأطفال المصابين بالصرع، وهو يعتمد على تقليل الكربوهيدرات إلى أقل حد ممكن مع زيادة نسبة الدهون في الطعام، ويؤدي هذا النظام الغذائي إلى إجبار الجسم على تكسير الدهون من أجل الحصول على الطاقة بدلا من تكسير الكربوهيدرات. وينجح هذا النظام في العادة في تقليل حدوث النوبات، وأحيانا يمنعها تماما عند الانتظام فيه لفترة طويلة؛ إلا أنه يجب مراجعة الطبيب من آن لآخر للتأكد من أن النظام لم يتسبب للطفل في نوع من أنواع سوء التغذية. ولتقليل معدل حدوث النوبات يجب على المريض تجنب المشروبات الكحولية، والامتناع عن التدخين، والحرص على الحصول على قسط كاف من النوم، وعدم التعرض للتوتر العصبي. إذا لم يستجب المريض للعلاج الدوائي، قد يلجأ الطبيب للجراحة، ولا يحدث هذا عادة سوى في الحالات المستعصية. ويمكن اللجوء للجراحة إذا بينت الفحوصات أن النوبات تنبع من جزء صغير من المخ، ولا علاقة لهذا الجزء بالوظائف الحيوية للإنسان مثل مراكز السمع والبصر والتحدث وغيرها، عندها يمكن للجراح أن يزيل هذا الجزء المزعج من المخ ليحل المشكلة إلى الأبد. إذا كانت النوبات تنبع من أحد الأجزاء الحيوية من المخ والتي لا يمكن الاستغناء عنها، يمكن اللجوء إلى نوع آخر من الجراحة يتم فيه عمل بعض الجروح في هذا الجزء؛ بحيث نمنع انتشار الكهرباء الزائدة إلى باقي أجزاء المخ. أحيانا يحتاج بعض الناس إلى الاستمرار في تناول الدواء حتى بعد الجراحة؛ إلا أن الحالة تكون أفضل كثيرا عنها قبل الجراحة؛ فتصبح الجرعات الدوائية أقل. بالطبع جراحة كهذه تكون خطيرة، وإذا لم يكن الجراح ماهرا؛ فإنها يمكن أن تؤدي إلى كثير من المضاعفات مثل تغيير السلوك الإدراكي للمريض. وكيف نتعامل مع النوبة؟ يجب أن ينصب اهتمامنا عند التعامل مع شخص في نوبة صرع على منعه من إيذاء نفسه. يجب إبعاد المصاب عن الحواف الصلبة، ووضع وسادة أو شيء لين أسفل رأسه، ومحاولة وضع المريض في وضع الاستشفاء Recovery Position والذي يضمن ألا يختنق المريض (انظر الصورة). بعض المصابين يصدرون صوت شخير عالياً بعد النوبة، وهذا لا يعني أنهم يختنقون كما يظن البعض. هذا يعني أن المريض قد بدأ يعود للتنفس الطبيعي. إذا تقيأ المريض أو خرجت سوائل ورغاو من فمه يجب أن يُسمح لهذه السوائل أن تسيل من جانب الفم. يجب عدم محاولة وضع أي شيء في فم المريض أثناء النوبة، لأن هذا العمل يمكن أن يؤدي إلى إيذاء المريض أو المسعف أو كليهما. يعتقد بعض الناس أن المريض يمكن أن يبتلع لسانه أثناء النوبة إلا أن هذا ليس صحيحا، إلا أنه من الممكن أن يعض المريض لسانه خاصة إذا كان هناك شيء ما في فمه. إذا دامت النوبة لأكثر من خمس دقائق أو تلتها نوبة أخرى بعدها مباشرة، يجب نقل المريض فورا إلى المستشفى. بعد مرور النوبة، من الطبيعي أن يكون المريض في حالة إرهاق شديد واضطراب. ولا يدرك المريض مباشرة أنه كان يمر بنوبة صرع، ويجب أن يظل المسعف مع المريض إلى أن يطمئن إلى أنه بدأ يعود إلى حالته الطبيعية. في معظم الحالات ينام المريض لعدة ساعات بعد مرور النوبة، وفي 50% من الحالات يصاب المريض بصداع بعدها.