كنت بعت ل"بص وطل" من سنتين إني بادوّر على عروسة، وخطبت كذا مرة، وكل مرة أخطب فيها يحصل مشكلة، وكل واحد يروح لحاله.
المهم "بص وطل" قال ليّ اصبر، وكل شيء نصيب؛ حتى تزوجت، وربنا سبحان وتعالى رزقني بنت، ربنا يخليها لي.
مشكلتي إنه كل يوم لازم يكون فيه مشكلات بيني وبين زوجتي، وكل ما أقول لها ماتروحيش في أي مكان، تروح وتعصاني، قلت أردّ الأمر لأهلها؛ بس المشكلة إن والدها مايعرفش الأصول؛ يقول لي: أنت مش عايزها تخرج.. مش عارف أعمل إيه؟ برغم إني باصرف على بيتي، وباعاملها معاملة حسنة.
وأول ما أطلب منها حاجة تقول لي: إستنى أنيم البنت، أو تقول لي: أنا تعبانة.
ولو والدها جاب حاجة في البيت تتكلم بطريقة مستفزة وتقول لي: بابا اللي جايبها، أقول لها: طب مافيش حاجة تدخل من عند أهلك عندي، وبعد كده تقول لي: معلش كنت متضايقة.. أقول خلاص وأنسى.
أعمل إيه؛ لأني روّحتها عند والدها بقالها أسبوع، وأول ما أجيب حد عشان يحلّ المشكلة مافيش حل.. أنا والله لما باكون مثلًا عارف إنها تعبانة من البيبي وكده، أقول لها: مش مهم روحي عندك أهلك ريّحي أعصابك.. وتاني حاجة إني لو قلت لها روحي هناك وأنا عامل معاها مشكلة، تقول لي: أنا عارفة إنك مخليني أروح عشان الفلوس؛ برغم إني والله العظيم كل حاجة باجيبها في البيت، والله مش لاقي حل.
قلت أطلقها؛ بس المشكلة البيبي، ومش كل مشكلة أقول أطلقها ده مش حل، لازم يكون فيه حل لكل حاجة.. يا رب تقفوا جنبي؛ لأني والله أنا في عذاب شديد وقاعد لوحدي في البيت.. قولوا لي أعمل إيه؟
zms
صديقي العزيز.. تذكرت وأنا أقرأ رسالتك حديث رسولنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه حين قال: "الكلمة الطيبة صدقة".. لم تذكر يا عزيزي في رسالتك عن أي شيء يجمعك أو جمعك بزوجتك، فقط ذكرت ما تفعله هي كي تحوّل حياتك إلى نكد مستمر، ويؤسفني أن أقول إنه لا يوجد في الحياة طرف مخطئ وآخر مصيب؛ فنحن بشر نخطئ ونصيب، وإذا كان لزوجتك بعض العيوب فهذا يعني أيضًا أن لديها من المميزات على الأقل ما جعلك تُقدم على الزواج منها، كما يعني أيضًا أن لديك من العيوب ما يمكن أن يكون السبب في جفائها تجاهك.
ما أريد أن أقوله لك إنه على فرض أن زوجتك كثيرة الخطأ فيمكنك مساعدتها على الرجوع إلى المسار الصحيح بالكلمة الطيبة التي قال لنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها تستطيع أن تطيّب القلوب، وأن تمسح الدموع؛ بل وإنها تستطيع أن تصلح بين المتباعدين.
عزيزي لا تستقيم الحياة الزوجية إلا إذا كانت تتمتع بالأساس السليم، وهو ما علمنا إياه رب العالمين في كتابه العزيز حين قال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم.
إذن استمرار الحياة الزوجية فقط لوجود الأبناء لا يصنع حياة زوجية ناجحة.. واعلم يا صديقي أن النساء كالقوارير؛ فتعامل برفق وحرص، وتودد إلى زوجتك عاطفيًّا ونفسيًّا، واعلم لماذا تتخذ معك هذا الأسلوب العدواني؟ واسألها ما إذا كانت تحبك وتحب عشرتك، أم أن هناك ما حدث وغيّرها من ناحيتك؟ تمتع بالصبر والإرادة والرغبة والإصرار في التمتع بحياة زوجية سعيدة وناجحة مع زوجة قمت أنت باختيارها ولم تُفرض عليك.. فتّش عن مزاياها واسأل نفسك أتستحق هذه المزايا فرصة؟؟
عزيزي.. لقد أردت منا نصيحة وها نحن نُسديها إليك.. نوافقك تمامًا أن الطلاق ليس دائمًا حلًّا للمشكلات؛ بل إنه في بعض الأحيان هو بداية المشكلات.. ما بينك وبين زوجتك أمر يسهل حله جدًّا؛ فقط يحتاج منك الأمر إلى بعض الفطنة والكياسة والرغبة في استعادة زوجتك وأمّ طفلك.
أما فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية بينكما؛ فكما قلت يا عزيزي؛ فالأمّ التي حظيت بطفل حديث الولادة يصعب عليها الاهتمام بالطفل والبيت وزوجها ونفسها؛ لذلك غالبًا ما تقصّر في بعض النواحي، وعلى رأسها حقها وحق الزوج؛ لذا أعطها العذر والمساحة، وإن كنت أعتقد أنك إذا استطعت التودّد لها عاطفيًّا ونفسيًّا، واستجابت لك ستحاول من جانبها؛ بل ستبذل قصارى جهدها لأن تُسعدك وتلبي احتياجاتك.. دعواتنا لك ولزوجتك بالتوفيق والسعادة.