شنّ الدكتور أيمن نور -رئيس حزب الغد والمرشّح المحتمل لرئاسة الجمهورية- هجوما ضاريا على حكومة الدكتور عصام شرف، واصفا إياها بأنها ليست مجلسا للوزراء، ولكنها "مجلس الضعفاء". وقال نور عَبْر حوار مطوّل مع قناة "التحرير" الفضائية أمس (الخميس): "هناك رجال في مصر يستطيعون أن يحكمونا أفضل من هذا المجلس الذي أعتبر أنه ليس مجلسا للوزراء، ولكنه مجلس للضعفاء؛ فكيف يستقيل كل يوم وزير ثم يعود لمنصبه، لما الوزراء مش عارفين يخرجوا من الوزارة إزاي هيعرفوا يديروا حياتنا، مصر ليست ضعيفة أوي كده!!". وأكمل: "عصام شرف خسر كفة الشعب، واختار كفة بيت طاعة المجلس العسكري، وأُذكّره بتصريحاته في ميدان التحرير قبل تولّي المنصب، كما أُذكّره بقانون الخلع". وتطرّق نور لانتقاد أداء المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها البلاد، عقب سقوط حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك في فبراير الماضي. وأضاف: "المجلس العسكري يحكمنا ولا نراه.. ومجلس الوزراء نراه ولا يحكمنا، وأرى أن هناك محاولات متعثّرة لإنتاج نظام جديد في مرحلة ما بعد مبارك". وأتبع: "أنا لم أخف من مبارك وقت كان معاه المجلس العسكري، ولا أخاف من المجلس الآن دون مبارك، وبالطبع أثق في وطنيتهم، ولكنني لا أثق في مستوى الأداء الذي يتمّ على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.. نحن نسير للخلف دور، المجلس لا يُشارك أحدا في قراراته بل يتعامل بتعالٍ". وهاجم نور تأخّر الحكومة والمجلس العسكري في حل مشكلات الأقباط حتى وصلنا إلى حالة خطيرة من الاحتقان؛ أسفرت عن مواجهات دامية أمام ماسبيرو يوم الأحد الماضي. وأردف المحامي الشهير: "ما المشكلة في توفيق أوضاع الكنائس أو دور العبادة، لماذا انتظرنا كل هذا؟!! هذه الحالة المحتقنة مَن المسئول عنها؟ ومن عام 95 ونحن نُقدّم قانون دور العبادة في مجلس الشعب ولا ينظر إليه أحد". واستطرد: "أسوأ من الفعل هو رد الفعل، وأحمله لكل مَن لا يبذل جهدا، والأسوأ أن نصل لهذا الكم الكبير من الضحايا؛ متى يبقى المواطن المصري هو الخط الأحمر.. ولماذا أصبح دَمّنا رخيصا، ليه مصر مستهونة بدمنا كده؟!!". وأكمل: "يجب على الجيش أن ينسحب من هذه الساحة، فدوره في ميادين القتال وليس دوره تأمين التليفزيون؛ فلنترك التأمين للشرطة، وإن لم ترِد الشرطة أن تعمل؛ فلنُنشئ أمنا جديدا". ووجّه المعارض البارز رسالة للمجلس العسكري، بقوله: "نريد أن نكون شركاء معاكم في اتخاذ القرارات المصيرية لهذا الوطن، فلماذا يُصرّون على قانون الانتخابات الذي يرفضه الجميع؟ لماذا المغايرة دائما في كل ما تجتمع عليه القوى الوطنية؟!!". وأكمل: "بصراحة لم أكن مؤيّدا لفكرة وجود مجلس رئاسي مدني؛ ولكن في ظلّ هذا الارتباك في قرارات المجلس أعتقد أننا نحتاجه بشدّة". ويرى نور أن النظام السابق لم يسقط بعدُ، مشددا: "مبارك قالها قبل تنحّيه "يا أنا يا الفوضى"؛ لأن بقاياه ما زالت موجودة، النظام لم يسقط بعدُ". وتساءل نور: "هل عملنا ثورة حتى تتحوّل إلى انقلاب.. النظام متغلل في كل بقايا المجتمع". وانتقد رئيس حزب الغد إصرار وسائل الإعلام على إبراز الأخبار السيئة فقط في صدر صفحاتها: "الهدف من إبراز هذه الأخبار السيئة هو "شيطنة الثورة" وتحويلها لشيطان؛ مصر يُضغَط عليها اقتصاديا وأمنيا حتى نكره الثورة". وتابع: "إن شاء الله مصر ستتعافى.. والحرية قادرة على صنع نظام صحيح". وأتمّ نور: "مصر هتعمر ومش هتخرب كما يريدون أن يُصوّروا لنا.. وحرام إننا نضيّع سنة مع وزارة عصام شرف بلا معنى أو وعي".