في الوقت الذي شرعت فيه إسرائيل في بناء جدار عازل على الحدود المصرية؛ بهدف الحدّ من عمليات التهريب والتسلل إلى داخل ما تسمّيه وسائل الإعلام الإسرائيلية "أراضيها"؛ فإن كاتبا إسرائيليا قد أكّد استحالة وقف عمليات التسلل والتهريب من سيناء إلى إسرائيل، وعدم مقارنة هذا الجدار بالجدار العازل حول الأراضي الفلسطينية المحتلة. قال رون بن يشاي -المحلل السياسي- لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية مساء أمس (السبت) إن التهديد من الجنوب أو شبه جزيرة سيناء -على حد زعمه- قد تغيّر بالفعل، وأن الثورة المصرية تركت بصمتها الواضحة على العلاقات المصرية-الإسرائيلية؛ من حيث تحوّل التهديد الاستراتيجي والرئيسي المصري نحو إسرائيل، وأن بناء جدار بطول الحدود المصرية لن يحمي المستوطنين الإسرائيليين من إطلاق النار أو اختراق وهدم هذا الجدار، مقارنا إياه بالجدار العازل حول الضفة الغربية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي ادّعى الكاتب الإسرائيلي ثبوت نجاحه في وقف العمليات الاستشهادية وتقليل "العمليات الإرهابية" القادمة من الضفة الغربية نحو المستوطنين الإسرائيليين، معتبرا أن بناء الجدار بطول الحدود مع مصر تبذير وسفه، ومن الأفضل استثمار تلك الأموال في أشياء أخرى مفيدة. علّق بن يشاي على ما صرّح به السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية من أن إسرائيل تنوي احتلال سيناء، بأنه ليس صحيحا هذا القول؛ لأن كل من لديه عينين يدرك تماما أن إسرائيل لا تنوي إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء للمرة الثالثة، وأن مثل هذه التصريحات تخدم الرأي العام المصري المشحون ضد إسرائيل بشكل خاص، مشدّدا على أنه من واجب أجهزة المخابرات الإسرائيلية تكثيف تحركاتها وعملها المخابراتي لبث الطمأنينة في قلوب الإسرائيليين، ونشر الهدوء بين صفوفهم، وهو أفضل استثمار للإسرائيليين، بدلا من بناء جدار لا طائل منه سوى التبذير، معتبرا أن استخدام الأموال في العمل المخابراتي أفضل من بناء الجدار بطول الحدود المصرية. فيتساءل الكاتب الإسرائيلي: هل يمكن لهذا الجدار أن يحمي الإسرائيليين من إطلاق الصواريخ من سيناء أو اختراقه أو هدمه؟! يجيب الكاتب نفسه بأنه من الصعب تحقيق الأهداف المرجوّة من بناء هذا السور الواقي أو الجدار العازل بطول الحدود المصرية، معتبرا أن الجدار العازل حول الضفة الغربية كانت له نتائج إيجابية للإسرائيليين، وهو ما لا يمكن تحقيقه بالنسبة لهذا السور؛ حيث اعتبر أن تكلفته أو ميزانيته المفترضة بمليار شيكل وثلث المليار كبيرة جدا، مفضّلا استغلال تلك الأموال في جهات أخرى؛ خاصة الجهات المخابراتية، فضلا عن أن بدو سيناء يعرفون تضاريس أرضهم بشكل جيد، ومن الطبيعي أن يخترقوا أي جدران عازلة تقام حول أراضيهم، حتى ولو كانت هناك أجهزة استشعار عن بُعد، فبعد فترة من الزمن -ليست قليلة- يمكن للبدو في سيناء اختراق تلك الأجهزة وفك طلاسم الجدار العازل حول الحدود المصرية التي من المفترض أن ينتهي العمل فيه نهاية العام القادم، على أن يتم تسليم 100 كم من هذا السور بنهاية العام الجاري، وبقية الجدار المفترضة ب 114 كم نهاية العام القادم؛ وذلك بحسب ما نشرته الصحيفة العبرية يديعوت أحرونوت. ويرى الكاتب الإسرائيلي رون بن يشاي أن أفضل الحلول الناجعة للإسرائيليين بعد ثورة يناير هو وجود تفاهم وتنسيق أمني وعسكري إسرائيلي مع الأجهزة الأمنية المقابلة في مصر؛ بهدف وقف العمليات الإرهابية من قلب سيناء، والحيلولة دون وصولها إلى المستوطنين في إيلات أو غيرها من المستوطنات الإسرائيلية في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرا أن إقامة علاقة طيبة مع القاهرة والتنسيق الأمني مع مصر هو مصلحة استراتيجية لإسرائيل.