أنا بحب الموقع ده أوي، وبصراحة مش عارفة أتكلم مع حد في مشكلتي غيركم.. أنا بنت عندي 20 سنة، والحمد لله مخطوبة للإنسان اللي بحبه، حصل بينا مشكلة قبل كده وساعدتوني والحمد لله اتحلت. المشكلة الكبرى هي بابا؛ من زمان -تقريبا من 6 سنين- بدأت أعرف إنه ليه علاقة بستات كتير؛ بس برضه كنت صغيرة، ومن سنة تقريبًا اكتشفت إن الناس كلها عارفة؛ وأخويا أصحابه قالوا له كلام عنه وحش أوي، وبيتكلموا من وراه، وأصحابي لمّحوا لي أكتر من مرة.. لغاية ما عرفت إنه على علاقة ببنت من سني، ومع الأسف هي صاحبتي، وماكنتش متأكدة غير لما شفت رقمها عنده، ولقيت أختي الصغيرة بعدها بتقول لي إنها سمعت بابا بيكلم واحدة وقعدت تعيّط.. واللي لاحظته إنه بيكلمها كل شوية، وبيبعتوا ماسجات لبعض كتير. وبدأ في الفترة الأخيرة يتعامل مع ماما وحش أوي، وعلى طول يزعلها ويخليها تعيط.. والمشكلة إنها حاسة بكل حاجة. ومع الأسف الموضوع ده مؤثر على علاقتي بخطيبي، وخايفة أتجوز ويحصل لي زي اللي بيحصل مع ماما. يا ريت بجد حد يريحني، أنا تعبانة أوي، وأعصابي تعبت جدا.. آسفة إني طولت؛ بس كان كل ده جوايا بقاله سنين، ونفسي أقوله. rohy.feek السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. صديقة بص وطل العزيزة.. مشكلتك صديقتك ليس حلها الكراهية لأب مريض بمرض نفسي قد يصيب بعض الرجال، وهو التعرف على النساء سواء من سنه أو من الفتيات الصغيرات، وهذا المرض له أسباب مثل أي مرض آخر مثل: المراهقة المتأخرة، أو عدم كفاية الزوجة لاحتياجات الزوج، أو إحساس بهروب الزمن وتعويضه بمثل هذه الأفعال، أو عجز جنسي يعوّضه الرجل بمثل هذه الطريقة ليُقنع نفسه أنه لا يزال شابًّا ولا يزال يرغب في النساء وترغب النساء فيه. ومشكلتك صديقتي أنك عرفتِ؛ يعني لو لم تعرفي عن والدك شيئًا لظللت تحبينه وتحترمينه كما كنت، وعلمك من عدمه لم يؤثر في الحالة التي يعانيها والدك. وتخيلّي نفسك صديقتي في مكان والدك؛ الرجل الكبير وفتاة في مثل عمرك تتصل به وتتجاوب معه.. مَن منهما المخطئ؟ الكبير في السن الذي تصور أنه لا يزال شابًّا والبنات الصغيرات يرحّبن بالعلاقة معه، أم الفتاة اللي تضيع وقتها مع رجل عجوز وأكبر منها في السن؟! صديقتي: قال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وقال عز وجل: {فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا}، وقال عز من قائل: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}. والدك يا صديقتي بحالته المرضية هذه مثل أي مريض آخر يحتاج الرعاية والحب، وليس الكراهية والبغض.. والحب صديقتي ابتغاء وجه الله أولًا، ولأن آباءنا يربوننا ولا نربيهم. صديقتي.. أصابعك ليست مثل بعضها، والرجال المتزوجون حولك كثيرون؛ كأقارب، وأصدقاء، وجيران، وغيرهم، ألم تسمعي عمن يعاني مثل مرض والدك؟ ومعنى كلامي أن خطيبك ليس كوالدك؛ إلا إذا فضحتِ والدك وعرف خطيبك ما تعرفين؛ فساعتها ربما يفعل فعلة والدك؛ عقابًا من الله لك؛ لأنك فضحت والدك الواجب عليك ستره. وإذا عرف خطيبك من غيرك أو حتى رآه بعينه؛ فدافعي عن والدك، وقولي له: ربنا اللي بيحاسب الناس، ولا نملك نحن حسابهم؛ وخاصة الأهل اللي لهم حق الطاعة والرعاية. صديقتي.. الكراهية لن تؤذي أحدًا إلا أنت، ولن تصلح من حال والدك، ولو فكرت بالعقل لوجدت الحب والاحترام للأب علاجًا شافيًا للنفوس وللأمراض، وقولي لنفسك دائمًا: إن والدك ليس لصًّا لتخجلي منه، ولا إرهابيًّا ومسجونًا، وليس يتاجر في الممنوعات، أو يأمرك بالفحشاء كما يفعل بعض الناس. الخلاصة.. أن والدك مريض ويحتاج علاجًا بالحب والاحتواء مثل أي مريض، وليس الكراهية والنبذ كما يفعل الجهلاء مع المرضى النفسيين والعقليين؛ فيهربون منهم أو يتركونهم في المصحات. تقرّبي من والدك، وحاولي بالحب أن تتكلمي معه وتتقربي منه، واسألي الله في صلاتك وفي سجودك ودعائك أن يشفيه، ويعود به إلى الطريق الصواب إن شاء الله.